الرئيسيةمقالات العدلعبدالعني الحايسعبدالغني الحايس يكتب: شبابنا بين الجامعة والمستقبل

عبدالغني الحايس يكتب: شبابنا بين الجامعة والمستقبل

أثناء الحملة الإنتخابية شكلنا غرفة عمليات داخل أروقة حزب العدل، كان قوامها شباب فى الجامعة وحديثى التخرج، الملفت هو الطاقة التي تحتويهم، فعندما تم شرح دوركل فرد فى الغرفة المركزية، تحولت إلى خلية نحل مع قدرة هائلة للمتابعة مع الغرف الفرعية، واتمام عمليات الرصد والمتابعة والتحليل جعل من الغرفة تحظى بعبارات الثناء والإشادة.

فقلت لماذا لا يتم استيعاب هذا الجيل المؤهل، والطموح وتعويض نظرة القلق الذى ينتابة حول مستقبلة.

وهنا خطر فى ذهنى سؤال مهم – هل لو توافر داخل أروقة الجامعات عملية التأهيل والتعليم الجيد، وأنشطة ينخرط فيها كل الطلاب ماهو شكل مجتمعنا.

علينا أن نعرف أن الجامعات كانت أحد روافد الحركة الوطنية المصرية، وكثيرا ما شارك الطلبة فى المظاهرات والاعتصامات، وكانوا نواة لحالة الحراك فى كثير من القضايا المصرية المصيرية.

فالتعليم الجيد يزيد من حالة الوعى، وتكامل الأنشطة وتفاعل الطلبة بها يزيد حالة المشاركة، لذلك للجامعة دور كبير تربويا وفكريا وإعداد الطالب سياسيا، لتأمينه من التيارات المتطرفة، كذلك لتقوية الانتماء داخله وزيادة رغبته في التشابك والفهم لكل قضايا مجتمعة، لأن ترك هؤلاء الطلاب بدون خلق وعي سياسي لديهم سيجعلهم يعيشون فى حالة اللامبالاة وعدم الإنخراط فى مجتمعاتهم، وتكون السلبية هى العمود الفقرى لتصرفاتهم والإنزواء بعيدا.

فعملية التنشئة السياسية، والتوعية السليمة تخلق منهم مجتمع قوى ومتماسك، مؤمن بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة واحترام أراء الأخرين ومؤمن بضرورة الحوار والتعددية السياسية.

كذلك يجب أن تكون هناك مناقشات بين الطلبة والأساتذة، ليعبروا فية عن فكرهم وارائهم بكل حرية، ويتم تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم لتعديل مسارهم.

وأن تقام الأنشطة والندوات المختلفة مع مفكرين وأدباء وشعراء وسياسيين وأكاديميين ورواد أعمال وغيرهم لزيادة التنوع المعرفي لديهم، وليكون عندهم قدوة وحلم لتحقيقه في المستقبل.

ولكي تقوم الجامعة بدورها يجب أن تكون غير مقيدة بأى سلطة، وأن فرصة انتخابات الكليات المختلفة لاتحادات الطلبة فرصة لممارسة القيادة، وممارسة تجربة ديمقراطية، ويخلق حالة حوار هادىء وراقي يشرف علية الأساتذة بدون تدخل فى سير العملية الإنتخابية أو التاثير على اختياراتهم، فذلك يخلق فيهم قيادة تعرف معنى المسؤولية، ويعمق روح الجماعة والتعاون بين كل أفراد الفريق، وتقدم لنا سياسي المستقبل، ومن يقودون شعلة الوطن فى مجالاته المختلفة.

كذلك هناك خطر حقيقى يواجة شبابنا، فى ظل صحوة عالم الإنترنت، وعالم وسائل التواصل الإجتماعى، فلم يعد للدولة سطوة فى تشكيل الوعى عبر إعلامها ومنصاته المختلفة، بل أصبحت عملية البحث تتم فى ثوانى من على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، ويستمد معلوماته من خلال تلك الشبكة العنكبوتية، ويصبح في فخ بين الأخبار المغلوطة، وعرضة للاستقطاب الدينى، بل والأيدلوجى لتشكيل وعيه، مع تعرضه لتصديق الشائعات والأكاذيب التي تملأ الصفحات المشبوهة واللجان الإليكترونية وتأثيراتها، وهنا ياتى دور الجامعة والدولة فى تصحيح المفاهيم، والسماح بكافة الأنشطة، واعطاء الطلبة الحرية فى عرض أفكارهم وإقامة حوار ليخرج الشخص المهتز من جنباتة، وليقوى دعائم ثقته بكل الحوارات والمناقشات الجادة.

فطلابنا هم رأس مالنا البشرى، وقوتنا للمستقبل، ويجب العناية بهم وثقل فكرهم ودمجمهم مع قضايا مجتمعهم، ولأنهم جزء أصيل من المجتمع، فيجب تنمية ثقافة العمل التطوعى، ليفيدوا مجتمعاتهم، ويكونوا النور الذى يضىء لأهاليهم الطريق، إن التعاون والتكافل والتكاتف ومساعدة الغير والمحتاج والمريض والتنبية من خطورة أمراض عديدة والتوعية التي يتكسبوها عبر كثير من المبادرات كلها شىء ايجابى ليكونوا نواة وأداة بناء وتحفظهم من التطرف والسلبية وتضيف لمجتمعاتهم.

دائما ما نقول ان الإهتمام بالتعليم، نتيجته دولة ناهضة متقدمة، وهؤلاء هم المستقبل فلا نهضة بدون الإستثمار فى البشر.

فالجامعة دورها ليس مقتصر على الجانب العلمى انما لها جانب مجتمعى وتوعوى وسياسى، وتنمية روح المواطنة، وتحقيق تنمية المجتمعات، والحفاظ على التقاليد والأعراف السائدة، وتنمية مشاعر الولاء والإنتماء وحب الوطن لطلابها، وذلك عبر انخراطهم فى كل قضايا المجتمع.

وعلى الطلبة أن يشعروا بالأمان بعد انهاء المرحلة الجامعية، وان تكون الدولة جاهزة لإستيعابهم وتسكينهم فى سوق العمل للإستفادة بما تعلموا، لأنها هى المسؤولة عن اعداد المقبولين داخل كل كلية، لأنة اصبح من الواضح انهم أصبحوا عبأ لعدم تخطيط الدولة استراتيجية احتياجاتها طبقا لنوع التعليم المؤهل لذلك.

قد يذكر البعض أن هناك عملية تمكين للشباب، وأن الجامعة تقوم بدورها، وأن وزارة الشباب والرياضة تطلق كثير من المبادرات، كل هذا جميل ولكن من يستفيد من كل ما سبق فئة قليلة ومختارة وليس غالبية الطلبة، حتى مؤتمر الشباب الذى يتم اقامته فى شرم الشيخ تجد كثير ممن حظوا بحضوره يحضر للمرة الثالثة والرابعة بل هناك من اعلن على صفحتة انها المرة الخامسة التى يحضر فيها المؤتمر، فدعونا نعترف بأخطائنا لنتجاوزها وان يعم الإهتمام كل الشباب بدون استثناء، وليس مقتصر على فئة معينة.

قد تكون تجربة تنسيقية الشباب السياسيين تجربة داعمة لتأهيل المنخرطين فيها – لكن من يستطيع الانخراط فى تلك التجربة؟

حتى البرنامج الرئاسى ماهىى المعايير التى يتم بها اختيار الشباب ؟ ولماذا لا يتم اطلاق تلك البرامج داخل المحافظات بشكل والمدن لتعميم الإستفادة؟ لماذات لايتم انشاء هيئة لكيفية ادارة المحليات يكون قوامها كلها الشباب تقوم بتأهيلهم وإعدادهم للمسؤولية؟

فى الختام يجب أن نعلم أن اساتذة الجامعة بطلابها هم أكثر فئات المجتمع وعيا وادراكا للمتغيرات وخطط التنمية الشاملة ورؤية الدولة، لذا يجب على الدولة التخطيط السليم لاستيعاب مستقبلها المتمثل فى إرثها البشري للذهاب إلى الجمهورية الجديدة.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#كتاب_العدل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة