العلم أساس نهضة الشعوب، وتقدم الأمم، والشباب هم وقودها، يجب أن يمتلكوا المعرفة والعلم والتكنولوجيا، وتتوفر لهم البيئة الخصبة لزيادة قدراتهم واستغلال كفائتهم فى تحقيق التنمية.
الحاكم الذى يهتم بالعلم والعلماء، ويبنى الإنسان يشيد أمة قوية، ناهضة، متقدمة.
كان رفاعه الطهطاوي فيلسوف عصر محمد على والعقل السياسى، وصاحب مشروع نهضته في بناء مصر الحديثة.
والإمام محمد عبده فيلسوف الثورة العرابية، وعباس العقاد ارتبط بسعد زغلول ومستشاره، وطه حسين شكل ثنائى مع الزعيم مصطفى النحاس.
ولكن أين مفكري السلطة اليوم، ونحن نحارب عدم الوعى، والأفكار الهدامة، وتهاوى المجتمع، وانحداره، وتنازله عن قيمة ومبادىء وسقوطه فى بئر الإسفاف، والسعى وراء تريند تافه.
مصر الحضارة والتاريخ، فقد ترك لنا الأجداد إرث عظيم نفتخر، فماذا حل بنا؟،
في يوم كان لدينا عالم بحجم مصطفى مشرفة، سابق عصره، كان يرى أن العلم إذا فقد حريته اضمحل ومات، وأنه يجب أن يكون العلم فى خدمة الشعب لا خدمة الحكومة، مشرفة عام 1948 قدم دراسة باستنباط الطاقة من الشمس وعندما عرض اقتراحه على الحكومة ابتسموا ساخرين وظنوا ان الرجل فقد عقله يريد أن تكون الشمس بديلا للبترول، وخسرنا وخسرت مصر بسبب ضحالة فكر أولى الأمر.
أيها السادة الإنسان هو من اخترع الدولة، وسن القوانين، وأوجد التشريعات لينظم كل شئونه، لذا يجب احترام القانون والدستور لأن فى تقديرهما دولة عظيمة وفى انتهاكهما شبة دولة متخلفة تقبع فى قاع التاريخ.
يجب أن نصحح الأخطاء، ونبتعد عن الجهلاء والفاسدين، فالجاهل مهما كانت فضيلته وحسن خلقه لايضيف للمجتمع، إنما نحتاج العقول التى تمتلك العلم والمعرفة والاعتماد على الكفاءات الحقيقية لبناء النهضة.
يجب أن نعطى للأحزاب السياسية الحرية لتعبر عن أفكارها وبرامجها والمناخ الذى يتيح لها التطور والاندماج مع المجتمع، والحرية لنسمع الرأى والرأى الأخر مهما كان الاختلاف يجب ان تكون هناك نقطة التقاء لصالح الوطن والمواطنيين.
علينا أن نتذكر فى عصر الرئيس عبدالناصر عشنا تجربة الاشتراكية، وما أسفرت عنه فقد كان هو المفكر والفيلسوف والحاكم والقاضى، وفى عهد السادات كان الانفتاح وما أصاب الهيكل الإجتماعى فى المجتمع من عطب، وعاش بجلباب العمدة أب للجميع ورب العائلة، ورجل الحرب والعبور وختم طريقه بكامب ديفيد ليضيف لقب جديد لرجل الحرب والسلام، فلا نجحت اشتراكية عبدالناصر ولا أنصف الانفتاح السادات والمصريين، وانتهينا فى مع مبارك بالخصخصة وضياع كل شىء، مع أنه ورث السادات ورث منه الحرب وانتصار أكتوبر وأصبح صاحب الضربة الجوية التى صنعت النصر، واستقل بالنصر عمن سواه، عشنا معه ثلاثين عاما فى غرفة العناية المركزة، فى حالة من الشلل التام.
عشنا فى عصر مسخ رغم أنه ملىء بكل القامات والكوادر والكفاءات، الذين هجروا بعيد عن ضوء سمائنا ليحطوا ترحالهم فى بلاد غريبة احتضنتهم ووفرت لهم ما بخلت عليه بلادهم فصاروا يشار إليهم بالبنان، ونتباهى من بعيد أن ذاك العالم وهذا الخبير وتلك الطبيبة والقائدة مصرية.
عندما تم أول اجتماع لمصر تستطيع ليجمع فخرنا من أبناء المحروسة المهاجرين ترى قامات مصرية تنير سماء بلدان أخرى، أحسست بالغضب والفخر، الغضب أنهم بعيدا عنا ولم نستفيد بعلمهم وخبراتهم، والفخر أنهم مصريون، وأننا نستطيع متى توافرت عوامل النجاح أن نحلق بعيدا فى سماء التقدم ونصنع نهضتنا بأنفسنا وبأيد أبناء هذا الوطن.
اليوم انشغلنا بكل التفاهات من الحديث، فهذا تريند لعامل النظافة، وخلافات شيرين وحسام وأزمة كهربا والزمالك وعروس الإسماعيلية، ومقولات ياسمين عز الماثورة، ومن فشل الى فشل.
مع العلم أن هناك دول بدأت معنا ولكنها أسرعت الخطى على الدرب نحو القمة مثل اليايان وكوريا وماليزيا وإندونسيا والصين والهند هم تقدموا ونحن تعثرنا.
نحن نستحق أن نكون فى مكانتنا وإن شاء الله مصر ام الدنيا وهتبقى قد الدنيا.
عبدالغني الحايس: مساعد رئيس الحزب لشئون الاتصال السياسي