يوم المرأة المصرية

عبد الغني الحايس يكتب .. يوم المرأة المصرية

كان للمرأة المصرية بصماتها الناصعة على مدار التاريخ، وفى مصر بلد الحضارة، كانت المرأة المصرية ملكة، تربعت على عرشها، فكانت حتشبسوت نقطة بارزة فى التاريخ المصرى كله، وشجرة الدر، وكليوباترا خلدوا أسمائهم فى التاريخ.

فالتاريخ المصرى ملىء بقصص الكفاح، التى صنعتها السيدة المصرية، فهى المربية، والأم، والزوجة، والسند، والمناضلة، هى نصف المجتمع، وتقيم النصف الأخر، سماتها تحمل القوة والصبر والعزيمة، وهنالابد أن نذكر قول الرئيس السيىسى : أثبت المرأة المصرية أنها طرف أساسى فى معادلة الوطن، وشريك مكتمل فى جميع معاركه، وحروبه، وتحدياته.

يحتفل العالم كله فى يوم 8 مارس بيوم المرأة العالمى، وقد اقرت الأمم المتحدة هذا اليوم سعيا لتمكين المراة ومساواتها بالرجل، ولسعيها للحصول على كافة حقوقها، كما طلبت هيئة الأمم المتحدة من كل دولة من دول العالم ان تختار يوم لتخليد المرأة، على ان يكون اليوم له تاريخ مهم فى دلالته للمراة لكل بلد لتحتفى بها، ومن هذا المنطلق اختارت مصر يوم 16 مارس من كل عام يوما للمرأة المصرية.

 ويمثل هذا اليوم ذكرى عظيمة لكفاح المرأة المصرية، يوم ان انتفضت وشاركت فى ثورة 1919 ضد المحتل الإنجليزى، فى حدث جلل بأن تخرج المرأة المصرية، وتشارك الرجال والشباب من بنى وطنها كفاحهم ضد سطوة الإنجليز، الذين أفرطوا فى العنف ضد المتضاهرين فى ثورة 1919 والتى بدأت شرارتها يوم 9 مارس، ووقع قتلى ومصابين بين المتظاهرين، فهبت من سكونها، وخرجت من صموعتها وشاركت وتكاتفت أبناء وطنها فى انتفاضتهم وثورتهم ضد الإنجليز، ورفعت أعلام تمثل هذا التكاتف، وهتفت يحيا الهلال مع الصليب، تتقدمهم أم المصريين صفية زغلول، وهدى شعراوى و300 إمراة مصرية، لم يخافوا الرصاص، ولم يهابوا الموت، فى سبيل تحرير وطنهم، ونال البعض منهم الشهادة وكانت حميدة خليل أول شهيدة مصرية، فتم اختيار ذلك اليوم عرفانا بدور المرأة الوطنى.

وقد شكل اشتراكها فى المظاهرات نقلة كبيرة فى نضالها، وفى سبيل تحريرها، وخروجا عن المألوف طبقا لتقاليد وأعراف ذلك الوقت، ولتصنع مجدا بنضالها وحراكها فى الشارع المصرى.

واستمر كفاح المراة المصرية لنيل حقوقها، ففى 16 مارس 1923 بقيادة هدى شعراوى أعلن عن تأسيس أول اتحاد نسائى يطالب بتحقيق المساواة السياسية والإجتماعية مع الرجل، ويسعى لتحسين مستوى تعليم الفتاة المصرية، وان يكون من حقها الحصول على التعليم الثانوى والجامعى، والغاء بيت الطاعة، وسن قانون يمنع تعدد الزوجات الا للضروة .

وفى 16 مارس 1928 كانت الفتاة المصرية داخل جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) للدراسة بها فى انجاز كبير لجهودهم المستمرة، وكانت سهير القلماوى من أوائل الطالبات داخل الحرم الجامعى.

وبعد حركة الضباط الأحرار واقرار دستور 1956 أصبح من حقها التصويت  والترشح للانتخابات، بعد اضراب قادته درية شفيق وغيرها عن الطعام احتجاجا على عدم وجود إمرأة ممثلة عنهم داخل لجنة اعداد الدستور، فاستجيب لطلبهم، وكانت السيدة أمينة شكرى وراوية عطية أول من انضما كعضوين فى البرلمان، وتلاهما الكثير بعد ذلك، كما حظينا فى تلك الفترة بمناصب عليا عديدة .

ولا شك ان المراة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أكتسبت مزيد من الحقوق، وتعيش عصرها الذهبى، ففى ظل جمهوريتنا الجديدة وايمانا بدورها فى ثورة يونيو 2013 ومواجهتها ارهاب الجماعات الدينية، وكل الأفكار المتطرفة، كما كانت الأكثر اقبالا فى كل الإستحقاقات الإنتخابية لتدلى بصوتها وتشارك فى بناء جمهوريتنا الجديدة، ولرغبتها القوية فى المشاركة فى العمل فى كافة مجالاته،  فأصدر الرئيس تكليفاته بضرورة توفير دعم أكبر للمراة، مع تهيئة مناخ صحى وملائم لعملها، ووضع التشريعات المناسبة لحمايتها، وتمكينها.

 فتم اطلاق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 واطلاقها استراتيجية الوطنية لتمكين المرأة بما يتوافق مع اهداف التنمية المستدامة، والتى تتمكن من خلالها فى المشاركة فى كافة المجالات السياسية، والإقتصادية، الإجتماعية، وكذلك اطلقت استراتيجية مكافحة العنف ضد المرأة، واستراتيجية مكافحة تشوية الأعضاء التناسلية، والصحة الإنجابية، ولتكون تلك الاستراتيجيات خريطة طريق للحكومة لتنفيذ كل ما يخصها ويدعمها.

وتم اطلاق عام 2017 عام المرأة المصرية تقدير وتشجيعا لها من قبل الرئيس السيسى، وتحفيزا للحكومة للإهتمام بكل ما يخص المرأة.

 كما تم اطلاق عدد لا حصر له من المبادرات والبرامج التى تهتم بالمرأة صحيا، ونفسيا، واسريا، واجتماعيا، ومنها برنامج مودة، وسجون بلا غارمات، ومبادرة 100 مليون صحة، وحملات توعية بالأمراض غير المعدية تحت مظلة مبادرة صحة المراة المصرية، والكشف المبكر لسرطان الثدى، والكشف عليهن قبل الإنجاب، ومساندتها فى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومشروعات صندوق التنمية المحلية،  والمشروع القومى للتنمية المجتمعية، وزيادة عدد المستفيدات من كل تلك المبادرات من السيدات للسعى لتمكينهم اقتصاديا، ومساندة المرأة الريفية، وتحت متابعة المجلس القومى للمراة.

 ومازلنا نؤكد ان عصر الرئيس السيسى هو العصر الذهبى للمرأة المصرية بحق، وذلك من خلال الإنجازات الكبيرة التى حصلت عليها من خلال الدستور الذى اشتمل على 20 مادة دستورية تضمن حقوق المراة كاملة ، او من خلال التعديلات التشريعية التى توفر لها الحماية والأمان من خلال التعديل او الإقرار لتشريعات جديدة منها قانون الميراث، تغليظ عقوبة ختان الإناث، والتحرش الجنسى، وتعديل قانون الخدمة العامة ليؤهلها للتدريب والجاهزية عند الإلتحاق بسوق العمل، وغيرها من التشريعات والقوانين.

كما استطاعت المرأة ان تحصل على كوتة بحقها فى البرلمان بغرفتية، وأصبحت قاضية تعتلى منصة القضاء بمجلس الدولة، ونائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة، وعضو بالنيابة الإدارية ورئيسا لها، والنيابة العامة، وقاضية منصة فى محكمة الجنايات، ومساعدا لوزير العدل، ووصلت الى مناصب كانت حكرا على الرجال.

 كما أصبحت مستشارا للرئيس للأمن القومى مثلتها د فايزة ابوالنجا، او نائبا لمحافظ البنك المركزى كما فى حالة السيدة لبنى هلال، ومساعد اول لرئيس مجلس الوزراء مثلت هذا المنصب الرفيع دكتور رندا المنشاوى، ووكيلة لرئيس مجلس الشيوخ مثلتها فيبى فوزى جرجس، كما تم تعينها محافظا، نائب محافظ، ووزراء ونواب للوزراء دليلا على كفائتهم وأحقيتهم فى المناصب التنفيذية.

ولدينا الكثير من الفضليات التى كانت خير سفير لبلدها، وأحد قواها الناعمة فى كافة المجالات بدون حصر، فقد استطاعت ان تثبت نفسها وجدارتها 

وتفوقها واحقيتها لكل المناصب التى تبؤتها، وعزز ذلك دورها فى المجتمع، ومع زيادة تأثيرها وفاعليتها تم زيادة تمثيلها داخل السلطات الثلاث،التنفيذية والتشريعية، والقضائية .

ومازال عطاء المرأة المصرية مستمر، وبريقها يصدح فى سماء العالم، علما وفناـ وادبا، وفى المحافل الرياضية بل فى مجالات كثيرة يشار لهم بالبنان السمراوات أولاد النيل خير سفير لأعظم وطن.

فتحية للمرأة المصرية،الأم، والـأخت،والزوجة، وتحية لكل إمراة مصرية فى يوم عيدها، كل لحظة وانتن درع من دروع الوطن، تبنى، وتحمى، وتصنع مجد وطنها بعلمها، وعملها، ونضالها، وجهادها، واجتهادها .

حفظ الله الوطن وتحيا مصر

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة