الرئيسيةمقالات العدلعبدالعني الحايسعبدالغني الحايس يكتب: العدل هو الأمل

عبدالغني الحايس يكتب: العدل هو الأمل

خرج الشباب بصدور عارية، يملؤهم الحلم بالتغيير السلمي، بوطن ناهض، متقدم، تمردوا علي الفساد والاستبداد والظلم، صنعوا ثورتهم في ٢٥ يناير ٢٠١١، هتفوا، عيش حرية، كرامة إنسانية. لم يهابوا الموت، ولم يردهم الرصاص، تغنى العالم بنجاح ثورتهم، ووصفوهم آلاف المرات بالرائعين.

كانت بداية الإرهاصات في الجبهة الوطنية للتغير، ومن قبلها انتفاضة المحلة الكبرى، وحركة كفاية، وغيرها من الحركات الثورية التي كانت لبنة ثورة يناير.

بعد تنحي مبارك تجمع رفقاء وصحبة الميادين، وأيقنوا بضرورة تشكيل كيان سياسي شرعي، يمارسون تحت مظلته رؤيتهم، ويحولون فيها أحلامهم الي واقع، فكان حزب العدل الوليد الشرعي لثورتهم.

كانوا متفردين عن غيرهم من التجارب السياسية، فجعلوا وكلاء مؤسسيهم ثلاثة من هؤلاء الرائعين من الشباب، متجاوزين حلمهم وقدراتهم، وكان رفقاء ثورتهم في عضدهم، ليعلنوا تشكيل أول حزب مدني بعد ثورة يناير (حزب العدل).

مازلت أتذكر الزحام والزخم اليومي في كل المحافظات على عمل التوكيلات، وخلية النحل التي تعمل بدأب ونشاط في عمل تطوعي فريد، لإعداد كل شيء لإتمام قانونية مشروعهم، ووضع رؤيتهم ودستور مشروعهم، لنذهب في أكبر وفد عرفته لجنة الأحزاب السياسية لتقديم مشروع العدل.

كل تفصيله كانت تأخذ حقها في البحث والمناقشة، بين شد وجذب على اسم الكيان، أو ماهية الشعار وشكلة ولون خطوطه، والأهداف، والبرنامج، واللائحة.

يطرحون دائما سؤال كيف نضع كل أحلامنا لتتوافق مع حلم كل شباب ثورتنا الحالم، بدولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة متقدمة اقتصاديا، يستهدفون فيها البشر قبل الحجر، دولة تستغل قدرة شبابها وثروتها البشرية في التمكين، لصنع منجزاتها.

خرج الحزب إلى النور قويا، تدفعه قوة شبابه إلى تحقيق حلمه، مؤمنا بكل الأهداف التي سطروها بعناية شديدة، والتغيير المنشود هدفهم.

مر الحزب ببعض العثرات بين شبابه، فمازلت الثورة في الميادين بعد تنحي مبارك، ومازال الشباب في سكرة الثورة واندفاعها، لم يفرق البعض بين ما هو سياسي، وما هو ثوري، ودخلنا في مرحلة شد وجذب جديدة تعصب فيها البعض لرأيه، متناسيا الديمقراطية التي يؤمن بها، فرض الثورة وعنفوانها على الديمقراطية والمنطق السياسي، وبدأت مرحلة من الانقسام في الرأي، والتحيز لفكر الحركات الثورية، على المنهج السياسي، فخرج البعض عن الخط المرسوم، وخرج من رحم الكيان الوليد ليشكلوا تجربة أخرى.

فلا شك أن الفترة الأولى كانت صاخبة، ومليئة بمواقف صعبة، تقتضي الحكمة فيها أن نتحاور ويسمع بعضنا البعض ونستمع لرأي حكماء العدل، ونتفاعل مع الواقع المفروض علينا وقتها، لنخرج بنتيجة تتوافق مع مبادئنا ورؤيتنا السياسية.

فليس هناك ثورة إلى الأبد، فعندما تنتهي الثورة بفعلها، تبدأ السياسية بكل دهائها وتطبيقاتها وحساباتها، وهو ما لم يستطع البعض تجاوزه.

فكان الخروج على أحد المؤسسين بكل صلافة، لندخل مرحلة جديدة وعهد جديد في عمر الكيان الذي ولد في قلب الأحداث المتسارعة، وحالة الخلافات في الشارع السياسي، كنا أكثر الكيانات المنتبهة إلى خطورتها.

