الرئيسيةمقالات العدلإبراهيم العجمي يكتب: الحكومة المصرية بين صناعة الأزمات والمشاركة فيها "القطاع الداجني...

إبراهيم العجمي يكتب: الحكومة المصرية بين صناعة الأزمات والمشاركة فيها “القطاع الداجني نموذجاً”

ما بين ترحيب باستيراد بيض المائدة التركي بأقل من سعر السوق المحلي وكذألك الحال في الدواجن البرازيلية وغيرها وما بين اتهامات مستمرة لتجار وصناع القطاع الداجني في مصر بخلق وصناعة ازامات في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر احد اعمدة الأمن الغذائي المصري، نستغل تلك الفرصة بعرض مجموعه من الارقام والحقائق في خلفية تلك الازمة.

حققت مصر لأول مرة الأكفاء الذاتي من انتاج بيض المائدة وزفت البشارة من خلال بيان لوزارة الزراعة في شهر يونيو من عام2022، وبحسب بيان مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حينها فإن إجمالي حجم إنتاج القطاع التجاري من الدواجن في مصر حوالي 1.4 مليار طائر، بينما ينتج القطاع الريفي حوالي 320 مليون دجاجة، بالإضافة الي اجمالي انتاج مصر حوالي 14 مليار من بيض المائدة في وقتها.

كأن القطاع مستقراً نسبياً بالرغم من عوامل السوق المختلفة حتي قررت الحكومة فجأة اتخاذ قرارا بوقف استيراد الاعلاف المستوردة ومكونتها مثل الذرة الصفراء والفول الصويا وغيرها من مكونات الاعلاف لوقف نزيف الدولار مؤقتاً حسب تصورهم.

نجحت الحكومة في وقف مؤقت لنزيف الدولار ولكن أستمر تفاقهم الأزمة حتي استيقظت مصر علي مشهد لن ينسي من اعدام الآلاف من الكتاكيت من مزارع محافظات مختلف ليفتح ملف انهيار صناعة الدواجن المحلية بمصر، مع استمر الهبوط في ودرات مصر من الاعلاف حتي وصل الي 25% من حجمها في عام 2023 مع مستويات قياسية مرتفعة لأسعار مكونات الاعلاف مما ينعكس بشكل مباشر علي سعر طبق البيض وكيلو الدجاج للمستهلك.

علي الجانب الأخر كانت هناك عوامل في خلفية المشهد تؤثر أيضاٌ علي هذا صناعة حساسة مثل الانتاج الداجني فعلي سبيل المثال رفع نسبة الفائدة البنكية التي تجاوزت نسبة 30% فأصبح من الطبيعي أن يتجه الصناع من اصحاب المزرعة والعاملين في قطاعات الانتاج عموماً نسبة ارباح تصل الي40% علي الاقل حتي يصبح دورة راس المال من خلال العمل مجدي عن وضع رؤوس الأموال بالبنوك وتحمل قيمة المخاطرة وبنود المصروفات المتغيرة.

كل تلك العوامل بالإضافة اللي رفع كافة الرسوم والضرائب والجمارك بجانب انخفاض قيمة العملة لأكثر من 36% من قيمتها خلال عام فيما يعرف “بتعويم الجنية” ساهم بشكل مباشر وغير مباشر فيما وصل اليه القطاع الداجني حاله حال كثير من القطاعات الانتاجية التي تأثرت بقرارت الحكومة الغير المدروس تأثيرها الاقتصادي علي المدي البعيد.

عندما نتحدث عن ترحيب بوصول شحنات من البيض المستورد قادم من تركيا مع ترحيب من الاعلام واتهامات لتجار وصناع القطاع الداجني باستغلال وصنع اللازمات فغيب عن مجموعه حقائق كما سردنا مسبقاً شاركت فيها الحكومة بقرارت غير مسؤولة بشكل مباشر في صناعه وتفاقم حجم الأزمة.

يظل الجانب المضيء من الأزمة هو محاولة المصريين الرائعة علي مر التاريخ للتغلب علي الأزمات من خلال عودة القرية المصرية مرة آخري لتربية الطيور والبهائم وبحث وتطوير انتاج الاعلاف المحلية الصنع وعلي جانب البحث العلمي فهناك محاولات عديدة للإنتاج سلالت مصرية أكثر تكيف مع الظروف المصرية وأكثر قيمة اقتصادية مثل التجربة الرائدة لكلية الزراعة في جامعة بنها بإنتاج “دجاج بنها” التي لديها القدرة علي أن تنتج 230 بيضة سنويًا، وتعتبر التجربة مثل حي علي دعم البحث العلمي لمعالجة المشكلات الاقتصادية بانوعها المختلفة. #حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏غرفة أخبار‏‏ و‏نص‏‏

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة