الرئيسيةUncategorizedهنا محمد شلالي تكتب: كوريا الجنوبية.. من المجاعة إلى قلعة صناعية وتكنولوجية...

هنا محمد شلالي تكتب: كوريا الجنوبية.. من المجاعة إلى قلعة صناعية وتكنولوجية في ثلاثين عامًا

في خمسينيات القرن الماضي، لم تكن كوريا الجنوبية الدولة المزدهرة التي نعرفها اليوم، بل كانت بلدًا يرزح تحت وطأة الفقر المدقع والمجاعة القاسية، نتيجة عقود من الاحتلال الياباني أعقبتها حرب أهلية مدمّرة انتهت بتقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى شمال وجنوب. لكن المفارقة العظيمة أن هذه الدولة، التي كانت تتلقى المساعدات الإنسانية الغذائية، تحولت في غضون ثلاثين عامًا فقط إلى واحدة من أكبر القوى الصناعية والتكنولوجية في العالم.

لقد كان المشهد الكوري الجنوبي في منتصف القرن العشرين مؤلمًا ومحبطًا: بنية تحتية مدمرة، اقتصاد مشلول، شعب يعاني من البطالة وسوء التغذية. ومع ذلك، لم تستسلم كوريا الجنوبية لهذا الواقع. بل اتخذت من أزمتها نقطة انطلاق نحو مستقبل مختلف، وبنت نموذجًا اقتصاديًا وتنمويًا يُدرّس اليوم في جامعات الاقتصاد حول العالم.

أحد أهم مفاتيح هذا التحول كان القيادة الواعية والإرادة السياسية القوية. فقد أدركت القيادة الكورية، منذ الستينيات، أن النهوض لا يتم فقط عبر خطط اقتصادية على الورق، بل من خلال إشراك الشعب في عملية النهوض، وغرس ثقافة الاعتماد على الذات، وتحفيز روح العمل والإنتاج. اعتمدت كوريا سياسات تنموية رشيدة، شجعت على التصنيع الموجّه نحو التصدير، واستثمرت في التعليم والتكنولوجيا، ووفرت بيئة خصبة لنمو الشركات الكبرى، مثل “سامسونج” و”هيونداي” و”إل جي”.

ولعلّ السر الحقيقي وراء هذه النهضة المذهلة يكمن في ثلاثة عناصر جوهرية: الاعتماد على الذات، واستغلال الموارد المحلية، وتطوير العامل البشري. لقد آمنت كوريا بأن الإنسان هو أساس التنمية، فاستثمرت في تعليمه وتأهيله وتطوير مهاراته، ما جعل المواطن الكوري الجنوبي قوة دافعة وراء كل مشروع وكل مصنع وكل إنجاز.

الأهم من ذلك أن الحكم الرشيد ومبدأ المساءلة ساهما في إعادة بناء ثقة المواطن في الدولة، وخلقا علاقة تشاركية بين الحاكم والمحكوم. لم يكن المواطن الكوري الجنوبي مجرد متلقٍ للقرارات، بل كان جزءًا من معادلة النهوض: عاملًا ومهندسًا ومبتكرًا وشريكًا في التنمية.

اليوم، حين ننظر إلى كوريا الجنوبية، نراها بلدًا يتمتع بوفرة اقتصادية، ومستوى معيشة مرتفع، وتأثير عالمي في مجالات التكنولوجيا والاتصالات والسيارات والتعليم والثقافة. لم تأتِ هذه الإنجازات صدفة، بل نتيجة مسيرة طويلة من الجهد والتخطيط والعمل الجماعي.

إن قصة كوريا الجنوبية هي درس في الإرادة والتحول. وهي تذكير حي بأن الأمم لا تُبنى بالخطابات والشعارات، بل بالإدارة الواعية، والمشاركة الشعبية، والعمل الدؤوب على مدار العقود، وبالاعتماد على طاقات الإنسان ومقدرات الوطن.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏أقلام عدلاوية هنا محمد شلالي تكتب: کوريا الجنوبية. من المجاعة إلى قلعة صناعية وتكنولوجية لوجية في ثلاثين عامًاَ ياسوان fooo eladlparty.com نائب أمين أمانة خدمة المجتمع حزب العدل‏'‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة