قال محمد شاهين إنه كثيرا ما يدور النقاش حول إشكالية الهوية الوطنية وسؤالها، وإني اعتقد أن سؤال الهوية هو سؤال طبيعي كما أنه سؤال الضرورة، هو سؤال طبيعي لأن الهوية تتمخض عن عملية تاريخية طويلة ومعقدة ومصر تمتلك أطول تاريخ ممتد لأكثر من 7000 عام، وهو سؤال الضرورة لأن كل محطة تاريخية مرت بها مصر خلال تاريخها تركت بصمتها في الشخصية المصرية فلا ننسي أن مصر قد غيرت دينها ولغتها أكثر من مرة رغم أن طابع شخصيتنا المصرية ظل أصيلاً دون تغيير.
جاء ذلك في جلسة نقاشية حول الصناعات الثقافية ضمن المحور المجتمعي، ضمن جلسات الحوار الوطني المستمرة ممثلا عن حزب العدل.
وتابع شاهين قائلا إن اتفقتم معي أو لم نتفق على أن سؤال الهوية هو سؤال طبيعي، وسؤال الضرورة فلابد أن نتفق على أنه سؤال الواجب في هذا الظرف الدولي الحالي الذي لم نكد نخلص من ارهاصات وتهديدات العولمة الثقافية التي سعت إلى صياغة ثقافة كونية شاملة هادفة وإلى فرض قيم غربية على الجميع وتفريغ المجتمعات من رصيدها وتراثها الفكري، حتى تبتعد عن أصالتها وبالتالي يسهل اقتلاعها والتحكم فيها.
وأكد ممثل حزب العدل إننا شهدنا علامات ولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، تمارس فيه أقطابه المتعددة فرض سيطرتها بنشر ثقافتها عن طريق تدفق رسائلها الاعلامية والثقافية عبر ما تملكه من وسائل اعلام وإنتاج فني كإحدى صور القوة وإن كانت ناعمة، ونحن نتناقش في اطار الثقافة والهوية الوطنية توقفت كثيرا أمام عنوان الجلسة عن دور الفن بين الواقع والمأمول، لأن العنوان يناقش نظريتي تفسير الفن كون أن الفن اما أنه تجسيد للواقع أو أنه يبني ويثري شخصية المتلقي ليصل به الي مأمول.
وأضاف محمد شاهين قائلا أنه من الأفضل أن نناقش الفن بين الواقع والمفروض، فواقع الأمر حاليا أن الفن سواء في الدراما أو السينما ناهيك عن غياب تام للمسرح لا يعبر تعبيرا دقيقا عن واقع وطموحات الشريحة الأكبر من المجتمع وتاه بعيدا عن المأمول، فالصناعات الثقافية في السينما والدراما في الفترة الأخيرة مقصورة علي الرواية الرسمية للدولة نتيجة تأميم وحصر منصات الإبداع الفني، ولم تكن الصورة المنتجة معبرة بالقدر الكافي الذي يمنع نفور المشاهد عنها واتجاهه للدراما المستوردة.
واستمر قائلا إنه على رغم أن أهمية الدراما تكمن في تعبيرها عن الفئات المختلفة، إلا انها الآن تساعد في عزل الناس عن الواقع وتقدم مخدرات تساهم في تغييب الناس، ولا تعبر عن واقعهم أو أحلامهم فصورة الطبقة المتوسطة التي تم تصديرها على أنها سكان الكومباوندز لا تعبر عن الطبقة المتوسطة كما أن قصة الحي الشعبي بريئة من البلطجة والمخدرات والدعارة وزحام التكاتك، والريف المصري في الدلتا والصعيد الذي كان ولازال مصدر لعدد كبير من عظماء مصر وعلمائها ليس مصدراً للجهل والخرافة كما يتم تصويره بل ان الأمر تجاوز ذلك الي تنميط اهل الصعيد في بعض الاعمال الفنية على انهم اما تجار سلاح او مخدرات أو تجار اثار وهو أمر غير مقبول ولا يمت للواقع بصلة كما أن طريق الثراء ليس سريعا وتحقيقه يحتاج الي الجهد والعمل وليس اللعبة.
واختتم محمد شاهين توصياته بأنه :-
– لابد من وجود تعريف دقيق و قانوني قاطع لقيم الاسرة المصرية لأنها جملة فضفاضة تحتاج لرسم حدود واضحة لتمييز التجاوز عن الالتزام ولترسيم مساحة وفضاء الابداع التي يمكن الحركة فيها.
– تعزيز دور النقابات الفنية وتأسيس مفوضية أو مجلس للفنون ويكون ضمن صلاحياته الرقابة الفنية.
– اتجاه الدولة لزيادة انتاج محتوي فني عبر مختلف المنصات للأطفال وذلك لتعزيز الثقافة والهوية الوطنية عند النشئ ومواجهة تطبيع القيم الغربية الذي يفرض علي اطفالنا مثل ثقافة مجتمع الميم علي سبيل المثال وليس الحصر.
واتاحة المجال لزيادة شركات الانتاج والتوزيع الفني دعم التنوع وزيادة الانتاج الفني.
– بناء علي نص الدستور المصري في المادة 67 يجب اطلاق حرية الابداع الفني وإلغاء كل القوانيين التى تؤدي للحبس في قضايا نشر المحتوى الفني بكل صوره و اشكاله.
تخصيص يوم احتفال وطني تحت رعاية مؤسسة الرئاسة يكرم فيه الأفضل في كل المجالات او القطاعات كالصحة والتعليم والهندسة والفنون وغيرها علي مستوي محافظات مصر وذلك لخلق قدوة حية ملموسة.
حزب_العدل #الحوار_الوطني#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل#رأي_العدل