محمد الشراكي |يكتب..
ماذا نريد من وزير الاتصالات المُكلف من جديد؟
يعيش العالم اليوم ثورة حقيقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولم يعد بإمكان أي دولة تتطلع إلى الإنجاز والتطوير بهدف تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة أن تحقق ذلك دون أن يكون هذا القطاع أحد ركائزها الأساسية (رؤية مصر 2030).
مع تجديد الثقة في وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، تتجدد التطلعات والطموحات لدى المواطنين. هذا القطاع الحيوي يلعب دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات والفرص التي يواجهها الوزير المُكلف تتزايد مع تقدم التكنولوجيا. إليكم بعض النقاط التي نأمل أن يعمل عليها:
*تحسين البنية التحتية
تحديث البنية التحتية للاتصالات لمواكبة التطورات التقنية أصبح ضرورة. نأمل أن يواصل الوزير المُكلف جهوده في تطوير الشبكات وتوسيع نطاق التغطية ليشمل جميع المناطق، خاصة النائية منها،لقد تأخرنا كثيراً في تطبيق الجيل الخامس من الشبكات (5G).
*تقديم خدمات بجودة عالية
ينبغي أن تظل جودة الخدمة المقدمة للمستخدمين في مقدمة الأولويات. نريد رؤية خطط مستدامة لتحسين سرعة الإنترنت وتقليل الانقطاعات. التنسيق المستمر مع الشركات المزودة للخدمات لتحقيق ذلك سيكون ضرورياً. ومن الجدير بالذكر هنا ضرورة الاستماع إلى الحملات التي تنادي بالإنترنت غير المحدود كما هو موجود في كل دول العالم المتقدم.
*دعم الابتكار والتكنولوجيا
يجب أن يستمر الوزير في تعزيز بيئة الابتكار في قطاع الاتصالات. تقديم التسهيلات للشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة التي تقدم حلولاً تقنية مبتكرة، وتحفيز البحث والتطوير، سيظل محورياً لدفع عجلة التقدم.
*تعزيز الأمان الرقمي
الأمان الرقمي يمثل هاجساً كبيراً. التهديدات الرقمية تتنوع بين هجمات القرصنة، والبرمجيات الخبيثة، والاحتيال الإلكتروني، والتجسس الرقمي. نتطلع إلى استمرار الجهود في وضع سياسات وإجراءات تحمي بيانات المستخدمين وتحافظ على خصوصيتهم. يجب أن يشمل ذلك تطبيق تقنيات التشفير المتقدمة، والتدريب المستمر للكوادر البشرية على كيفية التعامل مع التهديدات الأمنية. كذلك، توعية المستخدمين حول كيفية حماية أنفسهم من التهديدات الرقمية يجب أن تستمر من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية متخصصة.
*تعزيز الحوكمة
الحوكمة الرشيدة في قطاع الاتصالات تضمن الشفافية والمساءلة في إدارة المشاريع والموارد. نأمل أن يستمر الوزير في تطوير آليات حوكمة قوية تشمل متابعة تنفيذ المشاريع وضمان استخدام الموارد بكفاءة. كذلك، يجب أن تُعزز هذه الآليات من خلال إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في عمليات اتخاذ القرار.
*التحول الرقمي
يجب أن يكون تطوير الخدمات الرقمية على رأس أولويات الوزير. من الضروري تسريع وتيرة التحول في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لتحسين الكفاءة وتقليل البيروقراطية التي نعاني منها في مختلف الجهات الحكومية. يجب استهداف قطاعات رئيسية مثل الصحة، التعليم، الزراعة، والخدمات الحكومية.
يتطلب هذا توفير البنية التحتية اللازمة وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في هذا المجال. من السياسات التي يمكن أن تدعم هذا التطوير: تقديم حوافز للشركات التي تتبنى الحلول التقنية، دعم برامج التدريب والتعليم لتأهيل العاملين، وتسهيل الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة. تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في تقديم الخدمات العامة سيسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية.
الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
ينبغي تشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كونه محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي. يجب وضع سياسات تدعم جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتقديم حوافز للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء صناديق استثمارية خاصة لدعم المشاريع الريادية والمبتكرة في هذا المجال.
*وضع خطط قصيرة وطويلة الأمد
يجب على الوزير المُكلف وضع خطط استراتيجية معلنه تشمل الأهداف على المدى القصير والطويل. هذه الخطط يجب أن تتضمن رؤية واضحة للنهوض بالقطاع وتطويره بما يتماشى مع التطورات العالمية. تحقيق الأهداف القصيرة الأمد سيكون الخطوة الأولى نحو بناء أسس قوية للنجاحات المستقبلية.
*وضع مؤشرات للقياس
لتقييم التقدم المحرز وتحقيق الأهداف، يجب وضع مؤشرات قياس واضحة وشفافة. هذه المؤشرات ستساعد في متابعة الأداء وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين. كما ستسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تقديم تقارير دورية توضح مدى التقدم.
*التواصل مع المواطنين
يجب أن يظل الوزير المُكلف قريباً من المواطنين، يستمع إلى مشكلاتهم ويعمل على حلها. التواصل المفتوح والمباشر مع الجمهور يمكن أن يعزز الثقة والرضا عن الأداء الحكومي.
في الختام، نحن متفائلون بإعادة تكليف الوزير السابق ونعلم جيداً حجم الإنجازات والتطورات التي تمت في هذه الوزارة، ولكننا كالعادة نسعى لمزيد من الإنجازات ومزيد من التقدم لنكون في مصاف الدول الرائدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ونتمنى للسيد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التوفيق في مهامه.
م/ محمد عيد الشراكى أمين مساعد التدريب المركزي