أصبحنا على بعد خطوات من بداية جلسات الحوار الوطنى، بعد أن تم اختيار مقرري اللجان ومساعديهم.
أتمنى أن يكون هناك حوار حقيقى، وموضوعي ومنطقي، وليس لاستعراض العضلات أو التأنيب عن قرارات خاطئة، أوتسويف قرارات ناجحة.
الوطن يعاني والجميع يعلم مدى تحمل المواطنيين فاتورة الإصلاح، لذا يجب علينا إنصاف المواطن والوطن.
لقد بدأت بإنصاف المواطن لأنه هو من يتحمل كل التبعات، ولو وجد الإنصاف والإنصات لآلامه وآماله سيجد ويجتهد وتتغير طموحاتة لوطنه.
المواطن يريد الحياة الكريمة، والصحة، والتعليم، وهما الأولوية الأهم فى معادلة حياته.
غالبية المواطنيين ليس لهم اهتمامات سياسية، ولا حزبية لينشغل بالدستور وطريقة نظام الحكم ولا حتى الانتخابات. قد تكون الأحزاب مقصرة في التوسع والانتشار، وذلك لأسباب معلومة لدى مجتمع السياسيين لا داعي لسردها.
ولكن هم اليوم عليهم عبأ كبير لأنهم سيتحدثون بلسان المواطنيين ويعبرون على أحلامهم ومعاناتهم.
عندما تحاورنا مع بعض المواطنيين لنعرف ماذا يريدون، تنوعت الإجابات بشكل شخصي، فليس لديهم حلم جماعي لتحقيقه، وتلك خطيئة كبرى فمنهم من يريد وظيفة لابنه أو شقة أو زيادة المرتب وضبط الأسعار وتطوير منطقتهم العشوائية وتلك إجابة بالنسبة لي وخصوصًا الأخيرة كانت مفاجئة.
طموحات المصريين بسيطة ولكن أحلامنا إلى بلدنا كبيرة وعظيمة، وحتى نحقق تلك الآمال علينا أن نكون جراحين مهرة لمعالجة كل القصور والوهن الذي يصيب الجسد المصري، وأن يتكاتف الجميع ويتحمل مسئوليته، فكل مواطن له دور وعليه واجب حتى وإن ضنت عليه الظروف، فكل الشعب هو جسد الوطن وإن أردنا أن يبرأ، فعلينا أن نعالج هذا الجسد، وأن نعترف بكل خطايانا ونسعى لتصحيحها.
نعم لدينا قصور في التعليم والصحة والوعي والاقتصاد والثقافة والزراعة والأسرة، نعم لدينا قصور تجاه كل شيء، وفي كل شيء برغم براعة الموقع والمكان والمكانة والإمكانيات والموارد والثروة البشرية والطبيعية نعم لدينا قصور.
لذا بداية العلاج هي الاعتراف بالمرض والقصور والتصالح مع النفس لتقبل مرارة العلاج من أجل مستقبل أفضل.
وأتمنى من المتحاورين أن يصدقوا مع أنفسهم ومع من يتحدثون نيابة عنهم وأن يدافعوا عن حقوقهم.
أن تكون هناك أولويات محددة وواضحة للمرحلة القادمة، وخصوصا في مجال الاستثمار والتصنيع وتوفير بيئة مناسبة وصحية لزيادة فرص الاستثمار، وأتمنى من المجلس الاستشاري الاقتصادي المشكل منذ أيام، أن يزيل كل العوائق أمام المستثمرين والمصنعيين والمستوردين.
وأن المؤتمر الاقتصادي المزمع انعقاده آخر الشهر الحالى يكون روشتة للعلاج أيضا والأخذ بما يتضمنه من توصيات ويكون هناك جدية في تنفيذها.
كما أتمنى أن تكون توصيات المؤتمر العالمي الذي أعلنه منذ أكثر من شهر د مدبولي دخلت حيز التنفيذ.
ليعلم أولو الأمر نحن جاهزين لتنفيذ أي مهام فيها رفعة الوطن وتغيير حياة المواطنين.
الجسد المريض أيها السادة تكلم بمعاناتة وعليكم الأن كتابة روشتة العلاج الحقيقي لم نعد نرغب في مسكنات، سنتحمل مرارة العلاج بقلوب راضية ونفسا أبية راضية لكن كفانا مسكنات، ما نحتاج علاج كامل وكلي فنحن نستحق لأننا مصريين أرض الحضارة والتاريخ. فدعونا نتقدم لنكون في الصدارة فهذا حقنا من أجل مستقبل نراه قريبا أفضل.