الرئيسيةمقالات العدلفاطمة عادل تكتب: طابا ملحمة النصر والإرادة

فاطمة عادل تكتب: طابا ملحمة النصر والإرادة

تحتفل مصر في التاسع عشر من مارس كل عام بذكرى رفع العلم المصري فوق أرض طابا، تلك اللحظة الخالدة التي اختتمت فصلاً من النضال الوطني الممتد، وأكدت أن كل ذرة من تراب الوطن لها حراسها الذين لا يفرطون فيها؛ ففي مثل هذا اليوم عام ( 1989 ) استعادت مصر آخر شبر من أراضيها المحتلة، بعد معركة قانونية ودبلوماسية استمرت لسنوات، لتُضاف إلى سجل البطولات التي بدأتها قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973، وأكملها رجال مصر في ساحة المفاوضات.

تحرير طابا لم يكن مجرد حدث منفصل، بل كان تتويجًا لملحمتين:

الأولى: ملحمة عسكرية كتبها الجيش المصري بدمائه في السادس من أكتوبر ( 1973 )؛ حينما استعاد لمصر عزتها واسترد أرضها من براثن الاحتلال.

والثانية: ملحمة دبلوماسية وقانونية بدأت بعد توقيع اتفاقية السلام عام ( 1979 )؛ حيث اتبعت مصر كل الطرق المشروعة لإسترداد كل أراضيها، ولم تترك ثغرة في ملفها القانوني إلا وأحكمتها بحجج دامغة وشهادات موثقة.

ووفقًا لمعاهدة السلام بعد انسحاب إسرائيل من سيناء عام ( 1982 )، بقيت طابا نقطة خلافية؛ حيث حاول الاحتلال التلاعب بالحدود وادّعى أحقيته فيها؛ لكن مصر لم تستسلم، وأثبتت للعالم أن الحقوق لا تُنتزع بالقوة فقط، بل بالإرادة والصبر والعلم، ولجأت إلى التحكيم الدولي، وبدأت معركة طويلة من تجميع الوثائق والخرائط والمرافعات القانونية، شارك فيها خبراء مصريون في القانون الدولي والجغرافيا والتاريخ، حتى صدر حكم المحكمة الدولية في 29 سبتمبر 1988 لصالح مصر، مؤكدًا أن طابا جزء لا يتجزأ من التراب الوطني.

و رُفع العلم المصري على أرض طابا في 19 مارس 1989؛ ليعلن انتصار مصر في واحدة من أصعب المعارك القانونية والسياسية، ويؤكد أن مصر لا تتنازل عن حقها، ولا تفرّط في شبر من أرضها.

تحرير طابا لم يكن مجرد استعادة قطعة من الأرض، بل كان درسًا بليغًا في أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن الإرادة الوطنية قادرة على مواجهة أعتى التحديات، سواء في ساحات القتال أو في أروقة المحاكم الدولية، كانت طابا نموذجًا للصبر والإصرار، ودليلًا على أن مصر التي تخوض معاركها بذكاء وقوة، قادرة على حماية سيادتها في كل وقت ومكان.

تبقى ذكرى تحرير طابا في كل عام شاهدًا على أن مصر حين تقاتل من أجل حقها فإنها تنتصر، وحين تفاوض فإنها تنتزع ما لها دون أن تتراجع، تلك هي روح مصر التي لا تعرف الهزيمة ولا تقبل إلا بالنصر.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏أقلام دلاو عدلاوية فاطمة عادل ..تكتب طابا ملحمة النصر والإرادة foxo eladlparty.com كحل حزب العدل‏'‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة