رغم التاريخ العريق لنضال المرأة المصرية، الذي يمتد لعقود طويلة من الكفاح من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية، إلا أن مشاركتها في الحياة الحزبية لم تحظَ بنفس القدر من التمكين والتطور. فقد ظلت الأحزاب السياسية المصرية، ولسنوات طويلة، ساحة يغلب عليها التواجد الذكوري، بينما اقتصرت مشاركة المرأة على أدوار هامشية ورمزية التأثير.
ومع التحولات السياسية التي شهدتها مصر، خصوصًا عقب أحداث عام 2011، بدأت ملامح جديدة تتشكل، حيث ظهرت كوادر نسائية في مواقع متقدمة داخل بعض الأحزاب. كما ارتفعت نسب تمثيل المرأة مدعومةً بما نص عليه الدستور من “الكوتة النسائية”، التي منحت النساء فرصة أكبر للتمثيل في المجالس المنتخبة.
ورغم هذه الخطوات الإيجابية، لا تزال التحديات قائمة؛ إذ تعاني نسبة كبيرة من النساء المنضمات إلى الأحزاب من ضعف التأهيل السياسي، فضلًا عن غياب الفرص الحقيقية للمشاركة في صناعة القرار داخل الهياكل التنظيمية للأحزاب. وفي بعض الأحيان، يتم استخدام وجود المرأة كـ”ديكور سياسي” لتحسين الصورة العامة أمام الرأي العام، دون إيمان حقيقي بقدرتها على المساهمة الفعالة.
ورغم هذا الواقع، لا يمكن إنكار وجود نماذج نسائية مشرّفة استطاعت أن تُحدث تأثيرًا ملموسًا داخل أحزابها، وأن تطرح قضايا المرأة والعدالة الاجتماعية بوعي وكفاءة. هؤلاء النسوة يثبتن يومًا بعد يوم أن التغيير ممكن، وأن المرأة المصرية إذا أُتيحت لها الفرصة قادرة على تقديم رؤية سياسية متكاملة، واعية، وشاملة.
إن دعم المرأة وتمكينها داخل الأحزاب السياسية لم يعد ترفًا أو خيارًا شكليًا، بل هو ضرورة وطنية لضمان حياة سياسية متوازنة تُعبّر عن المجتمع بكافة فئاته. والمأمول أن تتبنى الأحزاب الجادة والقوية رؤى جديدة تقوم على التمكين الحقيقي لا التجميل المؤقت، وعلى إيمان راسخ بأن تمثيل المرأة ليس منّة أو استثناءً، بل حق أصيل وشريك رئيسي في صنع مستقبل مصر السياسي.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
