الرئيسيةمقالات العدلإلى متى ستتناسى الحكومة مواطنيها؟.. عن أصحاب المعاشات أتحدث

إلى متى ستتناسى الحكومة مواطنيها؟.. عن أصحاب المعاشات أتحدث

يوساب سعدي| يكتب:

إلى متى ستتناسى الحكومة مواطنيها؟.. عن أصحاب

المعاشات أتحدث

في خضم الأزمة الاقتصادية المتصاعدة والتقارير الحكومية المتتالية، تختفي قصص إنسانية مؤلمة لأصحاب المعاشات في مصر، فما بين ارتفاع الأسعار وتراجع القيمة الشرائية للنقود، يعيش هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن، على حافة الهاوية.

كما أنني أشعر بالصدمة والدهشة عندما أفكر بهم، سواء أكانوا أجدادًا أو آباءً أو أمهات، فهم الذين يحملون على عاتقهم حملًا لا يتحمله أحد غيرهم، ففي ظل تصاعد معدلات التضخم وتدني قيمة المعاشات يعاني أصحاب المعاشات في مصر، خاصةً من الطبقة المتوسطة وما تحتها، من أزمة اقتصادية خانقة.

ومنذ أكثر من عامين انتقد الرئيس عبدالفتاح السيسي الفقر والأوضاع الاقتصادية وتحدياتها وقال متأثرًا: “إن أقل من 10,000 جنيه مصاريف للفرد شهريًا ميقدرش يعيش”، وذلك عندما كانت نسبة التضخم السنوي في عام 2022 حوالي 13.9% وليس كما هو الحال الآن، إذ ارتفعت نسبة التضخم السنوي في مصر في عام 2024 لحوالي 30% وتلك النسبة متغيرة فيزداد التضخم يومًا بعد يوم.

هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات بأنواعها وفواتير الكهرباء وزيادة أسعار القطارات وتذاكر المترو، علاوة على الزيادة اليومية في أسعار السلع الغذائية التي لا نستطيع أن نحفظها من كثرة تغيرها، ولو أضفت عشرات السطور لا أستطيع أن أصف حجم المعاناة التي يعيشها أصحاب المعاشات، وخاصة أصحاب الطبقة المتوسطة منهم.

وأضف إلى ذلك أن الحد الأدنى للمعاشات في مصر هو 1300 جنيه أي أقل بـ8700 جنيه عن المبلغ الذي ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولو اعتبرنا أن رب الأسرة الذي لا حول له ولا قوة كان على الدرجة الأولى أو الثانية فإنه يتقاضى في حدود الـ3000 جنيه، ربما أقل أو أكثر بقليل، وليس كما قال الرئيس أقل من 10,000 جنيه ما يقدرش يعيش، فكيف لهذا الإنسان أن يكفي بيتًا من مصاريف وتعليم ودواء وكساء وطعام ومصروفات وغيرها من التكاليف المرتفعة بمرتب يعادل وجبة عشاء في مدينة العلمين أو غيرها من المدن الساحلية.

بالإضافة إلى أنه لو لا قدر الله اُبتلي رب الأسرة بمرض ما سواء هو أو زوجته أو أحد أولاده فماذا يحدث؟ هل ينفق القليل الذي يتقاضاه شهريًا علي الأطباء والأدوية؟ الذي ارتفع البعض منها لأكثر من 300% أم سيصرفها في الطعام والشراب، فالحكومة لم تترك له إلا حلًا من إثنين، إما أن يموت جوعًا أو يموت من المرض.

وفي النهاية تواجه الحكومة المصرية تحديًا كبيرًا في إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة، وتخفيف العبء عن كاهل أصحاب المعاشات الذين يعانون في صمت، فهل ستتمكن الحكومة من إيجاد مخرج لهذه الأزمة، معتبرة أن أصحاب المعاشات هم أيضًا أصحاب هذا الوطن، وللوطن تجاههم واجب، أم ستستمر معاناة أصحاب المعاشات في التفاقم؟

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة