الرئيسيةمقالات العدلإبراهيم العجمي يكتب: الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى

إبراهيم العجمي يكتب: الدروس المستفادة من معركة طوفان الأقصى

تابعت ما جرى وما يجري منذ بداية معركة السابع من أكتوبر العام الماضي وحتي اليوم على غير عادتي المبادرة بالتحليل والنقد وتناول كل ما يؤثر علي الشأن العام، ولكن تلك المرة بما تفردت به الأحداث وسرعة وتيرتها وخصوصية المعركة كان الصمت بالنسبة لي أبلغ من أي كلام يمكن أن يقال، ولكن بعد مرور أكثر من شهرين استجمعت بعض من الدروس المستفادة التي اعتقد من المهم تناولها الآن.

أولاً: لا يمكن هزيمة شعب يقاوم ولديه عقيدة هكذا علمنا التاريخ، وهذه المعادلة خارج حسابات فارق العدة والعتاد فهي مسالة عقائدية في المقام الأول وهذا ما حدث عبر التاريخ في أفغانستان والعراق فيتنام والشيشان وغيرها من النماذج التي تفوق فيها شعب مؤمن بقضية حرية وطنه مقابل محتل غاشم يفوقه في مقاييس القوة العسكرية.

ثانياً: كشفت الحرب عن هشاشة جيش الاحتلال علي كافة المستويات العسكرية وقوات النخبة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية وحتى على مستوى التماسك المجتمعي الداخلي لدولة الاحتلال.

ثالثاُ: أحيت الحرب الأخيرة فكرة الاستغناء عن الغرب ثقافياً ومقاطعه منتجاتة واستبدالها بالمحلية وفي خلال أيام من انطلاق الحرب تكشف لنا عن كمية بدائل وطنية من الصناعات المحلية أصبحت اليوم رمز لمعركة الوطنية والكرامة.

رابعاً: أصبح هناك جيل جديد من الشباب والمراهقين فى العالم خارج عن سيطرة إعلام اللوبي الصهيوني يستمد معلوماته من وسائل يبثها أصحاب المعركة الحقيقيون على الأرض من خلال برامج التواصل الاجتماعي كونت رأي عام عالمي جديد مستقل سوف يكون فارق في المستقبل القريب لا محال.

خامساً: التناقض الواضح بين مواقف الحكام والحكومات الغربية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا وبين مواقف شعوبهم اتجاه ما يحدث من إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في غزة والضفة الغربية.

أخيراً: وهو ما توقفت عندة كثيراً فبالرغم من أن العدو الإسرائيلي المحاط من الأعداء من كافة الاتجاهات حتي لو كان هناك اتفاقيات سلام مع بعضهم فهي بالطبع اتفاقات مؤقتة لا محال، وبالرغم من ذلك فهو يحارب ضد الحوثيين من الجنوب وحزب الله من الكتئاب السورية من الشرق وكتائب المقاومة الفلسطينية من الغرب في حرب هي الأكثر قسوة بالنسبة له منذ حرب أكتوبر 73 والتي كان يحارب فيها علي جبهة الجولان وسيناء معاً، ومع ذلك فإن مساحة الحرية التي يتمتع بها المجتمع الداخلي على مستوى الإعلام وعلى مستوى حرية التعبير والاحتجاج كانت مفاجئة ومدهشة بالنسبة لي، حيث أن المظاهرات المطالبة باقالة حكومة نتنياهو كان مستمرة بالتوازي مع المظاهرات المطالبة بالضغط لعقد صفقة تبادل للأسرى بالتزامن مع سيل من الانتقادات للحكومة ورأس الحكومة ممثلاً في رئيس الوزراء و وزير الدفاع من بعده في الإعلام الحكومي المرئي والمكتوب.

وصلت تلك الانتقادات إلى انتقاد إدارة الاستخبارات العسكرية و وصفها بالفشل في التنبؤ وتجاهل التقرير التي وصلت باحتمالية قدوم حرب، كما وصفت أيضاً أداء الجيش بالفشل في تحقيق الأهداف العكسرية، بل وتحقيق للشرطة أثبت تورط مروحية عسكرية في قتل أكثر من 300 من المحتفلين يوم الهجوم، وآخر يدين قوات بقتل زملائهم

كما تعالت الأصوات المنادية برحيل الحكومة الإسرائيلية وإقالة قيادات مجلس الحرب الاسرائيلي ومحاسبتهم، وبالطبع جميعاً يعلم بأن نتنياهو من حين إلى آخر يقف أمام المدعي العام الإسرائيلي للتحقيق في تهم فساد والرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ولم يشفع له تاريخه العسكري والدبلوماسي العظيم وتضحياته الوطنية بالنسبة لدولة الاحتلال فهو من ابطال أهم المعارك التي شكلت وجود دولتهم عسكرياً ودبلومسياً وسياسياً، ولم يخرج من يتشفع له بتاريخة هذا امام القانون.

فهل يعقل أن دولة الاحتلال المحاطة بالأعداء من كافة الاتجاهات وهي في حالة حرب وجودية من أجل البقاء تأخذ بأساليب دولة القانون والمؤسسات في الوقت الذي مازلنا نتردد في و نشكك في أهلية شعوبنا العربية صاحبة الحضارة والتاريخ في التعامل مع تلك المعطيات.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#رأي_العدل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة