سيناء أرض الفيروز ،مهد الحضارات والأديان ،بارك أرضها سيدنا الخليل ابراهيم أبو الأنبياء وتزوج من سيدتنا هاجر المصرية ،مر على ثراها سيدنا يعقوب وأولادة الأسباط فى رحلتة الى يوسف الصديق، ومر عليها يوسف الصغير بعد ان أنقذ من الجب وبيع الى عزيز مصر، وسيدنا موسى فى رحلتة فى الخروج من مصر، والتيه لبنى اسرائيل كان على أرضها .
ومر عليها سيدنا عيسى وسيدتنا مريم العذراء الطاهرة البتول ويوسف النجار فى رحلتهم المقدسة من فلسطين الى مصر، فسيناء ارض طيبة مباركة شرفت بذكرها فى كتاب الله القرآن الكريم .
كان لسيناء مكانة تاريخية واستراتيجية طوال العصور من عهد الفراعنة واليونان والرومان والعرب الى وقتنا الحالى، فهى همزة الوصل بين أسيا وافريقيا وطريق الحج القديم .
أرضها رويت بدماء شهدائنا الأبرار، فى صراع طويل على أرضها فى صد العدوان الثلاثى 1956 وحرب النكسة فى 1967 ،وحرب الإستنزاف حتى كانت حرب أكتوبر المجيدة وكان النصر الذى أعاد الأرض المسلوبة بعد معركة مازالت تدرس تفاصيلها فى كل الأكاديميات العسكرية .
وقام الرئيس السادات 1979 بإبرام معاهدة كامب ديفيد ووضع خطة الإنسحاب للعدو الإسرائيلى من أرضنا الطاهرة والذى تم على مراحلة طبقا للمعاهدة، وفى عام 1982 تم رفع العلم المصرى يوم 25 ابريل بعودة كامل الارض ماعدا طابا التى لم نفرط فى شبر من ترابنا وبعد معركة دبلوماسية طويلة ومريرة مع العدو تم استرداد طابا فى 15 مارس 1989 وعادت كامل الأرض بدون ان نفرط فى ذرة من أرضنا التى رويت بدماء أبنائها.
لاشك أن سيناء أهملت طوال العقود السابقة، وان خطط التنمية الحقيقية لم تتم الا فى عهد جمهوريتنا الجديدة وتحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى .
وكانت اول خطط التنمية هى تطهير سيناء من العناصر الإرهابية التى سكنت فيها أبان حكم الجماعة المحظورة .
قامت القوات المسلحة والشرطة المصرية بمعركة لا تقل بسالة عن معركة التحرير لتطهير الأرض من براثن الإرهاب، ومعهم أهالينا فى سيناء الحبيبة فكل التحية لهم جميعا على ما بذلوه من أرواحهم الطاهرة، ودماء فى حماية أرض مباركة رويت بدماء أبائنا وأجدادنا وأبنائنا فكانوا درعا وسيف لصونها وحمايتها .
وفى اطار العملية سيناء الشاملة كانت هناك عمليات التنمية والتعمير تدب فى كل أرجاء سيناء .
ولا تكفى صفحات هذا المقال على سردها ولابد أن تعرف الأجيال كيف كنا وكيف أصبحنا ؟
فقد اهتمت القيادة السياسية برعاية أسر الشهداء والمصابيين ودعمهم ومساندتهم وتوظيفهم وصرف التعويضات لهم .
كذلك تكاتف رجال أعمال وشيوخ وقبائل سيناء للدولة فى عملية البناء ومشاركتهم فى مبادرة حياة كريمة لتغير الواقع ورد الجميل لأهاليهم بمساندتهم ومساعدتهم .
قيام الدولة بتخصيص ميزانية كبرى فاقت 700 مليار جنية لإعادة التطوير والبناء واقامة مشروعات فى كافة المجالات لتدب الحياة على أرض الفيروز .
تطوير بحيرة البردويل أهم مصدر للثروة السمكية فى سيناء وانشاء قرى للصيادين ومشروعات تكاملية لهم ورعايتهم مادينا ومعنويا وفنيا .
وتطوير ميناء العريش البحرى وانشاء منطقة خدمات لوجيستية .
توفير مياة الشرب لأهالينا وتلك كانت مشكلة كبرى واجهتها انا شخصيا أثناء اقامتى بالعريش فتم انشاء عدة محطات تحلية مياة البحر وكذلك انشاء محطة مياة القسيمة بوسط سيناء وكذلك خزانات المياة .
كذلك انشاء محطات المعالجة لمياة الصرف الصحى لاستغلالها فى الزراعة والعمل ان تكون سيناء سلة الغذاء لمصر وانطلق اكبر مشروع زراعى بعد انشاء محطة بحر البقر لمعالجة المياة أكبر محطة معالجة فى الشرق الأوسط ،وبدانا فى استزراع 221 الف فدان وتجهيز عوامل البنية التحية لنجاح المشروع من اجمالى 600 الف فدان مستهدفة للزراعة. وزراعة 100الف فدان وريها عبر سحارة سرابيوم.
هناك طفرة تشهدها أرض شمال سيناء فى الإسكان الإجتماعى بانشاء مدن جديدة مدينة العريش الجديدة ورفح وبئر العبد ونخل والحسنة وكذلك انشاء عدد من المساكن البدوية ،وفى نفس الإطار يتم تطوير المدينة كلها وتطوير الميادين وعملية التشجير وانشاء شبكة من الطرق والكبارى وتوصيل خطوط الكهرباء والمياة والصرف الصحى واعادة تهيئة البنية التحتية لتواكب جمهوريتنا الجديدة وترضى أهالينا الذى عانوا كثيرا .
فتم انشاء محطات الكهرباء واقامة الوحدات الصحية وتطوير المنظومة الصحية ورفع كفاءة المستشفيات وانشاء مخزن للأدوية .وانشاء جامعة العريش التى تخدم كل مشاريع التنمية كجامعة حكومية وانفصالها عن جامعة قناة السويس لتخدم اهالى سيناء وانشاء عدد من الكليات العلمية والنظرية وكذلك المدن الجامعية لتكون صرح تعليمى كبير يخدم اهالي المحافظة .
وتتحرك كل مؤسسات الدولة بخطى سريعة لإعادة الحياة لتدب فى كل أركان سيناء بانشاء المدارس والمعاهد الأزهرية وقصور الثقافة ومراكز الشباب وانشاء المجمعات الصناعية والمولات التجارية والمحلات والاهتمام الرئاسى بالحرف اليدوية السيناوية ورأينا ذلك الاهتمام اثناء مؤتمر الشباب العالمى بشرم الشيخ.
فالدولة لم تبخل فى ظل خطتها للتنمية المستدامة وبرنامج حياة كريمة فى استمرار عملية التطوير والبناء الشاملة وتهدف الى مشرعات تنموية تعود بالنفع الى مصر كلها فربطت سيناء بعدة أنفاق جديدة ليسهل الوصول الى أرض الفيروز وتجذب استثمارات جديدة وخصوصا قطاع السياحة الذى يسهم بجزء كبير من اقتصاد مصرنا الحبيبة .
وزاد من سعادتى يوم 18 ابريل ونحن فى الشهر الفضيل وعلى امتداد اكثر من 5 كم تقام مأدبة افطار جماعى لأهلينا من سيناء لترسل رسالة أن ارضنا أمنه قد اجتثت جذور الشياطين الإرهابيين من ثرها العطر، وان كل خطط التنمية لن تتوقف فشكرا لكل مصرى أصيل آمن ودافع وعمر وبنى فى ارض الفيروز وكل مصر.
لنا ان نشعر بالفخر والإمتنان لكل ذرة دماء رويت تراب تلك الأرض الطيبة ونعاهد الله على الحفاظ على كل ذرة تراب من أرضنا وان نحول تلك الرمال الصفراء الى خضراء يانعة بكل مشاريع تعود بالنفع على مصر كلها .
فصباح الخير على سيناء وعلى أهلها المرابطين وعلى درعها وسيفها وعمالها وكل بناء فى ارضها
صباح الخير ياسينا
#حزب_العدل