عبدالغني الحايس |يكتب:
كنت سعيدا أثناء تواجدى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وأنا أرى الإقبال الشعبي من الأسرة المصرية، ففي ظل ظروف اقتصادية صعبة، تجد هذا الكم الكبير من أفراد الشعب، يتجولون داخل أروقة المعرض بحثا عن امل ويقين يملأهم أن غدا لنا عظيم.
لكن المحزن أثناء وقوفي فى بعض الأجنحة الحكومية، ولن أطيل فى سرد ما حدث فى جميعها لكن سأخص جناح وزارة السياحة، وسأعتبر رسالتي موجهة الى السيد وزير السياحة والآثار أحمد عيسى.
تدعو وندعو معكم إلى ضرورة الوعي السياحي لمواطنينا، ففي جناح الوزارة عندما طلبت من القائمين عليه ضرورة أن يتم توزيع تلك البروشوات مجانا على المتواجدين بالمعرض رفضوا، فقيمة البرشور 10 جنيهات، وأننا يجب أن ننتهز هذا الكم المتواجد بالمعرض، ليتم توزيع عليهم نشرات توعوية باهمية قطاع السياحة لنا جميعا، وان عليكم تكثيف عملية الإرشادات وابراز المعالم السياحية المصرية، وتنمية وعى شعبنا، ليعلم كل المصريين أننا نمتلك كل المقومات السياحية التى تجعلنا نكون المقصد الأول فى السياحة العالمية، ويجب ان نقدم صورة مشرفة لضيوفنا، وحديث طويل انتهى بلا شىء.
سيدى الوزير فى ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التى نمر بها، مازلت أؤكد ان قطاع السياحة هو الأمل، وقاطرة التنمية الحقيقى لوطننا، لما نمتلكة من إمكانيات ومقومات وارث حضارى وتاريخى عريق، فلدينا شواطىء من السويس الى طابا، ومن العريش الى مطروح، ونمتلك كافة مقومات السياحة العلاجية، والسياحة البيئية، ومحميات طبيعية، والسياحة الثقافية، والدينية، بل استطيع ان اختصر كافة انواع السياحة لدينا، فكيف لا يتم الإستفادة من هباة الله لنا.
تم اصدار استراتيجية وطنية للسياحة بأمانى رائعة، وتبقى أحلام على الورق، فنحن نريد فى عام 2028 أن نصل الى 500 الف غرفة فندقية، ونمتلك الان 220 الف غرفة، ونستهدف 30 مليون سائح، فهل تم إزالة أى عقبات أمام المستثمرين لتشجيع وتوسيع حجم استثماراتهم وزيادة عدد الغرف المنشودة، مع العلم ان المستثمرين فى الغردقة يثتغيثون مثلا من قلة ضخ مياة الشرب، وعدم اقامة محطات تحلية كبيرة، وارتفاع سعر متر المياة، فهل تناقشتم فى مشاكل القطاع مع أصحاب المنشأت السياحية لتذليلها؟
هل قامت الوزارة بدراسة موقف الفنادق المغلقة، بحل مشاكلها سواء كانت قانونية او غيرها من المشاكل، لإدراجها فى خطة التشغيل؟
إيران من عدة أيام اعلنت عن دخول أكثر من 25 دولة الى اراضيها بدون تأشيرات، فماذا فعلنا نحن كنوع من التيسيرات للحصول على التأشيرة السياحية او الإليكترونية، وفتح المجال الجوى للطيران الخاص ومراجعة اسعاره؟
ماهى خطة الترويج لجميع انواع السياحة لدينا، ونحن من بعد سقوط الطائرة الروسية فى 2015 لم نستطع استهداف اسواق جديدة بشكل يعوض القطاع وقتها عدم وجود الروس، لذا يجب وضع خطة ترويج للسياحة تكون خطة دولة بكافة أجهزتها مع تعظيم دور القطاع الخاص فى عملية الاستثمار والتوسع فى استثماراته، وجذب مستثمرين جدد ، ومراجعة السلبيات التى تجعلنا نتخطى كل القصور للوصول الى المستهدف من نهضة القطاع ؟
سيدى الوزير إن اردنا توطين الصناعة المصرية، فعلينا الإهتمام بكل الصناعات المتداخلة مع صناعة السياحة، وسيكون المردود على الشعب المصرى كبير، عندما تنشط كل تلك الصناعات سندفع الإقتصاد المصرى الى الأمام.
على الدولة أن تطلق عام 2024 هو عام السياحة، لخلق وعي سياحب، وإعادة الإعتبار لكل كنوزنا وارثنا الحضارى، لذا يجب اعادة النظر فى التشريعات الخاصة بالسياحة واعادة تنظيمها مما يسمح بنجاح المنظومة، ورفع كفائة الفنادق واعادة تصنيفها وذلك لتحسين مستوى الخدمة المقدمة للزائرين، والإهتمام بالعامل البشرى ورفع كفائته، لأن القطاع كثيف العمالة، ومورد مهم من موارد العملة الصعبة، لذلك علينا النظر اليه أنه أولوية أولى من الدولة والشعب المصرى كلة.
فرجاء ضرورة مراجعة استراتيجية السياحة، والاجتماع بصانعي ومستثمرب هذا القطاع لبحث كل الجوانب التى تعوق تقدمهم لتحقيق رؤيه مصر 2030 بشكل حقيقى،
وعلينا أن نعترف أن لدينا بعض القصور وان تكون لدينا الجرأة لتذليل كافة العقبات التى تواجة القطاع السياحى، وبرغم الجهود التى تبذلها الدولة إلا ان القطاع مازل متعثر وبشدة.