بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير ونشوة الفرحة وإحساس المواطنين بالفخر وقيمة الهوية المصرية، والذي ظهر في أساليب التعبير عن تلك الفرحة عبر السوشيال ميديا، فإن السؤال الذي يتقافز على العقول يتركز حول الاستثمار السياحي الناتج من ذلك الافتتاح، عبر تدفق العملات الأجنبية مما يسمح بالنمو الاقتصادي وتعديل الميزان التجاري، وتوفير الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية، للوفاء بحاجة الاستيراد بالإضافة إلى القدرة على سداد الديون وخدمة أعبائها.
لذلك قبل المضي في تعريف الاستثمار السياحي بالمفهوم الاقتصادي يجب علينا ذكر المستهدف من استثمارات قطاع السياحة والآثار كما ذكرها المختصين فإنها 116.2 مليار جنيه بخطة 2025/2026، لأن الحركة السياحية شهدت نموا بنسبة 23% خلال الفترة من 2019 إلى 2024، ما جعل مصر تحتل المركز السادس عالميا في القطاع السياحي، واعتبرت من أفضل الوجهات السياحية.
حيث يعتبر افتتاح المتحف المصري الجديد بوابة مصر لجعل السياحة أهم العناصر في خطة الدولة في التنمية المستدامة، ورفع كفاءة الاستثمارات السياحية لأنه متوقع في مرحلته الأولى أن يقوم بجذب 5 ملايين سائح سنوياً، بالإضافة لفضله في تحسين البنية التحتية، لأنه ساهم في تنفيذ بنية تحتية متطورة تربطه بمحاور رئيسية مثل محور 26 يوليو، وطريق الفيوم والدائري بالإضافة لتطوير مطار سفنكس الدولي، وشبكة الطرق المؤدية للجيزة، ومن المتوقع وفقا لبعض الخبراء أن ترتفع إيرادات مصر السياحية إلى 20 مليار دولار الفترة المقبلة، مما يساهم في إرجاع العملة الأجنبية إلى الوضع الطبيعي، ومن المتوقع أن يساهم في استقرار الأسواق والتوازن بين العرض والطلب، مما ينتج عنه خفض الأسعار لأغلب السلع وتوفير فرص عمل للشباب، إذا تم اتباع سياسات اقتصادية رشيدة فيما يتعلق بتشجيع الاستثمار السياحي خصوصا والاستثمار الخاص المحلي أو الأجنبي عموما، لأن المستثمر حاليا يشعر بالاطمئنان في مصر ويشعر بأن الاستثمارات تحقق عوائدها بداخل مصر.
ومن هنا يجب أن يتم تعريف الاستثمار السياحي للمواطن العادي، والذي يكمن الهدف منه في تحقيق عوائد لخزينة الدولة، مما يسهم في تحسين معيشة المواطنين، ويعرف الاستثمار السياحي أنه أوجه ومجالات الإنفاق والتمويل الاستثماري الهادفة لتطوير وتحسين مكونات المنتج السياحي، ليتناسب مع مستوى الطلب عليه، ويحقق أهداف التنمية المستدامة وفقا للأبعاد التراثية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والحضارية، مما يزيد من القيمة الكلية الاقتصادية المضافة.
يتضح من التعريف السابق أنه سلسلة من المصروفات تعقبها سلسلة من الإيرادات على فترات زمنية متعاقبة، وتلك هي الإجابة على من يشعر بالإحباط وينشر الروح السلبية، يتساءل لماذا كل تلك النفقات العملاقة على الافتتاح أو غيره من المشروعات الوطنية، لأن هذا القدر الكبير من الإنفاق الحكومى هو الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة الاقتصادية وسر التدفقات النقدية الكبيرة الفترات القادمة.
لذلك يجب على الدولة تحديد الأماكن والمواقع المخصصة والصالحة للاستثمار السياحي، واستحداث خريطة استثمارية للتنمية السياحية بالتعاون مع الجهات المختصة، والاهتمام بصيانة وترميم المناطق السياحية ذات المكانة في قلوب الزوار بالإضافة لاستحداث التعليم السياحي، وتحسين الصورة السياحية لمصر عن طريق حملات توعية وتثقيف عن عمق تاريخها كما حدث في المدارس المصرية قبل افتتاح المتحف المصري الكبير، وإعداد برامج وجولات سياحية للأطفال والشباب، وأخيرا تجديد العروض التراثية وفن الحكي بداخل قصور الثقافة بالتعاون مع وزارة التعليم والأزهر الشريف حتى ينشأ جيل من الأطفال والشباب لهم هوية مصرية بدلا من سيطرة طيور الظلام على عقولهم.
ومن المتوقع أن تتميز مصر الفترة القادمة في مجال الاستثمار السياحي لأننا في دولة يغلب عليها الأمان، ولا يوجد لدينا أي حروب داخلية أو خارجية تدمر السلام أو البنية التحتية للاستثمار السياحي لأن الجمهورية الجديدة هي جمهورية السلام.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#رأي_العدل




