ساعات قليلة مرت على عام مضى، تاركا ورائه أحداث أليمة، صعب علاج أثارها، وساعات قليلة بدأت من عام جديد يبدأ اولى صفحاته.
ومازالت غزة تحت الحصار، يتم إبادة شعبها على مرأى المجتمع الدولى كله، والعالم العربى والإسلامي مازال يشجب ويدين، ونحن مكتوفي الأيدي كشعوب عربية، لم نستطع حتى التعبير التضامني بالتظاهر كما يحدث فى الشعوب الأوروبية، التي تنتفض في فرنسا و امريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الشعوب الغربية للضغط على حكوماتها بوقف المذابح اليومية من عصابة الكيان الصهيونى.
لم نشعر بالخجل كحكومات عربية ونحن نشاهد جنوب أفريقيا تسير بمفردها لتقدم طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل، لما وصفته بأنه “أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة.
لم نشعر بالخجل ونتنياهو في مؤتمره الصحفى الأخير وهو يردد بأن الحرب مازالت مستمرة ولن تتوقف، ويعلن أنه يجب أن يسيطر على محور فيلاديفيا، ومستمر فى جنونه وعبثه ونحن صامتون نتجهز للاحتفالات حول شجرة الكريسماس، واحتفالات عام جديد، وهناك شعب بلا مأوى ولا طعام ولا علاج يعانى أشد المعاناه، ومتشبث بأرضه رغم كل الموت الذى يحيطة.
ألم تشعر أمريكا بالخجل وهى تساند إسرائيل إلى أقصى مدى وتمدها بالسلاح والدعم الكامل فى إبادتها للفلسطينيين، وتدعى بأنها تلزم إسرائيل حماية المدنيين، مع أن أكثر من 21 ألف شهداء ليسوا سوى أطفال ونساء وشيوخ.
نردد أن إسرائيل الكيان المحتل المارق، اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء منذ قيام دولته، ولم تردعه قوى لأنه فوق كل القوانيين والأعراف الدولية وفوق كل المنظمات وقراراتها مادامت الولايات المتحدة الأمريكية تحميها وتدعمها، وانحزنا ليأسنا وخوفنا، مع اننا انتصرنا فى حرب أكتوبر73، وقضينا على وهم انهم القوة التى لا تقهر، وفى السابع من اكتوبر الماضى تلقوا أكبر صفعاتهم برغم كل الإحتياطات الأمنية والمخابرتية، لقنتهم حماس درسا قاسيا تعروا برغم كل ما يمتلكونه من أنظمة حماية.
فعلى الحكومات العربية أن تشعر بالخجل أمام عجزها عن رد هذا العدوان ولو بالطرق السلمية والدبلوماسية، واستخدم كل وسائل الضغط ليس على إسرائيل وحدها بل على كل من يساندها من حلفاء الشيطان من دول مارقة تبرر أن ماتفعله هو دفاع عن النفس وهى الدولة المغتصبة المحتلة، بسحب استثماراتهم، ومقاطعة بضائعهم، وسحب سفرائهم، فلن يموتوا بدونهم.
فكل الشكر لكل الشعوب الحرة التى خرجت تعرب عن تضامنها للشعب الفلسطينىى، وتندد بمجازره، وكل الخزي لمن تقاعس وفقد إنسانيته ودعم المحتل المختل فى بربريته.
كل الشكر للجاليات الإسلامية فى أمريكا التى أعلنت عبر حملة أطلقتها عن مقاطعة بايدن فى الانتخابات القادمة احتجاجا على موقف إدارته من العدوان تجاه غزة.
كنا نتمنى أن يطوي هذا العام صفحتة الأليمة، وقد انتهى العدوان على غزة، ويعم السلام ويتم التوصل الى حل للقضية الفلسطينية بإعلان الدولة الفلسطينية التى تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية.
كنا نتمنى أن يسدل الستار على عام 2023 وقد وصلت السودان إلى بر الأمان، وانتزع فتيل الأزمة بين أبنائه، عوضا عن خطر التقسيم القادم، وعمليات التهجير والقتل بين أبنائه، وهم فى ظروف تقتضى التكاتف والتلاحم لبناء دولتهم .
ونتمنى ان يعود اليمن سعيدا كما كان لا مذهبية ولا طائفية ارضا واحدة وعلما واحد وسماء تظل كل اليمنيين، ويحفظوا دماء تسفك ظلما من أبناء جلدتهم.
وعلى الصعيد الوطني نتمنى لمصر الخير والإذدهار، وان يعى الرئيس جيدا ما يواجهه المصريين من ازمات متلاحقة، ليرفع عن كاهلهم كل المعاناة من غلاء فى الاسعار، ويحظوا بالعيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية.
كما نتمنى أن يبدأ ولايته الجديدة بحكومة قادرة على علاج كل المشكلات من ديون خارجية، وأزمات اقتصادية متلاحقة، وأن يطمئنا على أزمة سد النهضة بعد انتهاء المفاوضات الى طريق مسدود.
كما أتمنى فى مطلع العام الجديد أن يتم الإفراج عن كل معتقلي الرأى مالم تثبت فى حقهم أى تهم ولم يمارسوا العنف ضد الدولة المصرية، ويتم مراجعه قانون الحبس الاحتياطى، وأن يستكمل الحوار الوطنى، ويأخذ بكل مخرجاته المتفق عليها.
وأن يفتح المجال العام وتمارس الأحزاب دورها بحرية كاملة طالما في إطار القانون والدستور، ويتم إنفاق النسب الدستورية على التعليم والصحة والبحث العلمى.
فبناء الإنسان قبل الحجر أولوية أولى، فالمواطن هو صانع النهضة الحقيقى، والطريق الى الجهورية الجديدة التى ننشدها كدولة مدنية ديمقراطية حديثة لن يأتى إلا بالمشاركة والتضافر والتلاحم من الجميع بدون اقصاء.
وعليه يجب على الرئيس وحكومته الاستعانة بأولي الاختصاص فى كل المجالات، لندعم الصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار، ولنصنع بيئة جاذبة لتدفق رؤوس الأموال الأجنبية، كما أتمنى أن تكون السياحة والصناعات القائمة على ريادتها هى شغلنا الشاغل، فمن خلال ذلك نحقق أهداف كثيرة من تشغيل أيدي عاملة والنهوض بالصناعة وتوطينها وتدفق عملة أجنبية هى أهم روافدها.
الأماني للوطن كبيرة وكثيرة لا تنتهي، فكلنا كمصريين نعشق ترابه وندفع أرواحنا حمايه لأرضه، ونبذل العرق لرفعته ونهضته.
أتمنى عام سعيد لمصر والإنسانية وأن يعم السلام والرخاء ربوع الأرض كافة.