أدركنا أن العقد الذي جمع كل أبناء يناير في كل الميادين قد انفرط وانقسم إلى مجموعات مختلفة، يدافع كل منها فقط عن مكاسبه ومصالحه، تناسوا الدولة وحملوا الخناجر ليقوضوا من يعترضهم، وليجرحوا قلب الوطن المريض، فأنهكوه بالاعتصامات والمظاهرات الفئوية، وفرضت تنظيمات الإسلام السياسي سلطانها بتنظيمها القوي، ودخلوا في مناوشات مع كل القوى السياسية التي اختلفت مع منهجهم، وكان الإقصاء عرفهم، فكانت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، التي أنهت حقبتهم، وفرضت علينا واقع جديد.

وكان العدل حاضر دائما على الطاولة بقياداته طوال فترة المجلس العسكري، كما كان موجود في الميدان، وكان مشاركا في ثورة ٣٠ يوينو، ومشاركا في جبهة الإنقاذ، لم يتخلف عن أداء دوره الوطني منذ تأسيسه، يطرح رؤيته في كل الأحداث السياسية، حتي رحيل الإخوان.

وسيشهد التاريخ أن كل مواقفنا كانت وطنية مخلصة بدون مزايدة فقط من أجل الوطن وصالح المواطنين، وهذا فخر لكل عدلاوي.

ودخلنا إلى مرحلة جديدة في تاريخ حزب العدل، بعد الإطاحة بحكم الإخوان، فالدولة في تحدي واضح بينها وبين جماعة مارقة، تهدد أمن الوطن ومواطنيه، وكان طبيعيا مؤازة الدولة في حربها على الإرهاب، فتم تقييد العمل السياسي، فالشارع لم يعد يحتمل من كثرة الضغوط الاقتصادية، وتوقف عجلة الإنتاج، وكثرة الاحتجاجات، فكرة الشعب السياسية والأحزاب والمشاركة في العمل السياسي، وحول الإعلام ثورة يناير التي تغنى بها وبشبابها، إلى محرقة وصنع منها هولوكوست أضاع هيبة الدولة وتأخرها، بل وعلق عليها كل إخفاقات سنوات ما بعد الثورة، برغم وضعها في ديباجة الدستور بأنها من الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية، ورغم ذلك يعلق عليها فشله.

ودخلنا حالة من السبات الطويل بسبب إغلاق المجال السياسي، وأن الدولة تشن حربا علي الإرهاب. ولكننا لم نستسلم لذلك الواقع المفروض على الحياة السياسية، وسجلنا مواقفنا بكل شرف، وأعلنا على سبيل المثال أننا ضد التنازل عن الجزيرتين ورفضتا تعديلات الدستور.

وحاولنا تجاوز تلك المرحلة، بضرورة تشكيل تيار يجمع المعارضة المصرية لنعلن للنظام الجديد أن هناك أصوات يجب أن تستمع إليها، وأننا نمتلك الحلول ولا نصدر المشكلات وحسب، وكنا جزء من المعارضة الوطنية.

وتمر الأيام والأحداث حتى صلنا إلى مرحلة جديدة، أطلق عليها العدل الجديد، أو الميلاد الجديد لحزب العدل، كانت تلك الفترة مليئة بكثير من الأحلام، تعاهدنا على أن نلملم أشلائنا ونقيم البناء مرة أخرى، لدينا فيها أصغر رئيس حزب سياسي في مصر، أطلق لخياله العنان، ولم يقيد أحلامه، كنت تستمع إلى كلماته عن المستقبل وتظنه في حالة من النشوة، فنحن في العناية المركزة ، وكيف نخرج منها لنحقق كل ما يقول، ومن أين يأتي التمويل، في أحد المرات دخل وقال سأفعل حدث تتحدث عنه مصر كلها ولم يعطينا تفاصيل بل انتظروا المفاجأة، وستعرفون أن كل ما قلته لكم ليس كلام هراء إنما سيصير واقع، وسيأتي يوم لنجلس ونتذكر كل تلك الجلسات.

كان الحدث “شارع أليف” بداية انطلاقة وإعلان أن العدل قادم، وتوالت تطلعات عبدالمنعم إمام بضرورة الانتقال إلى مقر جديد يليق بتلك المرحلة، ونحن في تعجب من أين وكيف، وهو يردد كلمته احلموا وسترون، المهم أن نقف في كتف بعض نسند على بعض.

