محاولة اغتيال خليل الحية في الدوحة: الدوافع السياسية لنتنياهو وتداعياتها الإقليمية
في تطور خطير يخترق جميع الخطوط الحمراء، تعرض القيادي البارز في حركة حماس، خليل الحية، لمحاولة اغتيال في العاصمة القطرية الدوحة، وهي الأرض التي أضحت منصة رئيسية للدبلوماسية ووساطات التهدئة. هذه العملية لا تعكس فقط استمرار منهج الاغتيالات الإسرائيلية التاريخي، بل تحمل في طياتها دوافع سياسية داخلية عميقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً هائلة غير مسبوقة.
فمن الواضح أن قرار تصعيد العملية إلى قلب الدوحة لا ينفصل عن الحالة السياسية المحتدمة التي يمر بها نتنياهو. من جميع الجبهات:
1. ضغط شعبي جارف: حيث تتصاعد المظاهرات المطالبة باستقالته وتحميله المسؤولية عن فشل أمني السابع من أكتوبر، والإفراج عن الأسرى، وفشله في تحقيق “النصر المطلق” الموعود بعد مايقارب من عامين على الحرب.
2. تمزق داخل حكومته: حيث يهدده حلفاء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبزلاليل سموتريش، بإسقاط الحكومة إذا نفذ أي اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، في حين تهدده الأقلية المطالبة بالاتفاق من داخل حكومته.
3. المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية: حيث يوضع تحت طائلة المساءلة القانونية الدولية الشخصية بسبب جرائم الحرب.
في هذا السياق، تظهر عملية الاغتيال الجريئة حل مثالى لـ “الهروب إلى الأمام”.
· لتحويل الأنظار وإعادة ترتيب الأولويات: صرف الانتباه عن الفشل العسكري والسياسي وعن الانقسامات الداخلية الحادة، عبر تقديم “إنجاز” أمني مذهل ومثير.
· إرضاء قاعدة اليمين المتطرف: تقديم نفسه كـ “رجل حديدي” لا يتزعزع، مستعد لضرب أي هدف في أي مكان، لاستعادة شعبيته بين مؤيديه وكسب الوقت.
· تعطيل المفاوضات عمداً: قد يكون الهدف الخفي هو تفجير مسار التفاوض القطري نفسه، مما يمنحه الذريعة لمواصلة الحرب وبالتالي البقاء في السلطة وتأجيل المحاسبة.
تداعيات أمن الخليج (وهم الحماية الامريكية)
على صعيد أمن الخليج، فإن الرسالة واضحة وصادمة: لا حرمة لسيادة أي دولة إذا قررت إسرائيل تنفيذ أجندتها. هذا يضع دول الاتفاق الابراهيمى (مثل الإمارات والبحرين) في موقف لا تحسد عليه، حيث يغدو التطبيع في نظر شعوبها تهديداً لأمنها القومي وغطاءً للجرائم. وان الحكومة الأمريكية، بصمتها أو عجزها عن كبح جماح حليفها، باتت موضع تساؤل جدي، مما قد يدفع دول الخليج إلى مراجعة تحالفاتها وربما التباطؤ في خطط التطيع العلني حتى تتحقق ضمانات أمنية حقيقية.فى ظل ضرب قطر مرتين خلال اشهر قليلة
ختاماً، محاولة الاغتيال هذه هي أكثر من مجرد عملية عسكرية؛ إنها لعبة سياسية محفوفة بالمخاطر يلعبها نتنياهو لإنقاذ كرسيه. لكن مقامرة بهذا الحجم، على حساب سيادة دولة عربية واستقرار المنطقة بأسرها، قد تأتي بنتائج عكسية، فتُذكي لهيب المقاومة، وتعزل إسرائيل دولياً، وتُظهر أن بقاء حكومة متطرفة يكون ثمنه تدفعه شعوب بأكملها من الدماء والاستقرار.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
