عبد الغني الحايس|يكتب:
تمتلك مصر إرث حضارى وتاريخى عظيم، وموقع فريد ومناخ لا مثيل له ، ومقومات عديدة تجعلها المقصد السياحى الأول فى العالم بما تمتلكه من مقومات .
ورغم كل هذا الإرث ، بجانب الموقع والمناخ ، ونهر النيل صانع حضارتها ،وتطل على بحرين وشواطىء تمتد من السويس الى طابا ومن العريش مطروح ،وصحارى ومحميات طبيعية وغيرها من الهبات الطبيعية لم نستطع استغلال كل تلك المقومات .
واليوم تتعرض القاهرة التاريخية لمذبحة انسانسية مريعة ، بغرض التطوير واقامة مشروعات قومية من الطرق والمحاور دون دراسة او حوار مجتمعى للوصول الى اتفاق يحمى هويتنا وتراثنا الحضارى والإنسانى .
فجأة شاهدنا الجرافات تمحو المقابر ولسان حالها يقول الحى أبقى من الميت، دون مرعاة لحرمة الموتى، ودون مرعاه لخصوصية المنطقة التى تعد منطقة تراثية، وضع القانون اشتراطات لحمايتها وما تم فيها هو انتهاك للقانون، وتم التعامل معها على أنها صحراء جرداء ليس بها تاريخ وفنون فى تلك المقابر من شواهد للقبور وفن من فنون الخط وتاريخ من عظماء قدموا لهذا الوطن الكثير من التضحيات والخدمات الجليلة .
وأمام وعى المصريين وهجمتهم الشرسة على هذا الإعتداء على التاريخ الإنسانى، جعل من الرئيس السيسى يوجة الحكومة بإنشاء مقبرة الخالدين لتضم رفات أعلام المصريين وكل ما ساهم فى خدمة الوطن على مدار تاريخها ونقل رفاتهم الى تلك المقبرة التى ستكون متحف مفتوح وتضيف بعد سياحى جديد يستفاد منه وهذا شىء طيب ومحمود .
وبناءا عليه خرج معالى رئيس الوزراء ليؤكد أهمية تنفيذ فكرة الرئيس وان المنطقة تعد بؤرة خطرة نتيجة المياة الجوفية وما أصابها من عشوئيات واعتداء من مواطنيين على حرمة المقابر وأننا لسنا أقل من دول العالم التى تحتفى برموزها، وسيتم تشكيل لجنة لدراسة عملية النقل واقامة متحف يضم مقتنيات لهؤلاء الأعلام المصرية المرموقة .
كلام رئيس الوزراء يهدأ من الهجمة على هدم المقابر، ونحن نطالب الحكومة بطرح الموضوع برمته الى حوار مجتمعى حقيقى وان يتم ادراجة على مائدة الحوار الوطنى وان تشكل اللجنة من متخصصين فى كل المجالات للوصول الى أفضل الحلول والروىء قبل العبث المتعمد فى تلك المنطقة التاريخية .
بل يجب عليها حمايتها من العبث بها، ومن العشوائيات التى أصابتها وجعلها عرضة للإعتداء من الدخلاء وترميم تلك الشواهد وجعلها مزار فنحن لا نحمى الموتى انما نحمى التراث الذى يضم رفات الموتى وحماية حرمة الموتى.
مع أننا مع كل تطوير وترميم كما يحدث فى منطقة الفسطاط وكما حدث قبل ذلك فى حديقة الأزهر وما يجرى حول سور مجرى العيون ومنطقة الرماية حول الاهرامات والمتحف الكبير، لكن تلك اشكالية أخرى انما هو عبث بالتاريخ وليس تطوير بل مذبحة نرفضها تماما .
وعلى الحكومة الإنتظار لقرارات اللجنة المشكلة مع توسيع دائرتها من المتخصصين وعرض رؤيتهم على الرأى العام .
كذلك نسجل استحسان فكرة أن يكون لدينا مقبرة تضم رفات كل أعلام مصر ولكن ليس على حساب العبث بتاريخنا .
دول العالم تبحث فى دروبها عن أثر تتفاخر به، ونحن بأيدينا نطمس تاريخ شاهد على عظمة حضارتنا .
#حزب_العدل