الرئيسيةمقالات العدلماهيتاب عبدالسلامماهيتاب عبد السلام تكتب…الناس أولًا، مش المصالح.. مبدأ لا شعار

ماهيتاب عبد السلام تكتب…الناس أولًا، مش المصالح.. مبدأ لا شعار

تأتي بعض اللحظات في حياة المجتمعات لتكشف عن وعيها الحقيقي، لا عن ميولها أو مصالحها المؤقتة. والانتخابات واحدة من تلك اللحظات التي تُظهر مدى قدرة المجتمع على التفكير بعقل ومسؤولية، وعلى تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. فهي ليست مجرد مناسبة لاختيار أشخاص، بل فرصة لتجديد الثقة في قيمة المشاركة، والتأكيد على أن الإصلاح يبدأ من وعي الناس، لا من وعود المرشحين.

الانتخابات ليست مجرد منافسة على منصب، بل مسؤولية تُحمّل صاحبها أمانة تمثيل الناس، والاستماع إليهم، والسعي لتحسين أوضاعهم. والفوز في الانتخابات لا يُقاس بعدد الأصوات، بل بقدرة الفائز على أن يظل وفيًا لمن اختاروه، صادقًا مع ضميره، قريبًا من الناس لا من المصلحة.يبذل كل جهده لتحسين أوضاع الأشخاص الذين وثقوا فيه وأعطوه أصواتهم

فأن تكون مرشحًا لا يعني أن تطلب سلطة، بل أن تقبل تكليفًا. أن تفهم أن اللقب زائل، لكن الأثر باقٍ. أن تسهر على راحة الآخرين، وتُوازن بين الطموح الشخصي واحتياجات الجماعة.المرشح الحقيقي هو من يرى في كل صوت أمانة، وفي كل وعد التزامًا أخلاقيًا، لا مجرد وسيلة للوصول. فأن تكون مسئول ليس امتيازًا بل عبءٌ يحتاج إلى عقلٍ منضبط وضميرٍ يقظ.

وهناك مسئولية تقع على كل من الناخب والمرشح. مسؤولية الناخب هي حسن الاختيار، والبحث عن من يخدم لا من يتصدر، أما مسؤولية المرشح فهي أعظم، لأنها تتعلق بإدراك حجم التكليف الذي يُقبل عليه، ومدى استعداده لأن يكون صوت الناس لا صوته وحده.

فالمنصب لا يُمنح للتباهي أو الظهور، بل هو امتحانٌ للضمير والقدرة على العطاء. والفوز لا يعني نهاية الطريق، بل بدايته الحقيقية، وبداية عهدٍ من الاجتهاد والسهر ومراعاة الأمانة التي حمّله الناس إياها.

ونحن ندرك في حزب العدل أن الشعارات لا تُقاس بما يُقال على اللافتات، بل بما يُترجم إلى أفعال، وأن الشعار الأسمى الذي يجب أن نحمله في قلوبنا قبل لساننا هو: “الناس أولًا، مش المصالح.”

فحين تصبح المصلحة العامة هي الغاية، يصبح المنصب وسيلة لخدمة الإنسان لا وسيلة لخدمة الذات

الانتخابات بمفهومها الشامل لا تقتصر فقط على المجالس النيابية أو مؤسسات الدولة، بل تمتد لتشمل كل ساحة تُمارَس فيها المسؤولية الجماعية: في النقابات، والنوادي، والجمعيات الأهلية، وحتى في أبسط التجمعات الإنسانية التي تحتاج إلى من يقودها بروحٍ من العدالة والوعي. فهي ليست ساحة تنافس بقدر ما هي مساحة صدق، تظهر فيها نوايا الناس ودرجة وعيهم بما يريدون.

ففي كل صندوق اقتراع، تُوزن الضمائر قبل الأصوات، ويُختبر الوعي قبل الأرقام. إنها ممارسة تؤكد أن المشاركة ليست رفاهية، بل مسؤولية، وأن كل صوت نمنحه هو في حقيقته موقف من الحياة، رسالة غير مكتوبة تقول: أنا أؤمن بالتغيير، وأثق أن صوتي يمكن أن يُحدث فرقًا.

الوعي هو الفائز الحقيقي في كل انتخابات.

فالانتخابات تعكس مقدار نضج المجتمع، ورُقيّ وعيه، ومدى احترامه لقيمة المشاركة. المناصب تزول، والأسماء تتغيّر، لكن الأثر يبقى لمن جعل من منصبه وسيلةً للإصلاح لا غايةً للتفاخر.فالفوز الحقيقي ليس في صناديق الاقتراع، بل في ضمائر الناس التي تؤمن بأن الوطن أكبر من أي مكسب.

المجتمع الذي يقدّم القيم على المصالح، يرسم مستقبله بثقةٍ ومصداقية، ويزرع في أجياله معنى الانتماء والمسؤولية. فالإصلاح لا يبدأ من الكرسي، بل من النية الصادقة، ومن الإصرار على أن تكون الكلمة وعدًا، والوعد فعلاً.فكل صوتٍ صادق هو لبنة في بناء وطنٍ لا يُدار بالمصالح، بل بالضمير،وعندما تتوحّد إرادة الناس على الخير، تُصبح الانتخابات ليست منافسة على السلطة، بل احتفالًا بالوعي ، وحين ينتصر الوعي على المصلحة، نكون قد فزنا جميعًا ..ولو دون إعلان نتائج

ونحن في حزب العدل نقولها بثقة وإيمان: “إحنا مختلفين” مختلفين في رؤيتنا، في صدقنا، في التزامنا بأن يكون العمل العام طريقًا للعطاء لا للمكاسب. اختلافنا هو ما يجعلنا نختار الصعب: أن نخدم قبل أن نحصد، وأن نعمل بصمت من أجل صوت الوطن.

#الناس_أولًا_مش_المصالح#انتخابات_النواب2025#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة