الرئيسيةمقالات العدلعلي ابو حميدعلي أبوحميد يكتب: لصوص الحضارات بيخترقوا قلب مهرجان القاهرة

علي أبوحميد يكتب: لصوص الحضارات بيخترقوا قلب مهرجان القاهرة

خلال الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فوجئ الحضور والجمهور بتصريحات مثيرة للجدل من الفائزة بجائزة “أفريقيا بلا فلتر” عن فيلم أفريقي. في كلمتها، ذكرت المخرجة اسم المفكر السنغالي “أنتا ديوب”، المعروف بترويجه لفكر المركزية الأفريقية أو ما يُعرف بـ”الأفروسنتريك”. هذا الفكر يُعيد صياغة التاريخ بهدف نسب جميع الإنجازات الحضارية والعلمية والثقافية إلى افارقة جنوب ووسط القارة ، وهو ما يشكل تهديدًا صريحًا للحضارة المصرية القديمة ومحاولة لإعادة تأطيرها برؤية تتجاهل الحقائق التاريخية.

خطورة ما حدث

أن يُسمح لمثل هذه التصريحات بأن تُقال في قلب القاهرة، وفي مناسبة دولية مثل مهرجانها السينمائي الاكبر و الاعرق، دون أي تعليق أو رد فعل من الحضور أو المسؤولين، هو أمر يدعو للقلق. الصمت الذي رافق هذا الموقف ليس مجرد رد فعل عابر، فهو له معنى من إثنان الاول قد يُفسر كقبول ضمني بهذه الأفكار، مما يُشجع على استمرار محاولات تزييف التاريخ المصري.و الثانى الجهل بخطورة الافروسنتريك و قلة الوعى و كلاهم فادح

الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد موروث ثقافي للمصريين، بل هي إرث عالمي يُعبر عن قدرة الإنسان على الابتكار والبناء منذ آلاف السنين. والترويج لفكر مثل “الأفروسنتريك” في حدث دولي كبير يُقام على أرض مصر، يُعتبر تعديًا صارخًا على هذا الإرث ومحاولة لتهميش دوره الحقيقي.

من هي الشخصية التي ألقت الكلمة؟

الشخصية التي أثارت الجدل هي مخرجة أفريقية تُروج لفكر المركزية الأفريقية في أفلامها وأعمالها. استندت في كلمتها إلى أفكار “أنتا ديوب”، الذي يُعتبر أحد أبرز منظري “الأفروسنتريك”. ديوب، المفكر السنغالي، دافع عن نظرية أن المصريين القدماء كانوا من أصل أفريقي جنوب الصحراء، وهو رأي يفتقر إلى دعم علمي قوي ويُعارضه كثير من علماء الآثار والمؤرخين حول العالم.

لماذا يجب الانتباه؟

1. تشويه الهوية المصرية: تصريحات كهذه تُهدد الهوية الثقافية المصرية التي تستند إلى تاريخ موثق وأدلة علمية وأثرية.

2. الإضرار بالوعي العام: إذا لم يُواجه هذا الفكر بتوضيح علمي وإعلامي، قد يُصبح مقبولًا بين الأجيال الجديدة التي تفتقر إلى المعرفة الدقيقة بتاريخ بلادها.

3. المنصات الدولية: الترويج لهذه الأفكار في مهرجانات أو فعاليات دولية يمنحها شرعية زائفة ويُضعف الموقف المصري في الدفاع عن تراثه.

ما هو المطلوب من المسؤولين؟

مراقبة الخطاب الثقافي: يجب على الجهات الثقافية والسينمائية أن تكون أكثر وعيًا بما يُطرح في الفعاليات التي تُقام على أرض مصر.

رد علمي واضح: على وزارة الثقافة والمؤسسات البحثية والأكاديمية أن تُصدر بيانات توضيحية للرد على مثل هذه الادعاءات.

تعزيز الوعي العام: تكثيف الجهود الإعلامية والثقافية لنشر الحقائق العلمية حول الحضارة المصرية القديمة.

تنظيم فعاليات مضادة: إقامة ندوات ومؤتمرات دولية لتوضيح الجوانب الحقيقية للحضارة المصرية القديمة، ودورها الفريد في تاريخ الإنسانية.

ختامًا

ما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي ليس مجرد موقف عابر، بل يُمثل جرس إنذار حول أهمية الانتباه لما يُقال على المنصات الدولية داخل مصر. الحضارة المصرية ليست فقط ملكًا للمصريين، بل هي إرث إنساني يُشكل جزءًا من ذاكرة العالم، ويجب الدفاع عنه بكل السبل الممكنة. الصمت لم يعُد خيارًا، والمسؤولية الآن على عاتق المؤسسات الثقافية والعلمية لحماية التاريخ من محاولات التزييف.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة