إن التهديدات الأمنية التي تهدد الأمن في جنوب البحر الأحمر ومطالبات شركات الشحن العالمية مثل مريسيك، بتحويل المسار عن طريق قناة سويس والبحر الأحمر عبر باب المندب ليتجهوا إلى الطريق القديم حول أفريقيا، مما يؤثر على ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين ويهدد سلاسل الإمداد العالمية بين الشرق والغرب، وبينما على الجانب الآخر كانت تحتفل قناة السويس باقترابها من تحقيق عائد سنوي يقدر بحوالي ١٠ مليارات دولارات في العام المالي 2022/2023، في وقت تحاول الدولة زيادة كافة مصادر الدخل الأجنبي وسط أزمة داخلية تمتثل في صعوبة توافر الدولار.
أصبحت اليوم تلك الإيرادات مهددة بالانخفاض في ظل العدوان على غزة وما يحدث في جنوب البحر الأحمر، مما يجعل مصر تحت ضغط شديد على كافة الحدود الاستراتيجية، وتسعى لفرض أمنها القومي في المنطقة من أجل تخفيف العبء الاقتصادي، التي سوف تواجهه في حال استمرت الحرب لمدة ست أشهر قادمة، وستتعرض مصر لضربة اقتصادية أشد وطئًا من ضربتي الحرب على فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مجتمعين، فاليوم أكبر مصدرين للدخل الأجنبي مهددين بالانهيار فالمؤشرات السياحة في سيناء والبحر الأحمر يتراجعا بعد أن شهدنا تحسنًا مسبوقًا في الآونة الأخير، كذلك الأمر في مؤشرات قناة السويس في ظل توترات عالمية وسط الشركات الشحن العالمية ومخاوف من عبور قناة السويس، كلاهما مؤشرات اقتصادية تؤثران بالسلب على اقتصاد هو يعاني أصًلا من أزمة اقتصادية خانقة منذ بداية العام.
فإن قناة السويس التي تعمل ليلًا بنهار من أجل تطوير المجرى الملاحي الأهم في العالم بعد قناة بنما، فبينما تعاني الأخيرة من جفاف في القناة مما زاد تعقيد الحركة بين الشرق والغرب الولايات المتحدة وتأثر بالسلب على أسعار الشحن واستغراقهم وقت طويل من أجل العبور، كل ذلك جعل الأنظار تتجه إلى قناة السويس كالسبيل الوحيد لربط الشرق بالغرب لكننا نأمل أن ذلك لا يذهب مهب الريح بعد ظهور تحذيرات من المرور بقناة السويس خاصة والبحر الأحمر عامة، كذلك تأكيد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس يوم 17/12/2023 أنه هناك 55 سفينة حولت طريقها إلى مسار رأس الرجاء الصالح من أصل 2128 سفينة عبرت قناة السويس منذ 19 من نوفمبر.