بعد أربع سنوات من الأداء البرلماني المخيب للآمال، يقف مواطنو أسوان على مفترق طرق حاسم: هل يعيدون الثقة لنواب فشلوا في تحقيق أدنى تطلعاتهم، أم يبحثون عن وجوه جديدة تحمل بصيص أمل؟ سؤال يفرض نفسه بقوة في ظل تراكم الأزمات وغياب الحلول الجذرية، مما يضع المواطنين والنواب أمام اختبار صعب.
فقدان الثقة هو العامل الأبرز في خيبة الأمل التي يعيشها المواطنون، حيث تحولت الوعود البراقة التي أطلقها نواب أسوان خلال الحملات الانتخابية إلى سراب. بدلًا من تحقيقها، تفاقمت المشكلات المزمنة مثل تدهور البنية التحتية، وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية، وإهمال القرى والمناطق النائية. هذه الإخفاقات المتتالية دفعت المواطنين إلى فقدان الثقة في نوابهم، الذين باتوا في أعينهم مجرد “بائعي وعود” بلا أفعال.
خلال السنوات الماضية، فشل النواب في استغلال الفرص المتاحة لإحداث تغيير حقيقي، حيث أدى غياب التخطيط الاستراتيجي وضعف الرقابة على أداء الحكومة إلى إعاقة تحقيق أي إنجازات ملموسة. المواطنون الذين كانوا ينتظرون حلولًا لمشكلاتهم، وجدوا أنفسهم أمام واقع مرير: نواب لا يقدمون سوى الكلام المعسول دون أي إنجازات ملموسة.
في ظل هذه الخيبة، أصبح المواطنون أكثر وعيًا وحذرًا، حيث كانت التجربة البرلمانية الأخيرة بمثابة صفعة قاسية للكثيرين. أثبتت هذه التجربة أن الاعتماد على العصبيات القبلية أو المال السياسي في اختيار النواب لا يؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات. لذلك، من غير المتوقع أن يمنح المواطنون ثقتهم مرة أخرى لنواب أثبتوا فشلهم الذريع.
يبحث مواطنو أسوان عن بديل حقيقي، لكنهم يواجهون معضلة كبيرة: أين الأسماء المؤهلة التي يمكنها تحمل المسؤولية؟ المواطنون يريدون نوابًا يمتلكون رؤية واضحة وبرامج عملية لمعالجة المشكلات المزمنة، لكنهم لا يجدون حتى الآن مرشحين يستحقون الثقة. هذا الوضع يضع الناخبين أمام خيارين صعبين: إما تجديد الثقة لنواب مخيبين، أو المخاطرة باختيار وجوه جديدة غير معروفة.
السؤال الأكبر الذي يهيمن على المشهد الآن هو: هل ستتمكن الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في أسوان من تقديم بدائل كفؤة تستحق ثقة المواطنين؟ الوقت يداهم الجميع، والمواطنون في انتظار إجابة واضحة قبل أن يحين موعد صناعة القرار.
في النهاية، يحتاج المواطنون إلى رؤية خيارات حقيقية وقادرة على التغيير قبل اتخاذ قرارهم. أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد تكون الخيبة هي العنوان الأبرز للفصل القادم من الحياة البرلمانية في أسوان. المواطنون ينتظرون.. فهل من مجيب؟
حزبالعدل #صوتالطبقةالمتوسطة #العدلهو_الأمل
