الرئيسيةUncategorizedهنا محمد شلالي تكتب: نموذج التضامن الاجتماعي في كوريا الجنوبية دروس لمصر

هنا محمد شلالي تكتب: نموذج التضامن الاجتماعي في كوريا الجنوبية دروس لمصر

في عالم تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية تصبح نماذج التضامن الاجتماعي أكثر أهمية من أي وقت مضى وبينما تسعى الدول لإيجاد طرق مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة تبرز كوريا الجنوبية كنموذج ملهم خاصة من خلال تجارب ريفية مثل قرية أندونغ التي أثبتت أن التنمية الحقيقية تبدأ من الناس لا من فوق رؤوسهم.

قرية أندونغ ليست مجرد موقع سياحي أو مجتمع زراعي بل هي مثال حي لقيم التكافل والتعاون ففي هذه القرية يشارك السكان في الزراعة والبناء وتنظيم المناسبات بروح جماعية لا ينتظرون قرارات مركزية بل يصنعون مستقبلهم بأنفسهم من خلال الاعتماد على ثقافتهم المحلية وتعاونهم اليومي

النموذج الذي تتبعه أندونغ يقوم على مبدأ من القاعدة إلى القمة حيث يقود السكان عمليات التطوير مع الحفاظ على القيم التقليدية وقد ساعد ذلك في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز السياحة وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي

من أبرز التجارب في كوريا الجنوبية حركة سايماول أو ما يعرف بحركة القرية الجديدة التي أطلقت في سبعينيات القرن الماضي بهدف تحديث القرى من خلال العمل الجماعي والمساعدة الذاتية وقد ساهمت هذه الحركة في تقليل الفقر وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية

كما تشرف وزارة الصحة والرفاهية على برامج وطنية تقدم الدعم المالي والسكني والتعليمي بينما تحظى التعاونيات والمؤسسات الاجتماعية بدعم حكومي واسع يسهم في خلق فرص العمل وتعزيز التنمية المستدامة.

في مصر تمثل برامج مثل تكافل وكرامة ومبادرة حياة كريمة خطوات إيجابية في طريق العدالة الاجتماعية وتوفير الخدمات الأساسية للقرى الفقيرة وتشرف وزارة التضامن الاجتماعي على جهود مكافحة الفقر ودعم الفئات المهمشة

لكن يظل الطابع المركزي هو الغالب في هذه المبادرات حيث يتم التخطيط والتنفيذ غالبا من الجهات الحكومية دون إشراك حقيقي للمجتمعات المحلية في تحديد أولوياتها أو إدارة مواردها

تجربة كوريا الجنوبية تقدم دروسا مهمة يمكن الاستفادة منها في السياق المصري ومنها

تمكين المجتمعات المحلية؛ فالمشاركة الشعبية عنصر أساسي في نجاح أي عملية تنموية ويمكن للقرى المصرية أن تكون قادرة على قيادة مسيرتها التنموية إذا توفر لها الدعم والحرية

دعم التعاونيات والمؤسسات الاجتماعية لتوفير فرص عمل وتحقيق تنمية اقتصادية محلية قائمة على التضامن والاعتماد الذاتي

تعزيز الهوية الثقافية والتعليم المدني لبناء مجتمع مترابط يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه محيطه

تكييف مبادئ سايماول بما يناسب الواقع المصري بحيث يمكن تطبيق روح الفكرة لا تفاصيلها الجامدة

في الختام نؤكد أن التنمية لا تكون فعالة إلا عندما تنطلق من داخل المجتمعات نفسها وحين يُمنح الناس الثقة والوسائل لصياغة واقعهم يمكن أن تتحول القرى من أماكن مهمشة إلى مراكز فاعلة في مسيرة الوطن ولعل الوقت قد حان لننظر إلى النماذج الناجحة مثل أندونغ لا باعتبارها استثناء بل باعتبارها إلهاما لما يمكن أن يكون عليه مستقبلنا إذا قررنا أن نضع الإنسان في قلب كل سياسة وكل خطة تنموية.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة