الرئيسيةمقالات العدلسعاد محمد تكتب: التعليم في زمن الـ Ai

سعاد محمد تكتب: التعليم في زمن الـ Ai

يعد التعليم هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الحضارات، وإن تقدم الدول مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى جودة التعليم المقدَّم فيها، فإن الاهتمام بالتعليم الجيد، الذي يساهم في خروج أجيال تنهض بدولها وتساعد في سير عجلة التقدم والتنمية، هو من أهم أهداف الدول والحكومات. ولكن هناك معطيات يجب مراعاتها عند تطوير نظام التعليم.

أول تلك المعطيات البيئة التي ينشأ فيها الطلاب، والموروثات الثقافية التي خرجوا عليها وعاشوا فيها، والأفكار التي تربَّى عليها آباؤهم، والبيئة المحيطة بهم.

وهنا يمكن أن نفرق بين اتجاهين في التعليم:

• اتجاه يعتمد على التلقين والحفظ، وهو أن يقوم الطالب بحفظ أكبر قدر من المعلومات والنصوص، حتى وإن لم يفهمها، بشرط أن تكون تلك المعلومات من داخل المقرر، سواء عن طريق المدرسة أو الاستعانة بالدروس الخصوصية للمساعدة على الحفظ والتلقين حتى يوم الامتحان. يدخل الطالب بتلك المعلومات ليصبَّها في ورقة الإجابة، ثم يخرج ولا يتذكر منها شيئًا، وكأنها حمل انزاح من على كاهله، فهو لم يفهم ولم يحب من الأساس ما تعلمه، وكل رغبته هي تحقيق رغبة ذويه في تحصيل أعلى الدرجات.

• تظل الأسرة بأكملها في انتظار النتيجة وكأنهم في انتظار حكم الإعدام، ومهما كانت وسيلة الحصول على تلك الدرجات، سواء كانت باجتهاد الطالب الشخصي أو بوسائل أخرى، فيصبُّ كل همه في تحصيل أكبر عدد من الدرجات ليدخل كلية من كليات القمة من وجهة نظره هو وذويه، ناسين ومتناسين: ماذا بعد؟!

• لتخرج النتيجة أيًّا كان مصدرها، ويدخل الطلبة إلى مقصلة التنسيق التي تحدد مستقبلهم بناءً على درجات لا تتأكد من استحقاق بعضهم لها أو طريقة حصول البعض عليها، فتقذف بهم إلى حلبة التعليم الجامعي حسب مجموعهم.

• وفي حال أنه لم يحصل على ما أراده من الدرجات، يلجأ إلى الاتجاه إلى التعليم الخاص، الذي يستنزف بدوره الأسرة التي سبق واستُنزفت من قبل، فيستمر الضغط المادي عليها، ناهيك عن الضغط النفسي.

• ليخرج لنا طلاب جامعيون يخطئ البعض منهم في الكتابة إملائيًّا، لتستمر مأساة الحفظ والتلقين حتى النهاية، ليخرج في النهاية طالب لم يحب ما تعلم، ولم يستفد به، وأهدر وقتًا ومالًا على الدولة وعلى أهله.

أما الاتجاه الآخر، وفي الغالب يكون في الدول الغربية، فيعتمد على تعليم الطالب والوقوف على قدراته في الفهم والاستيعاب، والعمل على تنمية مهاراته الحقيقية، وقدرته على التفكير والابتكار، ولا يحدد مصيره على مرحلة تعليمية محددة، بل يكون هذا على مدار حياته، فيكون الطالب لديه القدرة على اختيار المجالات التي يريد أن يتعلمها، والتي يبدع فيها بدوره.

ثانيها وأهمها: متطلبات سوق العمل

فما فائدة تخريج آلاف الدفعات كل عام من كليات لا حاجة لسوق العمل بها، مما يدفعهم إلى التعلم من جديد لاكتساب مهارات يحتاجها سوق العمل، والذي يكلف الكثير بدوره، فيكون عبئًا عليهم وعلى أسرهم، أو التأقلم وقبول ما هو متاح، حتى وإن كان أقل من إمكانياتهم أو بعيدًا عن دراستهم، لمجرد إيجاد عمل يساعدهم في حياتهم.

وفي العصر الحالي، ومع انتشار الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، يحذِّر العلماء من أن هناك آلاف الوظائف التي سوف تختفي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضًا هناك وظائف أخرى ستكون هناك حاجة مُلحَّة لها في سوق العمل.

فما فائدة أن ننفق المليارات على تعليم موضوعات يخرج بها الطالب غير متعلم، بل وبحاجة إلى التعلم من جديد، مع أن هدف التعليم الأساسي قادم من اسمه؟ فما فائدة الحصول على شهادة لا يستطيع الاستفادة منها، ولا تنمِّي أي مهارات لديه؟

فتعددت الأسماء، والنتيجة واحدة، فليس المهم هو تغيير اسم التعليم من عدمه، بل الأهم هو المحتوى الذي يُقدَّم للطالب، والنتيجة التي سيؤول إليها هذا الطالب، ومدى استفادة المجتمع منه فيما بعد.

وللحديث بقية…

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏أقلام عدلاوية سعاد محمد تن … ..تكتب التعليم في زمن AiJl 」 Ai. العدل حزب حزبالعدل foxo eladlparty.com دل حزب العدل‏'‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة