الرئيسيةمقالات العدلعبدالعني الحايسعبدالغني الحايس يكتب: أزمة الطبقة الوسطى

عبدالغني الحايس يكتب: أزمة الطبقة الوسطى

الطبقة الوسطى هى صمام أمان المجتمع، ورمانه ميزانه، يطلق عليها أصحاب الياقات البيضاء كما عرفها رايت ميلز.

وبمعنى أخر من ينتمي إلى الطبقة الوسطى كل من يستطيع تلبية كل متطلباته الأساسية بسبب الدخل المستقر ولا يقع فى دائرة الفقر.

لكن من المؤسف انها تعاني الأن أشد المعاناة، وتحاول جاهدة عدم الوقوع فى خطر الفقر، والسقوط بين أنيابة، فقد تحملت فى الفترة الأخيرة الكثير من اجراءات الإصلاح الإقتصادى.

فقد كانت الطبقة الوسطى مستقرة فى الفترة الناصرية، أصابها الوهن والسقوط التدريجى فى عصر الإنفتاح الساداتى، ودخل عليها فئة جديدة من الأغنياء الجدد المستفدين بالإنفتاج غيرت من تركيبتها، ووصولا الى عهد مبارك دخلنا فى دائرة الخصخصة وبيع القطاع العام، فزادت اوضاعها سوءآ، مما أدى الى انفجار احداث 25 يناير.

كنا بعد 25يناير حالمين بالتغيير، رافعين شعار ثورتنا عيش، حرية، عدالة اجتماعية، فوقعنا فى دائرة الإعتصامات والمظاهرات الفئوية، ووسط غياب الأمن وعدم الاستقرار السياسى جعل من الظروف مستحيلة، فسقط البعض صريعا بين براثن الفقر وفشل فى سد احتياجته.

واستمر الوضع فترة حكم الإخوان وما بعدها من محاربة الإرهاب وغياب الاستثمارات، وتوقف عجلة الإنتاج، وازمات سياسية واقتصادية متتالية ادت لتفاقم الأوضاع اجتماعيا وفقد المواطن الثقة فى الحكومة والتغيير .

كذلك كانت الفترة الأولى للرئيس السيسى مليئة بالتحديات والأخطار، أدرك غالبية الشعب خطورة الموقف، فالدولة تواجة جماعة مارقة، وجماعات إرهابية تهدد السلم والأمن، دفع الجميع ضريبة تلك الأوضاع الغير مستقرة فى كل الأصعدة، وقدموا التضحيات من ارواحهم ودمائهم ليعود الإستقرار والأمن للوطن.

وبدأت الدولة تضع رؤيتها للتنمية المستدامة، وتحاول جاهدة انقاذ الوضع لترفع عن كاهل المواطنيين أعبائهم المتزايدة.

ففرضت علينا اعباء وازمات طارئة وخارجة عن نطاق سيطرتنا، مثل الحرب الروسية الأوكرانية ووقف سلاسل الإمداد والتموين، وجائحة كورونا وتداعياتها السيئة، وحرب غزة ومشاكل الحوثيين فى البحر الأحمر وتهديد خط الملاحة الذى أثر على دخل قناة السويس، وكذلك أخطاء الحكومة فى بعض قرارتها الإقتصادية وعملية التعويم للجنية المصرى وما صاحبها من اجراءات وما نتج عنها من توتر وازمات، فقد الجنية قيمته امام الدولار فانخفض دخل الكثيرين وما صاحبه من زيادة كافة الأسعار، فهوت فئة كبيرة الى براثن الفقر بعد ان فقدت القدرة على تلبية احتياجاتها الأساسية. .

صحيح الحكومة تدخلت بكثير من المبادرات لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لكن الفجوة كانت قد اتسعت، وظهرت امراض اجتماعية جديدة لم نكن نعهدها واصبحنا نعيش فى ازمة اخلاقية بسبب انهيار الطبقة المتوسطة.

فالجرائم التى تحدث الان لم نسمع بها من قبل والبعض يتداول وقائعها بكل اريحية وكأنها شىء معتاد، كذلك اصبح هناك شعور باليأس والإحباط وخصوصا عند الجيل الصاعد من الشباب الذى يرغب فى الهروب عبر شواطىء الموت.

كذلك أصبحنا مهددين بنمو الافكار الهدامة والتطرف، وانتشار المخدرات بكل انواعها وما تحمله تلك الشرور من أثر سىء على المجتمع.

على الدولة تحمل مسؤولياتها، وان ترفع عن كاهل المواطنيين أعبائهم، وان تزيد من حجم الإنفاق على التعليم والصحة والرعاية الإجتماعية،وان تدعم السلع والخدمات التى تقدمها للمواطنيين.

وان لا سبيل لنهضة الوطن إلا بسواعد ابنائه، فيجب ان تفتح كل الملفات الإقتصادية ويؤخذ بكل توصيات الخبراء وما نتج من الحوار الوطنى، واعلم ان هناك خطوات محترمة ومقدرة فى هذا الموضوع تتم الان، كما اشيد بما اتخذة رئيس الحكومة من حزمة التيسيرات الجمركية، وما شكلة من لجان من متخصصين فى كافة القطاعات ليكونوا حلقة وصل جادة وفعالة لإزالة كل اسباب التردى للنهوض الجاد فى كافة الملفات، فكل تلك خطوات جادة لتصحيح الاوضاع وانقاذ الموقف .

مصر بلد كبير ولدينا من المقومات والثروة الطبيعية والبشرية التى تجعلنا على تجاوز كل تلك الأزمات، فقط ان نستغل كل مقوماتنا وقدرتنا على النهوض فالتفتحوا كل الملفات فكل الحلول متاحة ونحن داعمين ومصريين على التخطى الى بر الامان.

وبصفتى مواطن مصرى يحب بلده أعلن عن دعمى للقيادة السياسية فى كل خطواتها فيما يخص القضية الفلسطينية، ورفضها التهجير وعدم تصفية القضية وكلنا حاجز صد ومقاتلين لمن يحاول المساس بأمننا القومى.

#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏أقلام دلاو عدلاوية 세ㄱ. عبد الغني الحايس ..يتكب أزمة الطبقة الوسطى fooo eladlparty.com كدل حزب العدل‏'‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة