شاهين كمال الدين يكتب:
ليست معضلة، ولا رفاهية، ولا حتى فلسفة فارغة. العودة إلى نظام القائمة النسبية هي اليوم ضرورة حتمية لإنقاذ الحياة البرلمانية المصرية من الاحتضار. بعد أكثر من عقد جربنا فيه نظام القائمة المطلقة، يمكننا القول بوضوح: هذا النظام قتل التعددية، وأفرغ البرلمان من روحه، وحوّله إلى جسد بلا نبض، بلا تنوع، بلا تمثيل حقيقي.
نظام القائمة المطلقة جعل مقاعد البرلمان حكراً على قوائم مغلقة لا تعبر عن التنوع الحقيقي في المجتمع المصري، وهو ما أدى إلى انخفاض نسب المشاركة في الانتخابات، لأن المواطن فقد الثقة في أن صوته يمكن أن يصنع فرقًا. الشعور بعدم الجدوى انتشر، وأصبحت الانتخابات بالنسبة لكثيرين مجرد استحقاق بلا تأثير.
أما نظام القائمة النسبية، فهو قبلة الحياة التي تحتاجها الحياة البرلمانية المصرية لتُبعث من جديد. هو النظام الذي يعيد التعددية إلى مكانها الطبيعي، ويفتح المجال أمام مختلف التيارات والأحزاب والمستقلين ليكونوا جزءاً من صناعة القرار. النسبية تضمن أن كل صوت يُحسب، وكل فئة تجد من يمثلها، وكل رأي يُستمع إليه داخل البرلمان.
القائمة النسبية ليست مجرد آلية لتوزيع المقاعد، بل هي ضمانة للتمثيل العادل، ووسيلة حقيقية لتعزيز المساءلة السياسية، لأنها تخلق برلمانًا متنوعًا ومتوازنًا، لا يتحرك بإرادة كتلة واحدة، بل بتوافقات وتفاهمات تُبنى على النقاش والحوار، لا على الإملاء والانفراد.
إن إحياء الحياة البرلمانية يبدأ من تصحيح مسار النظام الانتخابي. العودة إلى القائمة النسبية ليست مجرد إصلاح شكلي، بل هي اللبنة الأولى في بناء ديمقراطية حقيقية يشعر فيها المواطن أن صوته له قيمة، وأن مشاركته تصنع الفارق، وأن البرلمان يمثله لا يستبعده.
لقد آن الأوان أن نعترف بأن التجربة الماضية لم تُنتج برلمانًا يعبر عن الشعب، بل عن ترتيبات مسبقة أضعفت الثقة في العمل السياسي برمته. اليوم، نحتاج قرارًا شجاعًا بإعادة الاعتبار للنظام النسبي، لأنه وحده الكفيل بإعادة الروح إلى جسد البرلمان المصري.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
إنضم الآن إلى #حزب_العدل
املئ الاستمارة من هنا
https://eladlparty.com/انضم-الي-الحزب
