احمد العناني
سياسي وباحث في العلاقات الدولية
حرب الظل تطلق على الحروب الجزئية التى تتبناها أجهزة مخابرات الدول فهي لا تعلن ولا تكن معلنة فهي ليست كالحرب الشاملة التى يتم استخدام كافة القوات والعتاد والتسليح بشكل مباشر
تعتمد على العمليات التى تستطيع من خلالها أجهزة الدول ارسال رسالة تمهيدا لاندلاع حرب وصدام موسع شامل
منذ 2019 ومع وجود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي تبنى سياسة العصا الغليظة تجاة إيران بعد انسحابة من خطة العمل المشتركة
وقد لاقت اسرائيل ضالتها فى سياسة الرجل فأخذت الضوء الأخضر بالتنسيف من ادارت ترامب الجمهورية فى وجود صقور الإدارة الأمريكية بالبيت الأبيض لتوجية ضربات محدودة لإيران واذرع ايران فى المنطقة
ما دفع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو ومدير استخباراتة للتنسيق مع الجانب الأمريكي بهذا الشأن
فاستهلت اسرائيل كبح جماح قوة إيران النووية بتخريب بعض المنشآت النووية واستخدام الحروب السيبرانية لشل عمل المنظومة النووية الإلكترونية لطهران ومنها شل حركة العمل بمنشأة نطنز النووية والتى أصابها الشلل و الحركة داخل هذة المنشأة النووية ذات الأهمية العالية فى تخصيب اليورانيوم وذلك للضغط على إيران بعدم توسيع برنامجها النووى الذيقظ يسهم لامتلاك سلاح نووي
لم تقف تل أبيب عن تخريب منشأة نووية فقط فقد وسعت ضرباتها لمواقع تمركز قوات ايرانية فى الداخل السوري فى البوكمال من الحرس الثوري وفيلق القدس وبعض مليشيات شيعية بمحيط مطار دمشق الدولي وجنوب سوريا وايضا على الحدود السورية العراقية
كل هذة العمليات لم تعلن عنها اسرائيل متبعة سياسة حرب الظل ولكن هى رسالة لإيران أن اسرائيل تعمل على تقويض التواجد الإيراني فى سوريا بالقرب من الجولان وأماكن تعتبرها اسرائيل استراتجية
فى المقابل قامت ايران بتحصين قواعدها واستراتيجية الخداع بتغير اماكن تمركز القوات الإيرانية ومليشاتها داخل سوريا وتزويدها بالطائرات المسيرة
علاوة على نجاح الحرس الثوري الإيراني فى التغلب على ما يطلق عنة حرب الناقلات فى استهداف سفن تجارية مملوكة لشركات اسرائيلة ترفع اعلان بنما وغيرها من الدول فى بحر العرب ومضيق هرمز والبحر الأحمر عن طريق جماعة الحوثي
ما كان بمثابة صدمة للجانب الإسرائيلي نتيجة تطور العمل العسكري الإيراني الذي يستخدم زوارق متطورة تحمل صواريخ مضادة للسفن
وايضا تطوير ترسانتها العسكرية والجوية الذي عمل عليها قائد قوات الجو فى الحرس الثوري الإيراني والذي طورت إيران من خلالها الطائرات بدون طيار أو مايطلق عنها الطائرات المسيرة
لقد استهدفت ايران أكثر من مرة سفن تجارية مملكة لأشخاص وشركات اسرائيلة
لم تقف إيران عند هذا الحد فقامت بتسليح حزب الله اللبناني الجبهة الجنوبية التى تتخوف منها اسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ متوسطة المدى
ووسعت نطاق حصارها لاسرائيل بتزويد فصائل فلسطينية وعلى رأسها حماس بتكنولوجيا صواريخ مطورة وهذا ما اظهرتة بعض الفصائل فى حرب اسرائيل غزة الأخيرة وإرسال عدد كبير من الصواريخ التى وصل مداها إلى تل أبيب العاصمة ومدينة حيفا واسدود فى إشارة لاسرائيل مفادها فى حال حدوث حرب كاملة مع إيران فلن تحارب اسرائيل ايران فقط بل حزب الله فى لبنان الفصائل فى غزة ومليشيات ايران فى العراق التى تعمل دائما على استهداف المنطقة الخضراء التى تتواجد بها السفارة الامريكية خليفة اسرائيل الى جانب الحوثي بالبحر الاحمر ومليشيات ايرانية وسورية وغراقية داخل سوريا بالقرب من الجولان
يبدو أن إسرائيل ومع وجود حكومة يمينية متطرفة تشارك فيها أحزاب صهيونية دينية التى تتبني سياسة حرب مفتوحة مع إيران لتقويض إيران إقليميا ونووبا
وفى المقابل إيران مع وجود إدارة يمينية محافظة ممثلة فى ابراهيم رئيسي وحرسة الثوري وفيلق القدس ذراع ايران العسكري الاقليمي فى المنطقة لن تصمت أو تنتظر طهران فى انتقال حرب اسرائيل من الظل إلى الحرب الشاملة
وبالتالي الأمور ستمتد لحرب موسعة شاملة بها أطراف إقليمية ودولية متشابكة لننتقل من حروب الظل الغير معلنة لحروب مباشرة .