(لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث) هذا ما قاله عميد الأدب العربى طه حسين مدافعا عن اللغة العربية التى علمت العالم وقت أن كنا فى مقدمته، والقائمة طويلة لا يتسع المقال لذكر أربابها من ابن سينا وابن رشد والفارابى وابن الهيثم وابن حيان ….إلخ والتي تم نقل علومهم لينير سماء الدنيا.
فلغتنا العربية أقدم اللغات السامية، والأكثر انتشارًا ونموًا فى العالم، لغة القرآن الكريم، والعمود الفقرى للثقافة الإسلامية والعربية، و الرابط بين جميع العرب رغم اختلاف لهجاتهم.
و تتميز عن غيرها من اللغات بحرف الضاد، وعلوم كعلم العروض والنحو والبلاغة والصرف والتضاد وغيرها تميزها وتعطيها العذوبة والفصاحة والبلاغة، كما تتميز بأبجديتها بفنون خطها البديع، ولها تأثيراتها فى الثقافة الإنسانية، وجسر مهم للحوار بين الحضارات ونقل المعارف.
وتم اعتماد اللغة العربية كأحد اللغات الستة المعتمدة داخل المنظمة الدولية، يوم 18 ديسمبر 1973، بعد جهد من المغرب والسعودية وبعض الدول العربية، ودعمًا من جامعة الدولة العربية، وذلك خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو.
وبناء علي ذلك الجهد قررت منظمة اليونسكو فى 2012 اعتماد يوم 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للغة العربية .
ويجب علينا حماية لغتنا العربية من التغريب، فى ظل صحوة الإنترنت و انتشار وسائل التواصل الإجتماعى وتأثيراتها الكبيرة، والغزو الثقافى للدراما والسينما الأجنبية، وانتشار اللغة العامية فى الدراما والسينما المصرية، ووجود بعض المدارس التى يكون فيها التدريس باللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم يجعلنا ندرك الخطر الذى يحيط بأجيال تتزعزع هويتها وتقاليدها .
لذا يجب إحياء الأنشطة الطلابية فى المدارس والجامعات، ورعاية الموهوبين، والعمل على تطوير التعليم وتأهيل المعلم، وعودة حصة المكتبة المدرسية، والتشجيع على البحث فى إرثنا الزاخر.
كذلك تعظيم دور وزارة الثقافة عبر مسارحها وقصور ثقافتها ودور النشر الحكومية، وإقامة معارض للكتاب فى كل ربوع الوطن وبالجامعات وان يتوافر الكتاب بسعر مخفضن وعودة إصدارات مكتبة الاسرة، وأن تبحث عن المواهب فى الأقاليم المنسية، والتى لا تتوافر فيها أى نوع من الاهتمام، وأن تعقد برتوكول مع وزارة الشباب والرياضة لتوفير مكتبات داخل كل مراكز الشباب والأندية لإنارة عقول قادة المستقبل وربطهم بكل قضايا مجتمعهم والإنخراط فى التفاعل معه.
على الدولة ان تتدخل عبر قطاع الإنتاج الفنى فى إنتاج دراما تلفزيونية لتقديم أعمال بالفصحى، وعودة دعم المسرح لعودة لغتنا الراقية (اللغة العربية الفصحى) كما كان موجود فى فترات ماضية، وتطوير البرامج الثقافية سواء فى الإعلام المقروء او المسموع والمرئى.
كما نشكر الدولة على رعايتها مسابقة المبدع الصغير، ونطالبها ان تستمر فى رعاية الموهوبين لتنمية موهبتهم، ليكون لدينا قوة ناعمة كبيرة وحقيقية تعييد لنا الريادة فى المستقبل، ولا يبقى الأمر قاصر على تلك المسابقة فقط بل التوسع فى المسابقات والأنشطة فى كل المحافظات ولايكون الأمر مقصور على تلك المسابقة فقط.
وأطالب السيد وزير الخارجية وشئؤن المصريين بالخارج بإعادة احياء المبادرة الرئاسية اتكلم عربى والتي كانت أطلقتها وزارة الهجرة 2022 والتى تم دمجها مع مسؤولياته، وإطلاقها تطبيق إليكترونى تحت عنوان اتكلم عربى وعيشها مصرى.
وأؤكد أننى لست ضد تعلم لغات عديدة والانفتاح على ثقافات مختلفة، لكن من المهم الحرص على ربط تلك الأجيال بهويتها وثقافتها العربية، وربطهم بلغتهم الأصلية ليستطيعوا تثبيت جذورهم بأوطانهم ومشدوديين لحضارتهم وتاريخهم.
فالحفاظ على اللغة العربية مهمة كل عربى، فيتكلم بها اكثر من 450 مواطن ، واللغة الرسمية لعدد 25 دولة فلا بد من تكاتف الجهود للحفاظ عليها وان تتبوأ مكانتها التى تستحقها وخصوصا أن المحتوى المتوافر على الإنترنت لا يتعى 3%، ومن هذا المنطلق قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فى إطار احتفالها هذا العام بيوم اللغة العربي العالمى بالاستعانة بعدد من الخبراء لتعزيز مكانتها على الإنترنت وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعى.
وأناشد السيد وزير الثقافة وكل دور النشر وقبل إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب المزمع إقامته الشهر القادم بأن يكون هناك تخفيضات على الكتب لجذب مزيد من القراء، وأن يعيد إحياء مكتبة الأسرة أصبح ضرورة قصوى.
كما أتمنى أن لا يكون يوم اللغة العربية مجرد كلمات نتمنى أفعال بشكل يحقق ما نتمناه للغة الضاد . #حزبالعدل #صوتالطبقةالمتوسطة #العدلهو_الأمل