هناك عشرات الحكايات والقصص التي يجب أن تُسجل للتاريج، وللأجيال القادمة لحزب العدل أن تعرف قيمة ما فعله عبدالمنعم إمام.

أنا لا أكتب ذلك نفاقا ولا تملقا، وليعلم الله أنني في السحور الأخير دمعت عيني ونحن نستقبل ضيوفنا وهم غير مصدقين ما نحن عليه.

قيادات وشباب وكوادر العدل تطوف في الأرجاء تشرف أن تتعرف عليها لقيمتها وقامتها.

جلست أتأمل من لحظة البداية، انتصارات وإخفاقات، توافقات وخلافات، شد وجذب، ورغم ذلك ظل الوفاء والاحترام هو من يجمعنا جميعا.

وهذا ما شهدناه في سحور العام السابق، عندما قرر رئيس الحزب أن يكرم رؤساءه السابقين في لفته تحمل الوفاء والتقدير لكل من وضع لبنة في مسيرة حزب العدل.

واللفته الطيبة أن يتم دعوة بعض الرفقاء هذا العام ممن كانوا ينتمون إليه قبل أن يرحلوا بكل احترام ليدخلوا في تجارب حزبية أخري.

على كل أعضاء حزب العدل أن يفتخروا بالكيان الذي ينتمون إليه، فكل عضو هو إضافة مقدرة في بناء العدل، وعليه أن يسعى ويجد ويجتهد ليفرض بعمله وجهده نفسه.

العدل وطن لنا جميعا، وإن أردنا أن ننهض بوطننا الكبير مصر، فيجب أن تخرج الأحلام من رحم العدل، لنبني الكوادر المدربة الواعية المتعلمة القادرة على إدارة دفة الوطن للأمام.

تعلمت من التجربة أن تحلم وأن تطلق العنان لأحلامك، وأن يكون لديكم القدرة والسعي والعمل على تحويل تلك الأحلام إلى واقع.

فهلموا بعرض كل أفكاركم، ليس لدينا إقصاء لأحد، فكل قيادات العدل في خدمة كل أعضاء العدل، وتمكينهم شغلنا الشاغل داىما، كل المكاتب مفتوحة ترحب بالجميع في أي وقت، فالبيت بيت الجميع من العدلاوية، فأنتم الجيل الذي سيستلم الراية، وعليكم أن تعلموا أن بالإرادة والإخلاص سنظل نحلق بحزبنا إلى آفاق كبيرة، ومازالت أمامنا الكثير من التحديات، انتخابات البرلمان والمحليات، وأن نحلم أننا في مواقع تنفيذية عديدة داخل الحكومة، وأن يكون لدينا وزراء ومحافظين ورؤساء مدن، وأن يكون لدينا مرشح لانتخابات الرئاسة، كل تلك التطلعات ليست ببعيدة ما دمنا مؤمنين أننا الأمل في مستقبل وطننا.

فشعارنا العدل هو الأمل

وأنتم الأمل في مستقبل العدل.

شكر خاص للنائب عبدالمنعم إمام رئيس حزب العدل على كل ما قدمتموه ومازلتم تقدمونه، فالسطور القليلة تلك لا توفيكم حقكم، سواء تحت القبة أو داخل الكيان.

والشكر موصول لكتيبة الأمين العام النائب قناوي وأمين التنظيم حسام حسن على جهدكم وتفانيكم وإخلاصكم في كل ما تقومون به.

والشكر لكل قيادات العدل ونوابه ومكتبه السياسي والفني ولكل الأعضاء على جهدهم وحماية عرين العدل وتقدمه بين الكيانات السياسية.

فنجاح كل عضو في مجاله هو تشريف لحزبكم، وكما نهنئ الزميلة نورا حنا على تكريمها المستحق في يوم المرأة من قرينة السيد الرئيس، ونجاح كل عضو هو فخر وشرف لنا جميعا، الأمثلة كثيرة ومشرفة من الزملاء لا تعد ولا تحصى ونشرف أنها تحت راية حزب العدل.

فهلموا إلى العمل .. فبكم يُصنع الأمل.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏أقلام عدلاوية عبد الغني الحايس يكتب... العدل هو الأمل foxo eladlparty.com اكدل حزب العدل‏'‏‏

كل التفاعلات:

٢٠Mai Mahmoud Selim، وOthman Mostafa و١٨ شخصًا آخر

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة