كل زيارة لمسؤول كبير إلى قنا أو الصعيد عموما تنتهي بنفس المشهد جولات تفقدية.. تصريحات مطمئنة.. وصور في الصحف. لكن ما يعيشه المواطن في الواقع أبعد كثيرا عن هذه الصورة. الناس تريد خدمة طبية قريبة سريعة وموثوقة… لا وعود ولا خطط مؤجلة.
لماذا الآن هو الوقت المناسب للتغيير؟
حتى 2025 أُتيحت أكثر من 170 خدمة حكومية رقمية ضمن مبادرة “مصر الرقمية” ما يفتح الباب أمام خدمات محلية تصل القرى الأشد احتياجًا.
نسبة انتشار الإنترنت في مصر بلغت نحو 72% مطلع 2024 والأغلبية عبر الهاتف المحمول ما يجعل إدماج الحلول الرقمية في الصعيد ممكنًا واقعيًا.
الدولة وضعت أطرا تنظيمية للذكاء الاصطناعي مثل “ميثاق الذكاء الاصطناعي المسؤول” (OECD 2024) بما يتيح تبني حلول صحية رقمية تراعي الخصوصية والأمان.
مبادرة “حياة كريمة” وجهت استثمارات كبرى نحو قرى الصعيد ومنها قنا لتحسين جودة الحياة وتوفير الخدمات.
كل هذه المعطيات تقول إننا لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة بل إلى استثمار ما هو قائم بطريقة ذكية.
مستشفى نقادة الدرس الذي لا يجب أن يتكرر
مستشفى نقادة المركزي خرج من الخدمة منذ 2017. الأهالي تركوا مع وحدات غير مجهزة والنتيجة كانت معاناة إنسانية وصلت إلى فقدان أرواح. سنوات من القرارات المتضاربة بين الإزالة والصيانة ضيعت وقتا ثمينا حتى جاءت لجنة فنية مؤخرا لتثبت صلاحية بعض المباني مع تخصيص 20–25 مليون جنيه لإعادة التطوير.
لكن السؤال: هل مستشفى واحد يمكنه تحمل عبء آلاف المواطنين في نقادة؟ وماذا عن باقي القرى النائية؟
هل نستطيع القول بان الحل: عيادة عن بُعد – لربط القرى بالجامعة
الحل خارج الصندوق لا يحتاج مليارات إضافية بل قرارا مختلفا: ربط الوحدات الصحية المنتشرة في القرى مباشرة بكلية الطب بجامعة جنوب الوادي عبر منصة آمنة للتطبب عن بُعد.
المواطن يجد الاستشارة المتخصصة في قريته لا بعد سفر طويل.
الطبيب العام أو الممرض المحلي يتلقى دعمًا فوريًا من أساتذة وخبراء الجامعة.
الحالات المزمنة والأمومة والطفولة تتابع بسجلات إلكترونية مبسطة.
الذكاء الاصطناعي يساعد في فرز الحالات العاجلة بسرعة دون أن يحل محل الطبيب.
ما الذي يمكن أن يتغير خلال عام واحد؟
أن تصبح الاستشارة الطبية المتخصصة في متناول كل قرية.
أن تقل معاناة الطوارئ عبر تواصل أسرع مع الأطباء.
أن ترتفع كفاءة الممارسين الصحيين المحليين بفضل تدريب مستمر ودعم من الجامعة.
أن تتحول الوحدات الصحية من مكان “هامشي” إلى باب الدخول الأول للرعاية الطبية الجيدة.
رسالة إلى وزارة الصحة
قنا لا تحتاج إلى مزيد من “التفقد” ولا إلى صور جديدة في الصحف. قنا تحتاج أن نربط ما هو موجود بالفعل (الوحدات الصحية + الجامعة + البنية الرقمية) لنصل إلى خدمة واسعة وشاملة ومستدامة وبكلفة أقل كثيرا من بناء مستشفى جديد.
لو كان تطوير مستشفى نقادة سيأخذ سنوات فإن تشغيل عيادات عن بُعد في الوحدات الصحية يمكن أن يبدأ غدا، ويغير حياة الآلاف في وقت قصير.
التفكير النمطي لم يعد كافيا.
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هما الطريق لتخفيف الضغط على المستشفيات.
حماية مصالح الناس تعني أن نضع الحل الأقرب والأسرع أمام أعينهم.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
