أكتب هذه الكلمات احتفالا بعيد الميلاد المجيد، متذكرا لتاريخ وطني لأعلام من أقباط مصر من أبناء محافظتي أسيوط .. متمنيا أن يأتي يوما أرى متحفا وطنيا في أسيوط لتاريخ مصري قبطي تمتلئ به مخازن وجدران وكنائس المحافظة ليحدثنا ويحدث أبنائنا عن عظماء من هذا الوطن..
ويصا بقطر
ولد ويصا بقطر عام ١٨٣٧ ببنى قرة، وعمل بالتجارة، بائع جوال للأقمشه ثم تاجرا للأقمشه ثم عمل موردا للماشية والغلال والألبان للحكومة، وما لبث أن كون رأس مال استغله فى تجارة الغلال وشراء الأراضي، وبنى فابريقة كبيرة لتكرير السكر ببنى قرة وامتلك ٣٨ ألف فدان بمديريتى أسيوط والفيوم. وعمل وكيلا لدول إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا بأسيوط.. ولقب بملك الأغنياء فى صعيد مصر، وكان سباق
للأعمال الخيرية والمشروعات العمومية النافعة وتبرع بالكثير من المال للجمعيات الخيرية.
أسس ويصا بقطر مدرسة بمدينة أسيوط، وأوقف عليها مائة فدان من أجود أطيانه، وتكلف إنشاؤها أربعة آلاف جنيه.. كما تبرع ويصا بقطر وحنا بقطر لمدرسة محمد علي الصناعية بالشاطبي بالإسكندريه بمبلغ مائتي وخمسين جنيها.
اخوان ويصا/ جورجي بك ويصا وجندي بك ويصا
جورجى بك ويصا:
قنصل الولايات المتحدة الأمريكية فى بندر أسيوط وامتلك ٥٠٠٠ فدان
جندى بك ويصا:
قنصل إيطاليا ببندر أسيوط، وامتلك ١٥٠٠ فدان بنواحى مديرية أسيوط
وأسس اخوان ويصا مدرسة وطنية خيرية بأسيوط وصرفوا عليها مبالغ طائلة وكانت تحت رعايتهم، كما تبرع جورجي بك ويصا وجندي بك ويصا وزكي بك ويصا وفهمي بك ويصا بألف وخمسائة جنيه لإنشاء الجامعة المصرية، وأوقف عليها جورجي بك خمسين فدانا من أجلها.
بسطورس بك وجورجي بك الخياط
بسطورس بك خياط:
كبير وجهاء بندر أسيوط ومن كبار سراة مصر، ولد عام ١٨٥٢م، والتحق بمدرسة الأمريكان بأسيوط، ثم سافر إلى بيروت ليتم دراسته بكلية الأمريكان. وبعد أن أنهى دروسه وعاد إلى مصر عمل فى الأعمال المالية والزراعية التى آلت إليه ووقع حملها الثقيل عليه بعد وفاة والده، وعين فى عام ١٨٨٠ م وكيل قنصل ألمانيا في أسيوط وتوفي في ١٥ سبتمبر عام ١٩١٥.
جورجي بك خياط:
من أعيان مدينة أسيوط، عمل بالزراعة والتجارة وكان من ذوي الثروة الطائلة، وكان يدير شركة أعمال السكر التي كانت تسمى “راتين رمسيه” وكان مناضلا وطنيا ومن زعماء الوفد المصري، نفي مع سعد زغلول باشا إلى سيشل في أواخر عام ١٩٢١ و اعتقلته السلطات البريطانية فى عام ١٩٢٢ م بتهمة طبع وتوزيع منشور يثير الكراهية ضد الملك فؤاد، وحكم عليه بالإعدام، وقد خفف إلى الحبس سبع سنوات وتغريمه ٥٠٠٠
جنيه، ثم أفرج عنه فى عام ١٩٢٣. م
وكان من رواد العمل الصحفي، وأصدر مجلة النزهة عام ١٨٨٦م وكان مديرها، وقد أضحت بعد ذلك جريدة أسيوط وصدرت فى أسيوط، ثم انتقل إلى الإسكندرية.
وكان شاعرا موهوبا وله معلقات وفديّة انتقد فيها حزب الوفد ومقتطعات شعرية. وأصدر مجلة النيل عام ١٩٢١م ومجلة الحسان النسائية عام ١٩٢٥ وامتلك ٣٠٤ أفدنة و١٥ قيراطا و١٥سهما.
