في الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير 2011، يقف الكثيرون متسائلين: هل حققت الثورة أهدافها؟ هل فشلت كما يدّعي البعض؟ لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن ثورة 25 يناير لم تكن مجرد حدث سياسي، بل لحظة فاصلة في تاريخ مصر، لحظة غيّرت مسار التاريخ وأعادت تشكيل وعي الشعب وإرادته.
الثورة لم تفشل لأنها زرعت في قلوبنا الإيمان بأن للشعوب الكلمة العليا، وأن الحرية والعدالة والكرامة ليست مجرد شعارات، بل حقوق لا يمكن التنازل عنها. صحيح أن الطريق نحو تحقيق أهداف الثورة كان مليئًا بالتحديات والصعوبات، لكن من عاش تلك اللحظات يدرك أن التغيير ليس لحظيًا، بل هو مسار طويل يحتاج إلى صبر وإصرار.
لقد حاول أعداء الثورة بكل الطرق تشويهها، وادعوا أنها أضرت بمصر بدلًا من أن تفيدها، لكن هذه المحاولات لم تؤثر على جوهر الحقيقة. 25 يناير كانت صرخة حق في وجه الظلم، وكانت دليلًا حيًا على أن الشعب المصري يمتلك القوة حينما يتوحد.
نعم، قد تكون هناك سلبيات أعقبت الثورة، لكن هذا لا يُلغي الإيجابيات العميقة التي حققتها. لقد تغيّر وعي المصريين، وأصبح لدى كل فرد شعور بأن له دورًا في بناء الوطن. كما أن كثيرًا من الشباب الذين عاشوا الثورة سيصلون يومًا إلى مواقع تمكنهم من تحقيق الحلم الذي بدأوه، لأن الثورة لم تكن نهاية الطريق، بل بدايته.
إن ما حدث في 25 يناير لا يمكن اختصاره في نجاح أو فشل سياسي، لأنه كان انتصارًا للإنسانية، للتكاتف، وللإيمان بالقدرة على التغيير. مهما حاول البعض محو هذه اللحظة من الذاكرة، سيبقى التاريخ شاهدًا على أن مصر تغيّرت في 25 يناير 2011، وأن المصريين كتبوا بأيديهم صفحة جديدة من نضالهم من أجل الحرية والكرامة.
فالثورات لا تموت، والأحلام الكبيرة لا تُدفن. قد يتأخر تحقيقها، وقد يواجهها الأعداء بالعراقيل، لكن مسار التاريخ لا يعود إلى الوراء. سنبقى نحلم، وسنواصل الطريق، لأن ثورة 25 يناير ليست مجرد ذكرى، بل هي شعلة أضاءت لنا الطريق نحو مستقبل أفضل.
“العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية”… حلم باقٍ في القلوب، ومستقبل ينتظر التحقيق.” #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل