ما يحدث في السودان ليس بعيدا عنا
ليس لأنهم جيران حدود بل لأنهم أهل دمهم من دمنا ولون نيلهم من نيلنا.
ومن يتألمون هناك يتألم معهم أهلنا في الصعيد — من أسوان إلى قنا وسوهاج — الذين كانت تجارتهم وحياتهم اليومية تسير على خط الجنوب ذلك الخط الذي يجمعنا ولا يفصلنا.
اليوم الطرق التي كانت عامرة بالحركة والخير صارت ساكنة.
تجارة الجمال في دراو توقفت، وصناعة النسيج في نقادة تراجعت، والأسواق التي كانت تعيش منها آلاف الأسر أصبحت شبه خالية.
تأثر كثير من الناس: تجار، وسائقون، وحرفيون، وعائلات كاملة كانت تعتمد على حركة التجارة بيننا وبين السودان.
قد تبدو هذه الأرقام صغيرة في ميزان الاقتصاد الدولي،
لكنها في ميزان الإنسان تمثل حياة كاملة لبعض مدن الجنوب، وتمثل رزقا كريما لأناس كافحوا وارتبطت معيشتهم بخط النيل الممتد بيننا وبين أشقائنا في السودان.
وحين نتحدث اليوم، فنحن لا نتحدث عن “اقتصاد” فقط،
بل عن ضمير، وعن أخوة، وعن عروبة حقيقية لا ترفع بالشعارات بل تترجم بالفعل.
فكما وجعنا ما أصاب غزة وكما تألمنا لما جرى في سوريا وليبيا، وكنا سندا لهم في أزماتهم، فإن الوجع نفسه يجب أن نشعر به اليوم تجاه أهلنا في السودان، لأن وجعهم هو وجعنا، ولأن ما يجري هناك يسمع صداه في قلوب ناسنا في الصعيد كل يوم.
نحن نثق في الدولة المصرية، وفي حكمة قيادتها، وفي سعيها الجاد لحماية حدودنا وتأمين عمقنا الجنوبي،
لكن علينا أن نتذكر دائما أن هذه الحدود ليست مجرد تراب، بل هي وجوه ناسنا، وعرقهم، وتعبهم، وامتدادهم الإنساني.
كل مرة نشعر بهم، ونتحدث عنهم، ونسعى للتخفيف عنهم،فإننا لا نصنع معروفا في غيرنا، بل نصنع معروفا في أنفسنا وفي عروبتنا وفي إنسانيتنا.
#حزب_العدل#العدل_هو_الأمل#صوت_الطبقة_المتوسطة



