عثمان مصطفى يكتب:
تحل علينا في الخامس والعشرين من أبريل ذكرى عزيزة على قلب كل مصري، وهي ذكرى تحرير سيناء الغالية، تلك البقعة المقدسة من أرض الوطن التي استردناها بفضل تضحيات أبنائها وبسالة قواتنا المسلحة.
وفي غمرة الاحتفال بهذا اليوم المجيد، لا يسعنا إلا أن نتوقف بإجلال وتقدير أمام الدور المحوري الذي لعبه عمال مصر الأوفياء في تحقيق هذا النصر العظيم، وفي مسيرة بناء وتنمية هذه الأرض الطيبة بعد عودتها إلى حضن الوطن.
فبين صفحات التاريخ المضيء، تسجل بأحرف من نور مساهمات هؤلاء الرجال والنساء الذين لم يدخروا جهدًا، لا في ساحات القتال من خلال دعم المجهود الحربي، ولا في ميادين العمل من خلال بناء صرح الوطن.
لقد كانت سيناء على مر العصور مطمعًا للغزاة، وشهدت أرضها صراعات عديدة، ولكنها ظلت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من مصر.، فبعد نكسة عام 1967، وضعت مصر نصب أعينها هدفًا واحدًا لا تحيد عنه، وهو استعادة سيناء كاملة، وبدأت مرحلة صعبة من الصمود والتحدي، تجسدت في حرب الاستنزاف التي أظهر فيها المصريون صلابة وعزيمة لا تلين، ورغم الحروب برز العمال في الجانب المدني فلم تتوقف الأيادي عن العمل ولا الآلات عن التصنيع واتخاذ اللازم لمعركة التحرير.
ثم جاءت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي حقق فيها الجيش المصري انتصارًا مبينًا، استعاد به الكرامة العسكرية المصرية ومهد الطريق لبدء مفاوضات السلام، وكان هذا الانتصار بمثابة نقطة تحول جذرية، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل على المستوى العالمي، حيث أحدث انقلابًا في المعايير والاستراتيجيات العسكرية وأعاد الثقة للمقاتل المصري والعربي، في وقت ظل فيه العمال أحد أبرز أدوات النصر والتمويه الاستراتيجي للحرب.
بدأت بعدها مرحلة المفاوضات السياسية الشاقة، والتي تضمنت محادثات الكيلو 101 واتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978، والتي كانت نتاجًا لمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات التاريخية وزيارته للقدس.
وقد تكللت هذه الجهود الدبلوماسية بالنجاح، وبدأت عملية الانسحاب الإسرائيلي من سيناء على ثلاث مراحل أساسية، انتهت برفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية في رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء في 25 أبريل 1982، إيذانًا بتحرير كل شبر من أرض سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا.
ولم يكتمل التحرير إلا باستعادة مدينة طابا العزيزة بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، ليُرفع علم مصر شامخًا على آخر بقعة محررة من أرض الوطن. لقد كان يوم 25 أبريل عيدًا قوميًا مصريًا، يجسد انتصار الإرادة المصرية وصلابة شعب أبى أن يعيش في ظل الانكسار.
ومع تلك المراحل المتنوعة لتحرير الأرض بالحرب والمفاوضات الشاقة، بقي العمال أحد ركائز إعمار سيناء بعد الحرب، وظلوا وسيظلوا في خدمة هذا الوطن، وتلبية نداء سيناء للإستمرار في إعمارها والاستفادة من ثرواتها الثرية.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
إنضم الآن إلى #حزب_العدل
املئ الاستمارة من هنا
https://eladlparty.com/انضم-الي-الحزب
