عقد حزب العدل مائدة مستديرة بعنوان ” العدل يحتفي بيوم إفريقيا- بعد 60 عامًا من تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية” في مقر الحزب بحضور النائب عبد المنعم إمام وعدد من الخبراء في الشأن الأفريقي، وأدار المائدة د. شيماء حسن، و راندا خالد أعضاء وحدة الشؤون الإفريقية بأمانة العلاقات الخارجية.
وقال إمام في كلمته اننا نتحدث اليوم عن هذه المنظمة المهمة وعن الحلم الأفريقي 2063, متسائلا كيف يكون لنا رؤية نتحرك من خلالها في هذا الملف، وتابع رئيس حزب العدل أنه دائما يعرف نفسه على أنه إفريقي لأن في النهاية إفريقيا هي الهدف الاستراتيجي الأعمق مع الأفق المستقبلي الذي تتجه مصر إليه مؤخرًا، كما أشاد بخطوات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في زياراته لإفريقيا، مما يعكس أهمية ملف الاتحاد الأفريقي لمصر، مؤكدا أن التكامل الأفريقي أصبح على أجندة الأحزاب الليبرالية على مستوى العالم.
كما تحدث أحمد السيد، أمين العلاقات الخارجية بالحزب، عن أنه بالتزامن مع الاحتفاء في حزب العدل بمرور ٦٠ عام على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، قامت أمانة العلاقات الخارجية بتدشين وحدة للشئون الإفريقية، تسعى عن طريق تواصلها داخل مصر مع المؤسسات والجاليات الأفريقية، وخارجيا عبر عضويتنا بالليبرالية الدولية وتوافقنا مع أحزابها الأفريقية، إلى وضع تصور عن فرص وتحديات الشركات مع الدول الأفريقية من منظور سياسي واقتصادي اجتماعي.
كما أشار د. يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إلى بعض الأرقام فتعداد القارة مليار و300 مليون نسمة 60% منهم في عمر الشباب، وبالتالي هذه ثروة بشرية، 60% من مساحة الأرض الصالحة للزراعة دون تدخل عنصر بشري، 15% من احتياطي النفط العالمي، وأكثر من 33% من الثروة المعدنية العالمية، و50% من الذهب في العالم.
وتابع الشرقاوي بأن لدينا عجزا في المعلومة الإفريقية المحدثة، حيث إنه منذ 20 سنة تقريبًا أصبح هناك ديمقراطيات وإنتاج في القارة وهناك نماذج كـ كينيا وأوغندا والمغرب والجزائر وكوت ديفوار ونيجيريا، إلى أن هذه الصورة لم تحدث إعلاميًا في كل القنوات المتعاملة مع العقلية الإفريقية، مشيرًا إلى أنه يرفع شعار من إفريقيا لإفريقيا وليس من مصر لإفريقيا أو غيرها، وإنما من إفريقيا لإفريقيا، ويجب أن نعيد بناء البنية التحتية، فأحد أهم الأمور التي دعمت الاتحاد الأوروبي هو النقل، والتواصل المباشر، فهناك صعوبة في النقل والحركة داخل القارة الإفريقية سواءً للأفراد أو البضائع أو الخامات.
بينما تحدث حسام عيد مساعد رئيس حزب العدل للشئون الاقتصادية، عن نجاح الدول الأفريقية في تحقيق معدلات نمو في صادرات الحبوب مؤكدا أنها فرصة جيدة، وتابع بأن من بداية الحرب الروسية الأوكرانية ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى، مشيرا إلى ضرورة إلغاء الحدود بين الدول الأفريقية لاستغلال الفرصة لإبراز دور الاقتصاد الإفريقي، وأوصى بضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية التي تهدف إلى إنشاء سوق موحدة تليها حرية الحركة وعملة موحدة، مشيرا إلى أنه قد تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأفريقيا في كيغالي رواندا في 21 مارس 2018، ويستلزم تصديق 22 دولة حتى تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ وتصبح منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية سارية.
ومن جانبها قالت د.أحلام عبده صالح رئيـس مجلـس إدارة جمعية الأحلام الأفروآسيوية للتنميـة والسـلام، إنها سودانية الجنسية مصرية الفؤاد، ان مصر تتضرر مما يحدث في السودان فمصر تفتح ذراعيها للسوادنيين وهي الدولة الوحيدة التي تفتح أبوابها للمصريين من دول جوار السودان مشيره إلى إن السوادنيين ٤ فئات من لديه شقق في القاهرة او من لديهم أموال، أو لديهم أموال أقل استأجروا وحدات، أو الذين ليس لديهم أي شيء، وتابعت بأن دخول السودانيين أدى لرفع الإيجارات على المصريين أيضا وليس السودانيين فقط، وأضافت أن الهلال الأحمر يحمل عبئا ثقيلا عليه، وأوصت المجتمع المدني والأحزاب بتكثيف الندوات الثقافية والاجتماعية لإدارة الأزمة الإنسانية وإيجاد الدعم النفسي.
وصرح صالح إسحاق، الباحث في الشؤون الإفريقية أن دولة تشاد تضررت مما يحدث في السودان، لوجود حدود مباشرة مع السودان، وأيضًا أصبح هناك أزمة اقتصادية لما يحدث في السودان، كما يوجد سودانيون يشغلون مناصب في مصالح الجوازات مثلًا في التشاد، في بعض الوزارات أيضًا، وهذا شيء جيد، وتمنى أن يحدث في إفريقيا كلها وليس لدينا فقط، وأضاف إسحاق أن الحضارة المصرية تعتبر مرجع للأفارقة، فليس هناك تصادم بين ما هو عربي وإفريقي بل يجب أن يكون هناك إتفاق، ويجب الدعوة لتغيير الخطاب إلى السلام، والتعامل وفقًا أننا قارة واحدة.
بينما عبر بشير عبد الرحمن باحـث اقتصادي من دولة ليبريا عن حزنه لحدوث حريق للجامعة الكبيرة في السنغال، وعدم وجود سلام في السودان، والوفيات في غينيا كوناكري ، وأضاف بأن العلاقات بين مصر وليبريا قديمة جدا حيث استقلت ليبريا 1847م فهي أول الدول الأفريقية استقلالا ، ساعدت مصر ليبيريا في كثير من الاتجاهات، في 2003م كانت هناك حرب أهلية في ليبيريا وخرجت جميع السفارات من الدولة ما عدا السفارة المصرية، مشيرا إلى وجود عدد من الطلاب من ليبريا يدرسون في مصر في عدد من الجامعات و يتم حصولهم على منح مختلفة.
ومن جانبه تحدث محمد عبدالله جدو، منسـق عـام الاتحاد العام للطلاب الأفارقة، عن العلاقات بين مصر وموريتانيا حيث استقلت موريتانيا 1960، والتقى مختار ولد داده المؤسس لموريتانيا بجمال عبدالناصر وكان معجبا به كقائد، وتابع بأن أول منحة تمنحها مصر لموريتانيا كانت 3 أفراد وصلت الآن ل 150 منحة، مشيرا إلى أن 140 مليون دولار هو حجم التجارة بين البلدين ولا يوجد خط مباشر، وهناك توجه لخلق جسر جوي بين البلدين
بينما تطرقت منال عمر، مسـؤولة لجنـة المـرأة فـي المـركـز الثقـافـي لخـدمـة اللاجئيـن إلى العديد من التحديات مثل ندرة الموارد، وعدم وجود جهات داعمة، فالمركز يتبع لمنظمة (سان أندرو) من مساعدات مالية، ويتم مساعدة 40 سوادني بشكل يومي من أكل وشرب ومعيشة، ويخدم حوالي 6498 لاجئ من 10 جنسيات مركز خدمي ويقدم خدمات طبية ودورات تدريبية مختلفة، وأشارت إلى قانون الجمعيات الأهلية الذي يستوجب لإنشاء الجمعية أن يكون هناك 75٪ من المصريين و25٪ من غير المصريين وهو ما يمثل صعوبة، وعملية الترخيص تأخذ وقتا طويلا.
وقال د. محمد عبـدالكـريـم، البـاحـث فـي الشـؤون الإفـريقيـة إنه يتم طرح سؤال غريب عن افريقية مصر، فمصر دولة أفريقية وفي التاريخ المدون هناك علاقات مصرية إفريقية منذ قديم الأزل، مشيرا إلى انه كان هناك هجرات مصرية خلال فترات الاضطهاد المسيحي داخل القارة الأفريقية، وكانت مصر على طريق الحج، ومن أبرز تلك الظواهر زيارة منسا موسى للقاهرة وغيرها، فالعلاقات المصرية الأفريقية مستمرة ومتبادلة. وأضاف ان الشباب الافريقي أصبح منفتحا ومطلعا على الثقافات المختلفة و يتوقع أن تكون مصر أكثر انفتاحا تجاههم.
بينما شكرت هنديه بامشتا من دولة اثيوبيا ومسؤولة عن مشـروع ثقـافـي بيـن مصـر وإثيوبيا، مصر، وقالت إنه بالرغم من كل الخلافات، إلا أن الشعب المصري استقبلنا إنسانيًا، رغم خوف اللاجئين الإثيوبيين في مصر، وتمنت حل مشكلة سد النهضة بأسرع وقت، فلا يمكن للسمك أن يعيش بدون ماء، وهذا هو حالنا مع مصر، فلا يمكن لإثيوبيا أن تعيش بدون مصر والعكس صحيح أيضًا
وأشار د جمال نكروما، الصحفـي ورئيس قسم الشئون الدولية بالأهرام الأسبوعية، إلى قيام والده كوامي نكروما بتأليف 15 كتاب عن إفريقيا منهم كتاب (إفريقيا يجب أن تتحد)، وأنه يرى أن زواج أبيه من مصرية كان توثيق للعلاقات الإفريقية المصرية بين (جنوب وشمال الصحراء الكبرى) وتابع بأن هناك حساسيات كثيرة بإفريقيا سواء عرقية أو دينية،و يجب وجود وحدة إفريقية بالمعنى الحقيقي، جنسية إفريقية موحدة، فيمكن أن نتحد باختلاف الجنسيات والأديان كما هو موجود في الهند والصين الشعبية، وأضاف أن عدد سكان إفريقيا كبير وفي تزايد ولكنه أقل من عدد سكان الصين والهند، ولم يمنع ذلك هذه البلاد من تكوين دولة موحدة، فالاتحاد يساهم في نهضة الدول الإفريقية ككل.
بينما شكرت د أماني الطويل، مستشار مركـز الأهرام للدراسـات السياسية والاستراتيجيـة والخبيـرة في الشـؤون الإفـريقيـة، القيادة الشعبية في حزب العدل ممثلة في رئيسها لأنها ساعدت في الخروج من القوالب الحزبية وحضور قائد الحزب عبد المنعم إمام في الندوات والاجتماعات وليس اكتفاءه فقط بأن تتم هذه الندوات تحت إشرافه وتنظيم.
كما أشارت إلى أن الحضارة المصرية هي حضارة إنسانية ولا يهم الألوان فيها، فقد قدمت الكثير إلى الحضارة الانسانية، مستنكرة تلوين القارات وتسميه افريقيا اعلاميا “بالقارة السمراء”، وأضافت أن خطوة تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية خطوة عظيمة فيصبح لدينا منصات نتداول عليها مستقبل افريقيا، والموارد في القارة قد تكون سببًا في تقدمها، وتابعت بأن بسبب موارد القارة الإفريقية وضع الغرب فيها بذرة الصراع مؤكدة على ضرورة تقديم الصفقات لإنهاء الصراع بين الأطراف في السودان وإلا سوف تدخل على حرب عرقية.