عبد الغني الحايس|يكتب:
الفلاح المصرى حمل لقب الشهيد الحى عن جدارة واستحقاق، نشأ وسط معاناة مع نقص كافة الخدمات، وبين غلاء فى المبيدات، وعدم قدرته على تسويق محصوله، أو الحصول على سعر عادل له، وبين بنك التسليف، وظل مرابض يقاوم الظروف بكل رضا وقناعة .
قريتنا كنت أراها أخر نقطة فى العالم، كنت أتسائل هل يعلم أحد من المسؤولين أننا نعيش فى تلك البقعة من الأرض ؟
هل يعلمون ما نعيشه من معاناه وسط وضع سىء فى كافة الخدمات حيث لا مدارس ولا كهرباء ولا مياه نظيفة للشرب ولا رعاية صحية،واجتماعية، واننا نفتقد كل شىء من مقومات الحياة الطبيعية، وكأننا فى القرون الوسطى أو عصر ما قبل التاريخ ؟
اعتقد لا يعلمون عنا شىء، و سنظل نعانى الإهمال والنسيان، ولأننا جيل مختلف عن جيل أبائنا المستسلم لطبيعه هذا الوضع، فيجب ان ننتفض نتمرد، علينا إخبارهم أننا هنا مصريون مثلكم يحملون نفس الجنسية، ويتكلمون نفس اللغة، وتظلهم نفس السماء، إنه وطننا كما هو وطنكم، كنت جندى مثلكم حاربت، ومنا من أصيب ومنا الشهيد، نحن نحبها مثلكم واكثر منكم .
عندما قامت ثورة يناير انتفضنا، ذهبنا الى كل الميادين فى كل أرجاء الوطن نحمل أصواتهم، وهمومهم، وأمنياتهم، هتفنا عيش حرية كرامة انسانية، تحدثنا على كل المنابر، ومع كل التجمعات عن مواطنيين لم يتمردوا ولم يضربوا رغم قسوة الحياة يعشون فى ريف محروم من أساسيات الحياة، يحتاجون من يربت على أكتافهم، يقولون لهم أنتم فى أعيننا، فاليوم ليس من الإنسانية أن نتركهم لهذا البؤس والشقاء وتلك المعاناة.
وسرقت يناير ومعها حلم لم تخمد ثورته، فانتفضوا مع المتمردين ليعيدوا مصر الى هويتها وروحها .
وكانت ثورة 30 يونيو، وتجدد الأمل فى تغير هذا الواقع المرير الذى تعيشة كل قرى مصر وعزبها ونجوعها، ونجد مع الرئيس السيسى الحلم يتحول الى واقع، ويتم الإعلان عن استراتيجية مصر ورؤيتها للتنمية المستدامة 2030 ، وايمانا بدور الفلاح فى التنمية الزراعية، و أنه عصب الإقتصاد الزراعى، الذى يوفر احتياجات مصر من السلة الغذائية، ويحافظ على امن مصر الغذائى.
فوجد الفلاح من يربت على كتفيه ويسانده بل ويعوضه عن ظلم عقود طويلة من الإهمال، ويدخل دائرة إهتمام الحكومة، فتم اعفاء المتعثرين من قروض البنك الزراعى، وتحولت الحيازات الزراعية الورقية الى كارت ذكى، واطلاق عدة مبادرات منها مبادرة العلاج من فيروس سى، والأمراض السارية، وكثير من القوافل الطبية تجوب كل القرى تطمئن على صحتهم وتقدم لهم الرعاية .
كما أطلقت الدولة عدة مبادرات لتنمية الثروة الحيوانية مثل مشروع البتلو، مشروع زراعه مليون ونصف مليون فدان ، والدلتا الجديدة ،تنمية الريف المصرى ومشروع الصوب الزراعية ،تبطين الترع، وأوقفوا التعدى على الأراضى الزراعية وحمايتها، واتجهوا الى الصحراء لإستصلاح أراضى زراعية واقامة مشاريع زراعية وحيوانية وداجنة عملاقة تحفظ أمن مصر الغذائى، واقامت مجتمعات جديدة ، كما قامت بتوفير المبيدات والتقاوى وتسويق المحاصيل وشرائها بسعر عادل وغيرها من المبادرات الكثيرة الأخرى التى تهدف الى التنمية والتطوير وتحسين حال الفلاح المصرى باعتباره عمود من أعمدة اقتصاد الدولة .
وتعتبر مبادرة حياة كريمة اهم تلك المبادرات والتى ستغير حياة اكثر من 70مليون مواطن فى الريف المصرى لما ستقدمة من تنمية وتلبية أمالهم وتطلعاتهم فى حياة لائقة كريمة، فأقيمت الوحدات الصحية المتطورة، والمراكز الخدمية النموذجية لتوفر لهم الوقت والجهد، وأنشأت المدارس ومراكز شباب ومكاتب البريد ووحدات الخدمة الإجتماعية ومحطات الكهرباء والصرف الصحى، ومشاريع الغاز الطبيعى، وأقيمت الطرق الممهدة ، ودخلت مياة الشرب، وتوسعت الحكومة فى انشاء محطات الصرف الصحى والتحلية، والعمل على دمج الفلاح فى المنظومة الاقتصادية، واصدار قانون للنقابة التى ترعى مصالحة وغيرها من الخدمات التى تحسن من مستوى معيشتة وتوفر له سبل الراحة والأمان .
واتوجة بالشكر الى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أمن بدور الفلاح المصرى وانه شريك رئيسى فى بناء الوطن ويستحق الحياة الكريمة اللائقة.
فتحية لكل المتمردين ومن رفعوا راية العصيان ضد جماعة الإخوان، لتكون 30 يونيو بداية لتأسيس جمهوريتنا الجديدة، وتحقيق حلمى بأيد حانية ربتت على فلاحى مصر .