أسسا معا مدرسه للبنات الواصفية الخيرية بمدينة أسيوط، وتبرع بسطورس بك بألف جنيه لإنشاء الجامعة المصرية، كما تبرعت عائلة الخياط بمكان لإقامه مستشفى عزل للمصابين بالأمراض الناقلة للعدوى، وأوقفوا عليها من أراضيهم، كما تبرعا معا بملغ مئتين وخمسين جنيها لمستشفى الرمد التي سعت عائلة الهلالي لإقامتها وتبرعت بأراضيها وخيامها النقالة.
سينوت بك حنا
ولد سينوت حنا في أسيوط 1880 من عائلات الصعيد العريقة، وكان من أصدقاء مصطفي كامل وعرف سعدزغلول في الجمعية التشريعية وانضم إلى الوفد المصري في نوفمبر 1918 وكان من الموقعين على النداء الموجه إلى الشعب في 24 مارس 1919 كما يشير المؤرخ عبدالعظيم رمضان، وانتخب عضوا بمجلس النواب المصري عام 1924
وافتدى بنفسه أثناء النضال ضد إسماعيل صدقي، فقد تلقى سينوت حنا عن مصطفى النحاس طعنة السونكي التي طعنه بها أحد الجنود الذين اعترضوا سيارة النحاس في مدينة المنصورة يوم 28 يوليو لإيقاف الركب عن سيره.
سينوت حنا في الوفد المصري
كان الوفد المصري منذ تأليفه حريصا على التآلف الوطني، وأن يضم بين أعضائه أقباطا ومسلمين يقول الزعيم سعد زغلول في مذكراته فكان سينوت بك حنا أول شخص من الأقباط فكرنا فيه. ونفي إلى سيشل مع سعد باشا زغلول فى أواخر ديسمبر عام ١٩٢١ م، وامتلك ٣٠٠٠ فدان بمديريتى أسيوط وبنى سويف، وكان له عزبة بمركز الفشن بمديرية بنى سويف. وله العديد من المقالات التى حملت عنوان “الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا”. وقد عرف فى السياسة المصرية “بالمناضل الزاهد”، لأنه لم يطمع فى وزارة أو منصب، وكان شديد الحرص على الوحدة الوطنية تبرع بألفي جنيه للجامعة المصرية، وأوقف عليها عشرين فدانا من أملاكه.
إستر فهمي ويصا.. القبطية التي خطبت في الجامع
ولدت إستر اخنوخ فانوس عام ١٨٩٥ في أسيوط لعائلة كبيرة، وتغير اسمها إلى إستر هانم فهمي ويصا بعد زواجها سنة ١٩١٣ وزوجها كان وطنيا وفديا ووصل لمجلس الشيوخ وأصبح وزيرا.
نشأت استر علي حب الوطن ونما هذا الحب وقت ثورة ١٩١٩
فقد قالت “عرفت الحرية من خلال الأفكار والآراء التي أثيرت داخل أسرتي والقيم الموجودة في الكتب التي في مكتبة والدي”. عندما زار المناضل الوطني مكرم عبيد، منزل العائلة، علمت إستر ويصا أن سعد زغلول باشا سافر مع بعض زملائه إلى إنجلترا للمطالبة برفع الانتداب البريطاني على مصر.
وعندما رفض هذا الطلب قامت الثورة ضد الاستعمار البريطاني في مارس عام 1919، وتم احتجاز سعد ورفاقه هناك ثم تم نفيهم إلى مالطة.
وقامت الثورة في مصر وأطلق الإنجليز النار علي المتظاهرين أيامها، أرسلت إستر فهمي رسالة إلى رئيس أمريكا جاء فيها: “أرسلنا أربعة أشخاص للقتال في هذه المعركة – تعني سعد زغلول ورفاقه _ وإذا كانت هناك ضرورة ملحة سوف نرسل 400 وقد تصبح 4000 أو 4 ملايين لتحرير هؤلاء الأربعة”.
سافرت إستر إلى القاهرة للقاء صفية زغلول التي اقترحت توقيع الثلاث نساء (صفية زغلول – هدى شعراوي – إستر ويصا) على الرسالة المبعوثة للرئيس ويلسون. بعد ذلك وقّعت مئات النساء علي الرسالة وخرجن في مظاهرات وأطلقت الصيحة الشهيرة في وجه الاستعمار “أطلق النار علينا إن قدرت”.. ومن هنا بدأ النضال الفعلي لاستر التى شاركت في تأسيس الاتحاد النسائي المصري.
ومن ضمن أجمل أعمالها أنها عقدت اجتماعا في المرقسية لتأسيس الاتحاد النسائي برئاسة هدى شعراوي، وبعدها عقدوا اجتماعا في مسجد وخطبت إستر فهمى فيه بحضور النساء والرجال..
تم جمع المعلومات من عده مصادر
الصوره لسينوت بك حنا.. مع الزعيم سعد زغلول في المنفى