حسين هريدي| يكتب:العالم لن يكون كما كان قبل وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خبر أربك العالم، وفي اعتقادي أن وفاته ستكون نقطة تحول في السياسة الإيرانية والدولية، فالرئيس رئيسي، المعروف بمواقفه المتشددة وسياسته الداخلية والخارجية المحافظة، وترك بصمة واضحة على المشهد السياسي الإيراني والإقليمي، لكن بعد مصرعه، أعتقد سيشهد العالم تغييرات قد تعيد تشكيل العلاقات الدولية والتوازنات الإقليمية.
ربما سيكون هناك عدد من تأثيرات الداخل في الصراع على السلطة، أولها أن وفاة رئيسي قد تفتح الباب لصراع على السلطة بين الفصائل المختلفة داخل النظام الإيراني، حيث أن القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك المحافظون والمتشددون والإصلاحيون، ستسعى كل منها لملء الفراغ القيادي، ما قد يؤدي إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي الداخلي، وهذا الصراع سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الحكومة الإيرانية على اتخاذ قرارات حاسمة في القضايا المحلية والدولية.
والتأثير الثاني خاص بانتقال السلطة، حيث أنه وفقًا للدستور الإيراني، يتم نقل السلطة مؤقتًا إلى نائب الرئيس الأول، محمد مخبر، لحين انتخاب رئيس جديد خلال 50 يومًا، وهذا الانتقال قد يكون سلسًا إذا كان هناك توافق بين القوى السياسية، أو قد يشهد تحديات كبيرة إذا استمر الصراع على السلطة.
أما التأثيرات على السياسة الخارجية ستشمل العلاقات مع الغرب، حيث أن إبراهيم رئيسي كان معروفًا بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وغيابه قد يفتح المجال أمام قيادة جديدة تتبنى مواقف أكثر اعتدالًا، مما قد يؤدي إلى تحسين العلاقات مع الغرب وإعادة إحياء المفاوضات النووية التي توقفت تحت ضغط العقوبات الدولية، ومن الممكن أيضًا أن تتبع القيادة الجديدة نفس النهج المتشدد، مما سيزيد من التوترات ويعمق العزلة الدولية لإيران.
وفي إطار التأثير الإقليمي، فالسياسة الإيرانية تجاه دول الجوار، مثل السعودية وإسرائيل، قد تشهد تغيرات كبيرة. القيادة الجديدة قد تسعى إلى تحسين العلاقات مع بعض الدول لتخفيف التوترات الإقليمية، أو قد تتبنى سياسة تصعيدية تزيد من التوترات في المنطقة. هذا التغير ربما يؤثر على التوازنات الإقليمية وقد يؤدي إلى تحالفات جديدة أو صراعات متجددة.
أما عن التأثيرات الاقتصادية، فربما تشمل العقوبات الدولية وقد يكون لرحيل رئيسي تأثير على العقوبات الدولية المفروضة على إيران، والرئيس الجديد قد يتبنى سياسات جديدة تهدف إلى رفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي الداخلي، ما سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي محتمل. على الجانب الآخر، إذا استمرت السياسة المتشددة، فقد تستمر العقوبات في التأثير السلبي على الاقتصاد الإيراني، وما يزيد من التحديات الاقتصادية.
ومن ناحية الاستثمارات والتجارة، فإن عدم الاستقرار السياسي قد يؤثر على ثقة المستثمرين الأجانب، ما قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية وزيادة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. الحكومة الجديدة ستحتاج إلى العمل بجد لاستعادة الثقة وتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة الدولية.
وحول الاستقرار الإقليمي، فالجماعات المسلحة التي تدعمها إيران، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، قد تتأثر بالتغيرات في القيادة الإيرانية. تغيرات في الدعم والسياسات الإيرانية قد تؤدي إلى تغير ديناميكيات الصراع في هذه المنطقة، ما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل عام.
وهذا يجعلنا نستخلص أن وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ستكون لها تداعيات واسعة النطاق على السياسة الإيرانية والإقليمية والدولية؛ فالعالم لن يكون كما كان قبل وفاته، حيث ستشهد الفترة المقبلة تحديات وفرصًا جديدة للسياسة الإيرانية والعالمية، والتغيرات في القيادة الإيرانية ستؤثر على العلاقات الدولية، التوازنات الإقليمية، والاستقرار الاقتصادي، مما يجعل المستقبل مليئًا بالتحديات والفرص على حد سواء.