بخصوص العدوان المستمر على قطاع غزة
تابع حزب العدل بقلق بالغ التصريحات الصادرة عن وزيرة الخارجية الألمانية أمام البوندستاج، والتي اعتبرت فيها استهداف المستشفيات والمدارس والمناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة مشروعًا.
وفي هذا الإطار، يستنكر حزب العدل ويرفض بشدة تلك التصريحات غير المسؤولة، التي لا يليق أن تصدر عن رأس الدبلوماسية الألمانية. فمن المفترض أن تلعب ألمانيا، بثقلها الدولي، دورًا بارزًا في الدعوة إلى احترام القانون الدولي والقانون الإنساني، لا سيما في ظل الأزمة الحرجة التي يعاني منها قطاع غزة منذ أكثر من عام.
تلك التصريحات لم تأخذ بعين الاعتبار الكارثة الإنسانية المستمرة حاليًا في القطاع وفي لبنان، والتي تسببها آلة الحرب الإسرائيلية الجامحة منذ أكثر من عام، مخلفة وراءها آلاف القتلى والجرحى والمفقودين من المدنيين العزل. هذه المأساة تتفاقم ساعة بساعة، وكأن الاحتلال الإسرائيلي كان بحاجة إلى غطاء دبلوماسي دولي لارتكاب مجازر جديدة أشدّ جرما.
إن هذه التصريحات التي تقلل من قيمة حياة الإنسان العربي والفلسطيني لا تؤثر فقط على الضحايا، بل تؤدي إلى تأجيج الأوضاع في المنطقة، وتدفعها نحو حرب شاملة نحن على أعتابها الآن أكثر من أي وقت مضى. كما تكشف عن مدى ازدواجية المعايير بين الموقف الألماني تجاه لاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية و بقية الصراعات المسلحة الجارية في العالم.
كان الأجدر بالوزيرة بيربوك، التي تدعي حرصها على الوصول إلى تهدئة في المنطقة، أن توجه تصريحاتها نحو الدعوة إلى وقف إطلاق النار ووقف تصدير السلاح لإسرائيل، متخذةً من نظرائها الأوروبيين الأكثر اعتدالًا مثالًا يُحتذى به.
وفي ختام هذا البيان، نؤكد أن هذه التصريحات سيكون لها أثر سلبي بالغ على صورة ألمانيا، حكومةً وشعبًا، في نظر الرأي العام العربي، مما يهدد العلاقات وسبل التعاون بين ألمانيا والمنطقة.
٢١ أكتوبر ٢٠٢٤، القاهرة، مصر