مع اقتراب العرس الانتخابي الذي تشهده البلاد، امتلأت الشوارع بلافتات عن أصحاب المقام والسعادة والشرف، المرشحين الذين لديهم النية للدخول في السباق الانتخابي. كل منهم يحاول أن يعرض خطته الانتخابية ووعوده البراقة بتحقيق مستقبل أفضل للمواطن.
جلس أستاذ عادل المثقف في أحد المقاهي مع الحج عاطف الرجل العادي، وفي حوار سمر بينهما تطرقا فيه إلى موضوع الانتخابات. فسأل الحج عاطف الأستاذ عادل: “ألا هو احنا هنختار مين في الانتخابات يا أستاذ عادل؟”، ليجيبه: “هنختار اللي هنسمع كلامه ونشوف برنامجه الانتخابي ونشوف هل هيقدر يمثلنا ولا لا”.
فرد الحج عاطف: “أصلاً احنا حدانا في البلد مرشحين بيعملوا حاجات حلوة، أيوة يا أستاذ عادل، بيوزعوا كراتين تموين، وبيجهزوا عرايس، وبيساعدوا على حاجات تانية، آخر انبساط”.
فرد الأستاذ عادل: “انت عارف يا عم عاطف يعني إيه اختيار؟”.
فسكت الحج عاطف، وقال: “يعني نختار، يعني نقول عاوزين فلان”.
فرد الأستاذ عادل: “الاختيار يعني إنك تبقى فاهم المرشحين دول خطتهم إيه، ناويين يحققوا إيه، ورؤيتهم للمستقبل إيه. وإن اختيارك ده يكون نابع من قناعتك الشخصية، بدون أي مؤثر خارجي سواء كراتين أو غيرها. والأهم من كل ده إنك تبقى فاهم وعندك القدرة على الاختيار من غير الخضوع لعوزك وحاجتك المادية. في الآخر، أي حاجة مادية هتاخدها مهما كبرت هتخلص بعد كام يوم، لكن اختيارك هيترتب عليه مصيرك ومصير أولادك لسنين كتير جاية”.
وقف الحج عاطف حائرًا، وكأن الإجابة كانت أكثر ما يريد. فهو مثله مثل كثير من الطيبين الذين يريدون إجابات بسيطة ومباشرة. لم يدري وقتها مدى تأثيره هو وغيره واختيارهم في مستقبل البلاد.
إن المشاركة الفعالة لكل من يملك القدرة على الاختيار ليست رفاهية، بل هي فرض. فباختياره يحدد مصيره ومصير أولاده ومصير غيره. إن الاختيار ليس رفاهية بل أمانة استأمنه الله عليها. وإن الامتناع عنه أو إبطاله هو موقف سلبي في وقت عصيب يجب أن نتصرف فيه بإيجابية بدلاً من سلبية.
وهنا نجدنا أمام المسؤولية المجتمعية لكل من لديه القدرة على توعية غيره في فهم مجريات الأمور وفي فهم مدى أهمية الدور الذي يمثله كل شخص في التأثير الفعال. فالجهل مع الاختيار مزيج كارثي يؤدي حتمًا إلى الهلاك. فلا يمكن لشخص اعتاد الحياة في الظلام أن تسأله عن النور وتضعه في خانة اختيار بين ما اعتاد عليه وما يجهله، فحتما سيختار ما يألفه، حتى وإن كان عكس ما هو الأصلح له.
استكمل الأستاذ عادل والحج عاطف حديثهما في مناقشة مجريات الأمور، حيث في داخل كل مواطن شريف منا عادل، يسعى للعدل ويأمل لتحقيقه. ومن أجل تحقيقه يجب عليه أن يشارك، وأن يعلم غيره بلغته؛ فهو التزام وواجب يفرضه عليه ضميره ومسؤوليته أمام الله وأمام الوطن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان”.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
