في زمن تراجعت فيه الاعتبارات الثقافية والتاريخية، نجد أنفسنا شهودًا على تدمير قبة “مستولدة محمد علي باشا”، التي بُنيت في عهد أسرة محمد علي، لتشهد فترة مهمة من التاريخ المصري. مرة أخرى، تُضحى بالقيم التاريخية على مذبح قرارات لا تراعي أهمية التراث ولا تُقيم وزناً للماضي.
ما حدث لقبة “مستولدة محمد علي” ليس حادثة فردية، بل يعكس غياب الوعي بأهمية التراث. شخصية فضة المعداوي، التي ظهرت في الدراما المصرية في مسلسل “الراية البيضا”، جسدت الجهل بقيمة المعالم الأثرية. في المسلسل، تسعى فضة لهدم قصر أثري واستبداله بمشروع تجاري دون اكتراث بالتراث الثقافي. واليوم، نرى صورة “فضة” مجسدة في قرارات مسؤولين أدت إلى هدم قبة “مستولدة محمد علي”، رغم أنها جزء من تراثنا المعماري.
المؤسف أن هذه القبة، التي كانت تمثل حقبة من تاريخ القاهرة الإسلامية، تعرضت للهدم بحجة مشاريع التطوير العمراني، متذرعين بأنها ليست مسجلة رسمياً كأثر. إلا أن هذا لا ينفي أنها كانت جزءاً من هوية المدينة التاريخية.
ما نشهده اليوم ليس هيمنة اقتصادية بقدر ما هو إهمال في الحفاظ على التراث. مع كل معلم تاريخي يُهدم أو واجهة معمارية تُزال، نخسر جزءاً من ذاكرة الأمة. المسألة ليست مجرد إزالة بناء، بل هي طمس لإرث حضاري يمتد لعقود، وهو ما يعكس تغافل الجهات المعنية عن أهمية حماية هذا التراث للأجيال القادمة.
الأسئلة الملحة الآن هي: من المسؤول عن السماح بهذه القرارات؟ كيف يتم التفريط في التراث المصري بهذه السهولة؟ ومتى ستتوقف هذه الخسائر المتواصلة لذاكرتنا الجماعية؟
في ظل استمرارية هذا النهج، علينا الوقوف بحزم ضد الإهمال الذي يهدد ما تبقى من معالمنا التاريخية. فضة المعداوي قد تكون مجرد رمز، ولكن تكرار هذا المشهد في واقعنا يستدعي أن نقول: كفى! #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل