الرئيسيةاوراق العدلالشرق الأوسط بعيون كامالا وترامب

الشرق الأوسط بعيون كامالا وترامب

إعداد مكتب العلاقات الخارجية بحزب العدل

في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تختلف مواقف المرشحين تجاه الشرق الأوسط، حيث ينصب اهتمامهم على قضايا حساسة مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، التوترات مع إيران، والتحالفات مع دول الخليج. هذه القضايا تعكس توجهات سياسة خارجية أوسع، حيث يسعى كل مرشح إلى تقديم استراتيجياته الخاصة لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة متقلبة تشكل تحديات ومصالح إستراتيجية للولايات المتحدة.

موقف كامالا هاريس والحزب الديمقراطى

تتبنى نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تقود حملة الحزب الديمقراطى، مقاربة تجمع بين الدعم القوي لإسرائيل والدعوة إلى حلول دبلوماسية تعزز الاستقرار في الشرق الأوسط. وتستمر الإدارة الحالية، التي تخوض الانتخابات تحت قيادة الرئيس بايدن، في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خاصة في ظل الصراع المستمر مع حماس في قطاع غزة. ومع ذلك، فإن الإدارة تسعى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الحماية الإنسانية جزء أساسي من استراتيجيتها.

بالإضافة إلى ذلك، تتبنى هاريس نهجاً يدعو إلى إعادة إعمار غزة عقب انتهاء الحرب، مع تعزيز دور السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بدلاً من حماس. في هذا السياق، أكدت على أهمية إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية في غزة بشكل يحد من النفوذ العسكري للحركات المتشددة ويشجع على الاستقرار. وأشارت هاريس إلى أن جهود إعادة الإعمار تتطلب دعمًا دوليًا وتعاوناً من الدول العربية المجاورة.

وفيما يخص إيران، تواصل الإدارة الديمقراطية اعتماد سياسة الضغط القصوى لمنع طهران من تطوير برنامج نووي. بينما يركز الديمقراطيون على العقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية، فإنهم أيضاً يدعمون اتفاقيات إقليمية تساهم في تقليص نفوذ إيران في المنطقة. وتشمل هذه الجهود محاولات دبلوماسية لإعادة بناء العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل، ما يعزز من محاولات السلام الإقليمي التي تسعى إليها الإدارة.

موقف دونالد ترامب والحزب الجمهورى

في المقابل، يعتمد دونالد ترامب، الذي يقود الحزب الجمهورى، نهجاً أكثر صرامة فيما يخص الصراع في الشرق الأوسط. يعتبر ترامب نفسه الداعم الأكبر لإسرائيل، مؤكداً أنه الرئيس الأمريكي الذي حقق لإسرائيل أكبر دعم تاريخي. ويشير ترامب إلى أن سياسته السابقة، التي شملت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، كانت ضرورية لتعزيز مكانة إسرائيل إقليميًا ودوليًا. ويركز ترامب في خطاباته على أهمية السماح لإسرائيل بإدارة الصراع في غزة دون تدخل أمريكي كبير، مشيرًا إلى أن هذا سيتيح لإسرائيل الرد بقوة أكبر على التهديدات من حماس وإيران.

فيما يتعلق بإيران، يتبنى ترامب سياسة مواجهة شديدة. يعتقد أن الضغط العسكري والعقوبات الشاملة هي الطريقة الأفضل للتصدي لنفوذ إيران في المنطقة. ويشير إلى استعداده لزيادة العقوبات الاقتصادية وحتى تنفيذ عمليات عسكرية محدودة إذا اقتضت الحاجة. كما يرى ترامب أن إدارة بايدن لم تتخذ مواقف صارمة بما فيه الكفاية، ويعتبر أن العودة للاتفاق النووي الإيراني ستكون خطوة كارثية. بالنسبة للقضية الفلسطينية، يبدو أن ترامب أكثر تحفظًا بشأن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، قائلاً إنه لن يدعم هذه الخطوة ما لم تتحقق ظروف خاصة تخدم المصالح الإسرائيلية في المقام الأول.

تأثير مواقف المرشحين على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

بناءً على مواقف كل من هاريس وترامب، من المتوقع أن تأخذ السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مسارات مختلفة تمامًا بحسب الفائز بالانتخابات. في حال استمرار الديمقراطيين، فمن المرجح أن تركز السياسة على التعاون مع الحلفاء التقليديين وتعزيز الدبلوماسية، إضافة إلى العمل على حل الدولتين كجزء من التهدئة في فلسطين وإسرائيل. أما في حال فوز ترامب، فمن المتوقع أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة أكثر حدة، مع تقليل تدخلاتها في النزاعات إلا عند الضرورة وترك الحلفاء يديرون الأزمات بأنفسهم.

بذلك، تعكس الانتخابات الأمريكية المقبلة توجهات مختلفة في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع القضايا الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط، سواء كان التركيز على البناء الدبلوماسي ودعم الاستقرار كما يفضل الديمقراطيون، أو اعتماد سياسة المواجهة والدعم غير المشروط للحلفاء الرئيسيين كما يتبنى الجمهوريون .

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#الانتخابات_الامريكية

قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة