في مصر، يواجه النواب في البرلمان مطالبات جماهيرية تبدو وكأنها خارقة للطبيعة، تتجاوز بكثير سلطاتهم الدستورية أو حتى قدراتهم البشرية. المواطن البسيط يتصور أن النائب يستطيع بحركة واحدة من قلمه أن يُنهي أزمات البطالة، يرفع الأجور، يعالج أزمة المرور، ويفتح المصانع المغلقة، وربما يُعيد “الخير” للبلاد كما كانت تُروى في الحكايات القديمة.
واقع السلطة البرلمانية والوعي الجماهيري
النائب البرلماني، وفقًا للدستور المصري، هو ممثل الشعب الذي ينقل صوته تحت قبة البرلمان، ويساهم في التشريع والرقابة على أداء الحكومة. لكن دوره لا يشمل تنفيذ المشاريع مباشرة، أو توفير خدمات بعينها بشكل مستقل.
رغم ذلك، تجد شريحة كبيرة من الشعب تعتقد أن النائب يمتلك “عصا سحرية” لحل المشكلات كافة، متجاهلين أن تنفيذ أي مشروع يتطلب موافقة جماعية من البرلمان، وميزانية حكومية ضخمة، وتخطيطًا طويل الأمد.
لماذا تطغى هذه الطلبات؟
1. الجهل بآليات العمل البرلماني:
كثير من المواطنين لا يعرفون أن النائب ليس مسؤولاً تنفيذيًا، بل هو جزء من منظومة أكبر تضم الحكومة والسلطة المحلية.
2. التوقعات المرتفعة:
بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية يعدون وعودًا خيالية، مما يرفع سقف التوقعات إلى مستوى مستحيل.
3. الإحباط الشعبي:
في ظل ضغوط الحياة اليومية، يبحث المواطن عن “مُخلص”، ويتصور أن النائب هو المنقذ الذي سينفذ ما لم تفعله الدولة.
ردود الفعل الشعبية والغضب
حين لا يتمكن النائب من تلبية هذه المطالب الخارقة، يتحول المواطنون إلى انتقاده بعنف، متهمين إياه بالفشل أو حتى بالخيانة. هذا الغضب ينبع من إحباط أعمق تجاه منظومة العمل العام بأكملها، لكن النائب يُصبح الهدف الأسهل للهجوم.
الحل: بناء الوعي الحقيقي
حملات توعية: يجب أن تعمل مؤسسات الدولة والأحزاب على نشر الوعي بمهام النائب وصلاحياته وحدود عمله.
التواصل المستمر: على النواب شرح دورهم الحقيقي بوضوح والحرص على التواصل الشفاف مع المواطنين.
مراجعة وعود المرشحين: وضع قواعد صارمة لمحاسبة المرشحين الذين يُطلقون وعودًا لا يمكن تحقيقها.
في النهاية، النائب ليس “هاري بوتر”، ولا يمتلك عصا سحرية. على الشعب أن يعي أن الإصلاح الحقيقي يأتي بالتكاتف بين البرلمان، الحكومة، والمواطن نفسه، بعيدًا عن أحلام السحر والخوارق. #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
كل التفاعلات:
٣Mai Mahmoud Selim وشخصان آخران