إبراهيم العجمي| يكتب :
يكاد لا يخلو بيت مصري من بيوت أهلنا مهما اختلفت مكانتهم الاجتماعية من الطقم الصيني المكون من موجوعة فاخرة ومزخرفة من الأطباق بكافة انواعها وفناجين القهوة وأطباق الحلويات يتجاوز في العادة الستون قطعة، وهي جزء رئيسي من مكونات النيش الذي يعتبر متحف الأسرة لعرض أو استعراض جزء رئيسي من جهاز العروسة امام الضيوف والزائرين.
ولم يكتشف المصري الحديث فوائد أخرى لهذا الطقم الصيني حتي الآن بالرغم من التطور العلمي الكبير وسلسلة الأكتشافات التي اقتربت أخيراًمن فك لغز التحنيط، لم يكتشف العلم بعد فوائد عملية للطقم الصيني أو النيش اغير السابق ذكرها عندما يأتي ضيوف، ربما يمر العمر ولن يأتوا.
ظلت نظرية النيش والطقم الصيني تنمو في الوجدان الجمعي للشعب المصري حتي تبنتها الحكومة المصرية وهنا كعامل مشترك بين نظرية النيش لدى الحكومة والشعب، فهناك علاقة طردية وطيدة بين المستوى الاجتماعي والنيش والطقم الصيني، كلما ذات الشعب فقراً كلما حرص علي النيش ومحتوياته بما فيهم الطقم الصيني كنوع أصيل من الوجهة الاجتماعية حتي أن أغلب الغارامات في مصر محبوسات بسبب أقساط جهاز العروسة والطقم الصينى والنيش وخلافه من أشكال الوجهة الاجتماعية.
نجد تجليات نظرية الطقم الصيني واضحة في سياسات الحكومة بالرغم كل ما أصابها من أزمات اقتصادية واثقال للميزانية العامة للدولة بفوائد وأقساط الديون التي تلتهم نصيب الأسد من تلك الميزانية ولكن بالرغم من كل هذا تحرص الحكومة علي الحفاظ علي الطقم الصينى فى النيش فعلي سبيل المثال وليس الحصر التوسع في إنشاء المكتبات مثل “مكتبة مصر العامة” في الوقت الذي تنحصر فيه القراءة الورقية في العالم أمام النسخ الالكترونية بكافة انواعها بجانب لم يعد هواة القراء في حاجة للذهاب إلى المكتبات للحصول علي الكتب في ظل انتشار واسع جداً من دور النشر في مجال بيع وتوصيل الكتب، بجانب عشرات المكتبات التابعة لوزارة الثقافة والتعليم والتعليم العالي وحتي وزارة التضامن الاجتماعي وغيرها حتي لا يخلوا مدينة او مركز منها.
وبالرغم من كل تلك المعطيات نجد أن الحكومة تصرف ببذخ في انشاء وتشطيب تلك المكتبات حتي أن فرع واحد فقط من فروعها بمدينة أسوان الذي توجد بها 5 مكتبات آخري كلفة 68 مليون جنيه في وقت ينقطع فيه الكهرباء ساعتين فى اليوم لتوفير أقساط الدين العام، بجانب انتداب عشرات المعلمين من مدارسهم التي تعاني من عجز شديد في المعلمين وتكاد لا يوجد مدرسة في ربوع المحروسة بلا عجز معلمين، عزيزي القارئ لم اجد تفسير لتلك الظاهرة من إهدار المال العام غير تلك العلاقة الطردية بين المستوى المادي والحفاظ على الطقم الصينى فى النيش في انتظار زيارة الضيوف.