في وقت تتغير فيه ملامح العالم وتتسارع فيه الأحداث وتتشابك فيه التحديات، تظهر الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تمكين حقيقي للشباب في مختلف مجالات الحياة، وخاصة في العمل العام والقيادة والمشاركة السياسية. وفي ظل اهتمام الدولة المصرية بالشباب منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، والذي عبّر في أكثر من مناسبة عن إيمانه بدور الشباب وقدراتهم وطاقاتهم المتجددة، شهدنا حركة دؤوبة لتمكين الشباب من خلال برامج التدريب والتأهيل مثل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، وانخراط آلاف الشباب في الحوارات المجتمعية والمؤتمرات الوطنية، بل وفي مواقع التنفيذ وصنع القرار في الوزارات والهيئات ومؤسسات الدولة.
ونحن مقبلون على فترة شديدة الأهمية في الحياة السياسية المصرية، ففي غضون أشهر قليلة سنشهد انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، يعقبها استحقاقات انتخابية أخرى تشمل المحليات والنقابات والأندية والغرف التجارية وغيرها، وهو زخم انتخابي لم تشهده مصر بهذا الشكل المتتابع منذ سنوات، وهو ما يفرض علينا وقفة حقيقية أمام سؤال جوهري: هل الشباب جاهز للمشاركة؟ وهل الأحزاب والقوى السياسية جاهزة لإعطائه الفرصة؟ وهل الدولة ومؤسساتها تواصل دعمها لتمكينه؟
الشباب المصري أثبت في أكثر من مناسبة أنه أهل للمسؤولية عندما أتيحت له الفرصة، ففي المجالس النيابية السابقة رأينا وجوها شابة أثبتت حضورها، وفي الإدارات المحلية ظهرت كفاءات واعدة، وفي الوزارات والمؤسسات صار هناك نموذجًا جديدًا لقائد شاب يجمع بين الحماسة والعلم، وفي الحياة الحزبية هناك تجارب ناضجة لشباب استطاع أن يضع بصمته ويقود الملفات باقتدار.
ما نأمله اليوم أن تتحول هذه النماذج إلى قاعدة لا استثناء، وأن تُفتح الأبواب أمام مزيد من الشباب ليشارك ويترشح ويخوض التجربة، وأن تتحول ثقافة التمكين إلى سياسة عامة مستقلة عن الأسماء والمواقع، فالرِهان على الشباب لم يعد ترفًا بل صار ضروريًا لاستقرار المجتمع وبناء المستقبل.
كل شاب يحلم بأن يرى لنفسه مكانًا لائقًا في وطنه، وكل شابة تتمنى أن تكون جزءًا من صنع القرار، وأن يرى كلٌّ منهم ثمار جهده وسعيه، وأن يشعر أن الطريق مفتوح أمامه، وأن هناك من يؤمن به ويدعمه ويمنحه الفرصة لينجح.
كل الشكر والتقدير لكل من يساهم في إعداد الكوادر الشبابية، وكل من يؤمن بأن بناء الدولة لا يكتمل إلا بجهود أبنائها المخلصين من الشباب.
شكرًا لقيادات حزب العدل التي تؤمن بدور الشباب وتمنحهم الثقة وتدعمهم، وتعمل على تنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم لكي يكونوا جاهزين لأداء دورهم في كافة نواحي الدولة اجتماعيًا وسياسيًا ورياضيًا.
ولعل ما نراه من إصرار لدى الكثير من الأحزاب والمجالس والنقابات على إشراك الشباب يعكس تحولًا إيجابيًا نتمنى أن يستمر ويتسع.
المرحلة القادمة تحتاج لكل الجهود، وتحتاج لكل الأفكار، وتحتاج للطاقة التي لا تنضب، والمستقبل لا يصنعه إلا من يؤمن به، ويستعد له، ويقاتل من أجله. #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
