الرئيسيةمقالات العدلأحمد الغناملقطة شاشة للجلبية والدشداشة

لقطة شاشة للجلبية والدشداشة

أحمد الغنام يكتب: لقطة شاشة للجلبية والدشداشة

“أسمع كلامك اصدقك اشوف أمورك أستعجب” مثل مصري كنت اسمعه ويمر علينا مرور الكرام، ولم أحاول في كل مرة عند سماعه أن أتيقن من صحته فعادة أن أسمع الأمثال المصرية بكثرة خصوصا إننا شعب مختلف في كل الأمور.

ولكن عندما رأيت مشهد دشداشة (جلباب) تركي الشيخ متصدرة الصفوف الأولى بدار الأوبرا المصرية ومن ورائها قوة مصر الناعمة التي كنت أرى أنها من أهم مميزاتنا هنا أدركت حقيقة كنت رأيتها منذ سنوات وفي هذا الوقت الجميع وقف مكتوفي الأيدي بدعوة التعليمات واللوائح.

أدركت في هذه اللحظة أنني شاركت حتي ولو بصمتي بكسر خاطر رجل مصري بسيط، كل ذنبه حينها أنه يرتدي الجلباب المصرى كنت شاهد عيان علي موقف سخيف تعرض له مصري وأسرته رجعت بذاكرتي الى رمضان 2015 قبل المغرب بلحظات، وكنت مدعو الي ذلك الافطار وعند دخولي وجدت أمن أحد الأماكن يستوقف رجل وأسرته ومنعه من دخول ذلك الافطار علي الرغم من اظهاره دعوته للأفطار بحجة ان قواعد المكان لا تتيح دخول من يرتدون الجلباب.

ولأن هذه تعليمات لا يستطيع احد مخالفتها وتم التحفظ علي الرجل وكأنه احد تجار الممنوعات واستيقاف أسرته ايضا، ومنعهم من الدخول علي الرغم اننا حاولنا ان نسترضي الأمن بأنها لحظات فطار، وأن من الممكن أن يفطر الرجل وينصرف مباشرة عقب الفطار ولا داعي الاحراج له ولاسرته ولكن باءت محاولتنا بالفشل وتم طرد الرجل واسرته مع اذان المغرب بدون جرعة ماء حتي اتذكر نظرة الحزن في عيون الرجل واسرته تلك النظرة التي قاتلتني حينما رأت طال عمره وهو يجلس بالجلباب مرتدياً شبشب ويضع قدم علي قدم امام الجميع في احدي اعرق الاماكن المصرية والتي لها بروتوكولها الخاص في تلك اللحظة ادركت معني هذا المثل وادركت ايضا ان سياسة الكيل بمكالين يستخدمها الجميع المثقف قبل الامي لا اعلم حتي هذه اللحظة لماذا نسمح لهذا التركي ان يعاملنا وكأننا ميراث شخصي وكل مرة تزداد وتيرة تعاليه وتناسينا اننا امة الحضارة وكاننا كنا نتشدق بهذا الموروث الحضارى في بعض المواقف واخري لا.

تابعت ما يدور بأروقة السوشيال ميديا لم أجد مرحب بما حصل بل بالعكس ما حدث زاد الامر نفوراً تناسي الجميع من نحن تناسي الجميع ان مصر هي أم الدنيا التي تميزت منذ القدم بالفن والحضارة والعراقة تناسي الجميع ان مصر هي الوطن الذي يأخذك إلى عالم من الخيال والسحر تناسي الجميع ان عند ذكر اسم مصر فإنّ أول ما يخطر على البال ان مصر كريمة وجميلة بأبنائها وآثارها وتماثيلها وهي متحف العالم، وقد تغنى بها الشعراء ومدحها العلماء والأدباء مصر التي جاءها سيدنا يوسف طفل مغدور به من اخوته فأصبح عزيز لها.

مصر التي قيل عنها:

“مصر أرض إذا ما جئتها متقلباً في محنةٍ ردتك شهماً سيداً”،

إنها مصر ياسادة؛ مصر التي عشقها أهلها ومازال يتغنى بكلمات عشقها التي جاءت على لسان احمد رامي ؛الكلمات التي تهز وجدان الجميع بصوت كوكب الشرق ام كلثوم

مصر التي في خاطري وفى فمي

أحبها من كل روحي ودمي

مصر التي في خاطري وفى فمي

أحبها من كل روحي ودمى

يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها

فا ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#رأي_العدل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة