مع اقتراب موعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، تبرز
تساؤلات حول تأثير هذه الحقبة السياسية على مصر ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل انتشار أنباء عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. هذا التطور يفتح المجال للتأمل في ملامح المرحلة القادمة وما قد تحمله من فرص وتحديات.
قراءة في نهج ترامب
وعد ترامب خلال حملاته الانتخابية بإنهاء الأزمات الكبرى مثل الصراع في غزة، لكن سياسته السابقة تظهر انحيازه الواضح لإسرائيل، الأمر الذي قد يجعل أي حلول مقترحة بعيدة عن التوازن المطلوب. خلال ولايته الأولى، ركز ترامب على مبادرات مثل اتفاقيات أبراهام التي عكست توجهًا نحو التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، لكنه أغفل جوهر المشكلة الفلسطينية المتمثل في الاحتلال وحقوق الشعب الفلسطيني.
بين التحديات والآمال
رغم التحفظات على سياسات ترامب، فإن الواقع الحالي في الشرق الأوسط يفرض البحث عن فرص لتخفيف التصعيد وتحقيق الاستقرار. يمكن لهذه المرحلة أن تشهد:
1. دفع نحو حلول مؤقتة: ربما يتمكن ترامب من استخدام نفوذه وعلاقاته مع أطراف إقليمية لتثبيت وقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن الحلول الجزئية التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية قد تُفاقم الأوضاع على المدى الطويل.
2. التعاون الاقتصادي المشروط: قد يسعى ترامب لطرح حوافز اقتصادية لدعم إعادة إعمار غزة، لكن ذلك قد يكون مشروطًا باتفاقات سياسية تخدم أجندته الخاصة، مما يثير قلقًا حول مدى استدامة هذه الحلول.
3. دور لمصر ودول المنطقة: قد تجد مصر نفسها مضطرة للعب دور الوسيط مجددًا، مستفيدة من علاقاتها مع جميع الأطراف. ورغم أن الدور المصري في تهدئة الأوضاع كان دائمًا محوريًا، فإن النجاح يعتمد على تبني نهج شامل يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني.
ماذا ينتظر مصر؟
في ظل هذه التحولات، على مصر أن تستعد لتحديات تتعلق بمواقف ترامب المتوقعة تجاه ملفات إقليمية أخرى، مثل المياه، أمن البحر الأحمر، والتعاون الاقتصادي. قد تحتاج القاهرة إلى تعزيز تحالفاتها الدولية والإقليمية لضمان تحقيق التوازن المطلوب في مواجهة أي سياسات أمريكية منحازة.
هل هناك أمل؟
رغم التحديات المرتبطة بعودة ترامب إلى الساحة، فإن المنطقة تمتلك فرصة لإعادة توجيه الأضواء نحو قضاياها الحقيقية. التحركات الدبلوماسية الفعالة، والتعاون الإقليمي بين دول الشرق الأوسط، يمكن أن يفتح الباب أمام تحسين الأوضاع تدريجيًا. السلام الحقيقي يبدأ من الاعتراف بحقوق الشعوب، ولا يمكن تحقيقه عبر صفقات مؤقتة أو تسويات تفرضها القوى الكبرى.
يظل الأمل معقودًا على إرادة الشعوب وقادتها في السعي نحو مستقبل أفضل، بعيدًا عن السياسات الانفرادية التي غالبًا ما تترك المنطقة تدفع الثمن الأكبر.
حزب_العدل #صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#مكتب_العلاقات_الخارجية
