سعاد محمد تكتب…
في أحد أيام الصيف والشمس تكاد تلمس الرؤوس اجتمعت الحشود علي رصيف المترو منتظرين وصول القطار وبمجرد وصول تدافع الجميع بين مغادر للمحطة وملتحق بالقطار في حركه عشوائية منظمة لا توجد إلا في البلاد النامية جلس عادل أفندي يلتقط أنفاسه مستمتعا بهواء البارد الخارج من مكيف القطار ومغمضاً عيناه محاولاً تناسي شعور الحر ولم يقطعه إلا عندما استرق سمعه علي محادثة كانت بين راكبين جاءت جلسته بجوارهما وكانت المحادثة عن السياسات العام للبلاد وما تواجهه الحكومات من تحديات لتنفيذها وانقسموا إلى فريقين بين معارض ومؤيد .
فيري المؤيد أن السياسات العامة هي الدليل محدد المبادئ للإجراءات التي تتخذها السلطات التنفيذية الإدارية للدولة فيما يتعلق بفئة معينة من القضايا بطريقة تتماشى مع القانون والأعراف المؤسسية.
وبشكل عام، يتمثل أساس السياسات العامة في مدى الإلتزام بالقانون الوطني الدستوري الأساسي ذي الصلة وكذلك تنفيذ التشريعات كذلك تشمل الأسس الأخرى كلاً من التفسيرات والأنظمة القضائية والتي تُعْتَمَدُ بشكل عام من خلال تشريعات اعتباره نظامًا يتضمن «خطط العمل، والإجراءات التشريعية، والقوانين والأولويات التمويلية المعنيّة بقضية معينة والتي تصدرها الجهة الحكومية أو أيٍ من ممثليها.» وبهذا يمكننا القول أن السياسات العامة عادةً ما تتجسد في «الدساتير، والقوانين التشريعية، والأحكام القضائية.» وأن ما تضعها الدولة لتحقيق أهدافها هي صحية صحة مطلقة و أن أي معوقات تظهر ما هي إلا مؤامرات سواء داخلية أو خارجية قد تم الزج بها لعرقلة الحكومات و التآمر عليها.
أما المعارض فقد تكلم بهجوم المعارض في لمطلق فتكلم عن مثلث الغرق الذي يقع الفساد في رأسه يليه الفقر وهو اهم أضلعه وضلعه الاخر هو الجهل فهو كفيل أن يغرق أي دوله مهما كان مستوها بل ويشكل حلقة مفرغة، فالفساد يسبب الفقر والفقر يؤدي للجهل والأكثر خطورة من الجهل هو التجهيل فقد يمتلك الشخص شهادة جامعية ولكنه يخطئ في كتابة اسمه فيصبح متذبذب الهوى يسهل اجتذابه إلي أي شيء حتى وإن كان خاطئ.
كذلك انحدار الذوق العام فعندما تفرض السيء وتنشره فتظهر القاتل على أنه بطل ويفوز الجاني على المجني عليه ويصبح الشرير هو بطل الرواية فتقلب الموازين فترسخ في العقل الباطن للمواطن الردئة والقبح يصبح عادة فإذا رفضها لأول وهلة لمعارضتها لعقله وفطرته الطبيعية بعد فتره من استمرار على العرض يألفه العقل فيصبح ما كان مرفوض بالأمس القريب مقبول ومتعارف عليه اليوم فيصبح كالسوس الذي ينخر العقول فيغير من الطبيعة والفطرة مع تفخيم من فئة على حساب فئة أخرى فيتغير القدوة وتختل الموازين
ويكون الفقر دور فإذا لم يمتلك الفرد قوت يومه فلا يمكن أن يملك رأيه بل علي العكس فيمكن أن استغلال حاجته لتنفيذ أجندة معينة فيكون فيها مغيب فإذا اجتمع الفقر والجهل فيصبح الفرد سهل التحكم فيه
وهنا يتربع علي عرش المثلث الفساد الذي هو السبب الرئيسي في كل شئ فإذا تم السيطرة عليه بشكل كامل يكون معناه السيطرة على باقي المفاسد والسير على خطى إصلاحية ثابتة
وكأي معارض في المطلق فإنه يري أن من ودور الحكومة ايجاد حل فورى وأن من دور السلطة التشريعية التي تمثل لشعب أن تعارض كل ما يخالف ذلك ولكنه وفي معارضته المستميتة لم يقدم حلول بل كانت حلوله مستحيلة التنفيذ ليس من المنطق أن أردت إصلاح شيء أن تهدمه بحجة صنعه من جديد بل ما يقتضيه العقل والمنطق أن تجد الحلول الممكنة والمتاحة والتي يمكن من دورها إصلاح ما يمكن إصلاحه فما لا يدرك كله لا يترك كله فإذا اعترفت بوجود مشكلة لابد لك من اقتراح حلول لها وتكون حلول قابلة التنفيذ على أرض الواقع ليست درباً من دروب الخيال.
وهنا تدخل عادل أفندي للفض بين الصديقين فإن الاختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية وبعد أن هدأت الأمور بينهم اعتذر منهم عن تدخله وأن حديثهم الشيق دفعه إلى الانتباه اليه وانه وعلى الرغم من أنهم يبدوان في ظاهرهما متعارضين إلا أن كل منهما يحمل جزء من الحقيقة فإنه مجهود الحكومات لا يمكن أن ينكر ومحاولاتها لحل الأزمات وتحقيق الصالح العام والسير بعجلة التنمية لا يمكن إنكاره وإلا نكون ظالمين كذلك لا يمكن إنكار وجود عراقيل والتي تؤدي إلي وقف قطار التنمية وهدم أي سياسات ولابد من إيجاد حل عادل للطرفين وهو الرقابة، الرقابة الحقيقية والشاملة فلا يوجد من هو فوق القانون فمن أخطأ يجب محاسبته، فالكل سواسية أمام القانون كذلك يجب إيجاد حلول عملية لحل المشكلات عن طريق المتخصصين والاستعانة بأهل الخبرة الحقيقية كل حسب تخصصه بعيدا عن أي هوى فيكون الهوى الوحيد هو الصالح العام للدولة.
وهنا أصدر القطار تنبيهًا معلنًا عن وصول محطة عادل أفندي الذي غادر القطار بعد ما اكتسب صديقين جديدين متمنياً السلامة لكل البلاد. #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
