السيدة مريم العذراء البتول القديسة الطاهرة النقية أم النور، منحها القرآن الكريم تشريفا وتبجيلا، ويوجد سورة في كتاب الله الكريم باسمها المبارك، كما ورد ذكرها في سورة أل عمران والنساء والتحريم وفي أحاديث النبي الكريم وسنته الشريفة.
وذكر في القرآن الكريم قصتها من ولادتها ونشأتها وبشارتها بالسيد المسيح عليه السلام حتى ولادتها، ورحلتها المقدسة إلى أرض مصر المباركة.
قال تعالى في محكم كتابة في سورة آل عمران: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48)} .
وتحدثت سورة مريم عن حمل مريم بعيسى عليه السلام، وابتعادها عن أهلها وفي أثناء وحدتها أرسل الله لها جبريل عليه السلام، فتمثل لها بشرا سويا، وقال إنه رسول من عند الله ليهبها غلاما زكيا سيعلمه الله الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، فاستغربت وسألت عن كيفية إنجابها الولد وهي الفتاة العذراء العفيفة ولم تكن ابدا بغيا، فأخبرها أن هذا أمر الله ونفخ جبريل فيها فحملت بعيسى ووضعته تحت نخلة وقال لها هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا، وقال لها كلي واشربي وقرى عينا وأمرها بالصيام عن الكلام وحملت ابنها وذهبت إلى قومها ففوجئوا بابنها، ولما سألوها عنه، أشارت إليه، فتعجبوا وبلغت دهشتهم ذروتها وهم يقولون كيف نكلم من في المهد صبيا.. وعندما سمعوه يتكلم ويقدم نفسه إليهم ويخبرهم أنه عبد الله، وأنه سيكون نبيا.
وقال الله في كتابة الكريم في سورة مريم (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿32﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾)
فسيدتنا مريم الطاهرة العفيفة أم المسيح عليه الصلاة والسلام وأطهر نساء الأرض وقد اصطفاها الله على نساء العالمين، عنوان الطُهر والصَون والعفاف، وهى من بشرها الله بكلمة منه ستظل الى أبد الدهر في القلوب الصديقة والقديسة القانتة العابدة أجمع المسلمين والمسيحيين على محبتها وازدادوا شرفا بإطلاق اسمها على بناتهم بركة ومحبة لها.