الرئيسيةمقالات العدلرنا وجيهرانا وجيه تكتب: الاعتراف بدولة فلسطين .. تحليل للتداعيات والعقبات في ضوء...

رانا وجيه تكتب: الاعتراف بدولة فلسطين .. تحليل للتداعيات والعقبات في ضوء نموذج جنوب أفريقيا

الاعتراف الدولي: إيجابيات وتحديات

شهدت الفترة الأخيرة موجة متصاعدة من الاعترافات بدولة فلسطين من قبل عدة دول أوروبية كإسبانيا والنرويج وإيرلندا، بالإضافة إلى اعتراف سابق من قبل أكثر من 140 دولة عضو في الأمم المتحدة.

ويسهم الاعتراف بفلسطين بعدة أمور إيجابية اهمها:

1. تعزيز الشرعية الدولية: يعزز الاعتراف المكانة القانونية والدولية لفلسطين كدولة ذات سيادة.

2. الضغط الدبلوماسي على إسرائيل: يزيد من العزلة الدبلوماسية لإسرائيل ويضعف سرديتها القائلة بعدم وجود شريك للسلام.

3. تمهيد الطريق لعضوية كاملة في الأمم المتحدة: يسهم في بناء زخم نحو قبول فلسطين كعضو كامل في المنظمة الدولية.

4. تعزيز موقف المفاوض الفلسطيني: يمنح القيادة الفلسطينية ورقة ضغط إضافية في أي مفاوضات مستقبلية.

ولنا فى نموذج جنوب أفريقيا دروس مستفادة للقضية الفلسطينية

حيث شكل النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا نموذجاً مهماً لفهم المسار المحتمل للقضية الفلسطينية، حيث يقدم عدة دروس أساسية:

لنقف امام أوجه تشابه واختلاف نذكر منها:

1. تأثير الضغط الدولي المتصاعد: حيث ساهمت العقوبات الاقتصادية والرياضية والثقافية في عزل النظام الجنوب الأفريقي دولياً، لذا يمكن للضغط المتصاعد على إسرائيل أن يحدث تأثيراً مماثلاً، وإن كان بوتيرة أبطأ بسبب اختلاف موازين القوى.

2. دور المجتمع المدني العالمي: حملات المقاطعة الشعبية التي ساهمت في تغيير سياسات حكوماتها تجاه جنوب أفريقيا تظهر الآن في أشكال مثل حركة BDS ضد إسرائيل.

3. التحول التدريجي: استغرق الضغط الدولي على جنوب أفريقيا أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يؤتي ثماره، مما يشير إلى أن تغيير الواقع الفلسطيني يحتاج إلى صبر واستراتيجية طويلة الأمد.

لكن الاختلاف الجوهري: يتمثل في الدعم الدولي غير المسبوق الذي تحظى به إسرائيل من قبل القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، مما يجعل تطبيق نموذج جنوب أفريقيا أكثر تعقيداً.

الامر الذى يقودنا إلى السؤال الاهم

هل الاعتراف كافٍ لحسم الصراع؟

الاعتراف بدولة فلسطين، رغم أهميته، لا يكفي بمفرده لحسم الصراع للأسباب التالية:

1. عدم ترجمة الاعتراف إلى واقع ملموس: معظم الاعترافات تظل رمزية دون تغيير الواقع على الأرض من حيث الاحتلال والمستوطنات.

2. عدم توازن موازين القوى: التفوق العسكري والاقتصادي الإسرائيلي المدعوم من الغرب يظل عاملاً حاسماً.

3. الانقسام الفلسطيني: يضعف الانقسام بين فتح وحماس الموقف التفاوضي الفلسطيني.

4. غياب آلية تنفيذ: لا توجد آلية دولية فاعلة لتنفيذ قرارات الاعتراف على أرض الواقع.

وايضاً صعوبة فرض عقوبات على إسرائيل: بسبب هيمنة ألمانيا وبعض القوى الاوربية فى الاتحاد الأوروبي واستحواذها على نسبة التصويت الأعلى

1. حيث تمتلك ألمانيا أكبر نسبة تصويت في العديد من المؤسسات الأوروبية بسبب وزنها السكاني والاقتصادي، مما يمكنها من عرقلة أي قرارات عقابية ضد إسرائيل.

2. العبء التاريخي: تظهر ألمانيا حساسية خاصة تجاه إسرائيل بسبب التاريخ النازي، مما يترجم إلى دعم سياسي واقتصادي غير مشروط تقريباً.

3. المصالح الاقتصادية: ترتبط ألمانيا بعلاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة مع إسرائيل تجعل فرض العقوبات مكلفاً لها.

بالاضافة الى معوقات اخرى

1. النفوذ الأمريكي: تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بشكل منتظم لحماية إسرائيل في مجلس الأمن.

2. اللوبيات المؤيدة لإسرائيل: تملك إسرائيل شبكة تأثير قوية في العديد من العواصم الغربية تؤثر على صنع القرار.

3. انقسام الموقف الأوروبي: لا يقتصر الأمر على ألمانيا، فدول مثل النمسا والتشيك وهولندا تظهر traditionally مواقف مؤيدة لإسرائيل.

جدية الموقف الأوروبي

يتسم الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية بالازدواجية والتباين:

1. انقسام داخلي حاد: يوجد تباين واضح بين دول الاتحاد الأوروبي، فبينما تعترف بعض الدول بدولة فلسطين، تظل دول أخرى مترددة بفعل الهيمنة الألمانية .

2. فجوة بين الخطاب والتطبيق: تتبنى أوروبا خطاباً داعماً لحل الدولتين لكنها تتردد في اتخاذ إجراءات ملموسة ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

3. الاعتبارات الاقتصادية والأمنية: ترتبط العديد من الدول الأوروبية مصالحها بإسرائيل مما يحد من جدية مواقفها

وختاماً

يشكل الاعتراف المتصاعد بدولة فلسطين خطوة مهمة في مسار تحقيق الحقوق الفلسطينية، لكنه يبقى غير كافٍ لحسم الصراع دون آليات تنفيذ فاعلة. فكما استغرق النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سنوات طويلة، يحتاج النضال الفلسطيني إلى استراتيجية متعددة الأبعاد تجمع بين:

· المقاومة الشعبية السلمية

· الضغط الدبلوماسي المتواصل

· حملات المقاطعة الدولية الفاعلة

· توحيد الصف الفلسطيني

كما أن تغيير موازين القوى الإقليمية والدولية يظل عاملاً حاسماً في إمكانية تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية. وتظل معركة كسر الهيمنة الألمانية والأوروبية المؤيدة لإسرائيل أحد التحديات الرئيسية التي تحتاج إلى عمل دؤوب على مستوى الدبلوماسية والشعب معاً. #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة