الرئيسيةبياناتالبيان التأسيسي لحزب العدل

البيان التأسيسي لحزب العدل

أخطأوا قراءة التاريخ فراهنوا أننا قد انتهينا، وأحسنا قراءة التاريخ فكان يقيننا أن الشعوب أبدا لا تموت، كانوا يقولون لنا أننا لا نستطيع وأن الخوف سيظل حاجزا بيننا وبين الحرية، واحتملنا كثيرا ومضينا على الطريق نتحدى الخوف ونرفض اليأس، كان بداخلنا يقين بأننا نستطيع وبأن الأمل لا يموت. خرجنا بأحلامنا البسيطة التي استجاب لها الشعب فخرجت الثورة معبرة عن ملحمة مصرية حقيقية، أظهرت من الشعب أنبل ما فيه، وأظهرت تلاحم أطيافه، وجعلها أعظم ثورة إنسانية في التاريخ الحديث، أطلق الشباب الشرارة وصنع الشعب الثورة ليصبح كل المصريين أبطالا للتغيير والحرية.

أنجزت ثورة الخامس والعشرين من يناير الكثير، فقد أعادت القرار السياسي إلى إرادة الجماعة الوطنية المصرية، و نحن مؤسسو حزب العدل، مصريون، من جميع طوائف الشعب، نؤمن بأن نري مصر دولة تسود فيها العدالة والحرية، تنهض بأبنائها الأوفياء. مؤمنون بالمنهجية والتخصصية والعمل الجماعي، نقبل الاختلاف ونؤمن بأن الوطن مسؤولية الجميع لتستعيد مصر دورها الحضاري.

تشكلت لدينا نحن مؤسسو حزب العدل رؤية لنهضة هذا الوطن، تؤسس لتيار رئيسي مصري متجاوز للقوالب الأيديولوجية الجامدة، تيار يتصالح مع إطار محيطه الداخلي والخارجي في ظل استلهامه من تراثه وأصالته ومعضلاته الحاضرة، ويرسخ دولة المؤسسات المدنية في ظل تصالح مع الأديان ومؤسساتها، ويعمق التمكين واللامركزية بغير تفريط في وحدة الوطن، ويشجع الاستثمار المنتج للقطاع الخاص مع إيمان عميق بالدور الاجتماعي للدولة، ويوازن بين ضرورات الحاضر التنموية وآمال المستقبل في البحث والتطوير، ويقدم هذا كله في إطار رؤية تقوم بالأساس على ضمان توازنات بين مؤسسات الدولة المختلفة، تضمن قدرا من الفاعلية التنفيذية من دون أن يؤثر ذلك على صلاحيات السلطة التشريعية، وتضمن أن يتم هذا كله في إطار من استقلال القضاء، وفي ظل إيمان بدور القوات المسلحة في الحفاظ على تراب الوطن وأمنه الخارجي، ودور الشرطة المدنية في الحفاظ على الأمن الداخلي بغير إهدار لحقوق المواطنين السياسية والمدنية.  

إننا وإذ نعلن خروج حزب العدل للنور، فإننا نعرض على شعبنا رؤيتنا وبرنامجنا للانتقال الديمقراطي ولبناء دولة المؤسسات المعبرة عن إرادة الجماعة الوطنية المصرية، وندعو من يقتنع بها أن ينضم إلينا ليشاركنا الحلم في نهضة هذا البلد، وندخل الساحة السياسية بعقل وقلب مفتوح يتقبل النقد، ويسعد بالحوار، ويقبل التطور، ويستجيب لحاجات العصر، وندعو الله تعالى أن يكتب لهذا الوطن الخير والعزة والأمن والرخاء.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة